تواصلت أشغال القمة ال11 لمنظمة المؤتمر الإسلامي أمس الجمعة بداكار في جلسة مغلقة خصصت لنقاش عام حول مشاريع القرارات والوثائق المعروضة على رؤساء الدول والحكومات· ويتعلق الأمر بمشاريع قرارات حول الشؤون الاقتصادية المتعلقة "بالنشاطات الخاصة بتطبيق برنامج العمل العشاري" و"النشاطات المتعلقة بالمساعدة الاقتصادية للدول الأعضاء والبلدان غير الأعضاء وللمجموعات الإسلامية"· و"نشاطات مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي" و"الديون" · وبخصوص مشاريع القرارات السياسية فإن منظمة المؤتمر الإسلامي أعطت الأولوية للوضع في أفغانستان وكوت ديفوار وقبرص والعراق وإقليم كشمير و"للتضامن ودعم السلم و التنمية في السودان" و"رفض العقوبات الأمريكية وحيدة الطرف ضد سوريا" و"التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية" وكذا "إصلاح منظمة الأممالمتحدة و توسيع تشكيلة مجلس الأمن" · كما تدرس قمة منظمة المؤتمر الإسلامي مشاريع قرارات حول الشؤون الثقافية والاجتماعية التي تخص أساسا "المسائل الثقافية ذات الطابع العام" و"حماية المعالم و الأماكن الدينية المقدسة للإسلام" و"المؤسسات والمراكز الثقافية الإسلامية" والشؤون الإنسانية" و"تعتيم الديانات والتمييز تجاه المسلمين" · وهناك مشاريع قرارات متعلقة بمسألة فلسطين والنزاع الإسرائيلي العربي في البيان الختامي ومراجعة ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي موجودة أيضا في جدول أعمال القمة المقرر اختتامها اليوم· كما جدد مشروع البيان الختامي للقمة التمسك بميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي خدمة للقضايا الإسلامية والمسلمين في روح تضامنية ويدين الإرهاب بشتى أنواعه· وأكد البيان على "حق كل دولة في الأمن والحق الثابت في تقرير مصير واستقلال الشعوب التي مازالت ترزح تحت نير الهيمنة الاستعمارية أو الأجنبية وواجبات الدول بخصوص احترام هذا الحق طبقا لميثاق الأممالمتحدة وإعلان مبادئ القانون الدولي المتعلق بعلاقات الصداقة والتعاون بين الدول" · وأعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد الرئيس الحالي للمنظمة في الجلسة الافتتاحية أن الأولويات تحت رئاسته ستكون حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة معترف بها، داعيا إسرائيل إلى وقف كل النشاطات غير القانونية ووقف الرد غير المناسب· وقال واد إن المنظمة تدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة ورأب الصدع· وفي الموضوع ذاته طالب الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو بمحاكمة إسرائيل أمام محاكم جرائم الحرب الدولية بعد هجماتها الأخيرة على قطاع غزة· وقال أوغلو إن "الوضع في فلسطين لا يزال يدعو للأسى بسبب استمرار الأزمة التي خلقتها إسرائيل بوقف عملية السلام وإعاقة العديد من خطط ومبادرات السلام التي يقدمها المجتمع الدولي" ·وأضاف "أصبح من اللازم توثيق هذه الاعتداءات رسميا وأن تتم محاكمة مرتكبيها أمام محاكم عدل دولية مهمتها فحص هذه الجرائم البشعة مثل المحكمة الجنائية الدولية" · ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تل أبيب للكف عن هذه الأعمال والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، كما أدان الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على الإسرائيليين· وفي ملف آخر، دعا الرئيس السنغالي إلى تجاهل ما سماها "الأيادي الشيطانية التي تقف وراء الإساءة للإسلام في الغرب" وإلى وضع "إستراتيجية حقيقية للإعلام والاتصال لتوضيح صورة الإسلام في الخارج" ·وأشار واد إلى أن هناك روحا تزداد إيجابية في الغرب نحو قبول الإسلام، قائلا إنه على المسلمين أن يشرحوا لبقية العالم حضارة الإسلام والسلام الاجتماعي· ويتجه قادة المنظمة التي تضم 57 دولة إسلامية إلى تعديل ميثاقها الذي أقر منذ عام 1972 · وأبلغ مسؤول كبير فيها بأن الخلافات التي كانت قائمة بشأن التعديلات المتعلقة بمسألة العضوية ومعايير الانضمام إلى المنظمة وحق الشعوب في تقرير المصير قد تم التغلب عليها، وأن مسألة إقرار ما سيعرف بميثاق دكار باتت شبه مؤكدة·