إجماع على عدم تأثير الاتصال الالكتروني على الانتخابات التّشريعية العنف اللّفظي تعبير عن غياب ثقافة الافتراضي شهادات أساتذة ومناضلين تنقلها «الشعب» ترك العزوف الانتخابي في مختلف الاستحقاقات التشريعية والمحلية السابقة أثرا بالغا على الأحزاب السياسية التي باتت محرجة، وأصبحت تناضل لإقناع الرّأي العام بالتصويت. كثرة المشاكل الداخلية والانتقادات لأداء الكثير من التشكيلات السياسية على مستوى البرلمان، ولّد بيئة سياسية عنيفة تميّزها تبادل الانتقادات والاتهامات بين مختلف الفاعلين، وهو ما جعل الخطاب العنيف ينتقل للمواطن الذي ينهال على صفحات الأحزاب على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي بالانتقاد، حتى العالم الافتراضي لا يخفى من العنف في مشهد يؤكد الصعوبة الكبيرة أمام التشكيلات السياسية في استرجاع ثقة المواطن الجزائري. لهذا كان التركيز في الحملة الانتخابية الجارية على هذه المسألة، حيث ترافع الأحزاب لاستمالة الناخب وإقناعه بالتصويت في موعد 4 ماي القادم. من هنا تحاول الأحزاب السياسية في الجزائر مواكبة التحولات التكنولوجية، استغلال مواقع التواصل الاجتماعي على غرار «فايسبوك» و»تويتر» من أجل التعريف بنفسها أكثر واستقطاب مناضلين ومتعاطفين جدد تحسّبا للانتشار وتعزيز فرصها في التفوق بالاستحقاقات القادمة. باتت مساحات التواصل الاجتماعي فضاءات مهمة في الدول الغربية لقلب موازين الانتخابات ومحاولة التأثير على الرأي العام، حيث أدى انخراط تلك الدول بصفة كبيرة في مجتمع المعلومات الى بناء ثقافة جديدة، جعلت من التفاعلية السمة الغالبة من خلال تقنيات الاتصال الحديثة. هذه التقنيات تساعد على توسيع نشاط الأحزاب وانتشارها على نطاق واسع، وهو ما لا يوجد في الجزائر حيث نسجل مفارقات كبيرة في هذا المجال، حيث تشتكي أحزاب الموالاة من كثرة السب والشتم والقذف، في الوقت الذي تجد فيه المعارضة مستفيدة من تلك المساحات من خلال الترويج لخطابها المنتقد، وهو ما يتوافق مع الكثير من عقليات جمهور «الفايس بوك»، الذي لا يفوّت أية مناسبة للانتقاد والتهكم. تتميّز معظم صفحات الأحزاب الجزائرية على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و»تويتر» بتركيز مضامينها على نشاطات زعامتها سواء من خلال بث فيديوهات دورات المكاتب السياسية واللجان المركزية أو الندوات الصحافية، وحتى المقالات الصحافية في سياق الدعاية لنشاطات الحزب ومواكبة المنافسة مع مختلف التيارات الأخرى بالنظر لما تجلبه مساحات التواصل الاجتماعي من اهتمام وكثرة المرتدين عليها في صورة نمطية تؤكد وضعية الأحزاب التي تبقى تفتقد لبرامج واضحة تكون نقطة التقاطع بين المناضلين والقيادات. هذه الظاهرة ليست بالجديدة على الساحة السياسية، حيث يبقى التداول وتقبل الانتقادات والملاحظات أمر غير مقبول، وهذا منذ الحركة الوطنية، في صورة تعكس الجدل القائم بين ما تريده الأحزاب وما تمارسه، العديد من الزعامات تتحدث عن الديمقراطية وضرورة التداول على السلطة وغيرها من القيم المثلى، ولكن تبقى الممارسة بعيدة عن كل تلك الخطابات. كما أنّ الكثير من المناضلين الذين يتقبّلون الخطابات والتوجيهات بصدر رحب في العلن ويردّون بطرق عنيفة عبر صفحات الأحزاب في مساحات التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعنا لتقصي حقيقة هذه الصفحات ومدى استغلالها في شرح البرامج وجلب المناضلين بعيدا عن الأنا وحب الذات. تحاول الأحزاب استغلال الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي للتوغل أكثر في المجتمع وكسب مناضلين ولو افتراضيين تدعم بها الصفحات ويرهب بها خصومها السياسيين. وقبل التشريعيات بأشهر قليلة تزايدت عدد صفحات الأحزاب بشكل رهيب حتى أن كل مكتب في بلدية قام بإنشاء صفحة عبر «فايس بوك» لتعبيد طريق النجاح نحو المجلس الشعبي الوطني. يحدث هذا في وقت أعلن فيه «مارك زوكربيرج» الرئيس التنفيذى لموقع «فيس بوك» عن وصول عدد مستخدمى الموقع إلى 59 . 1 مليار مستخدم عبر العالم حتى يناير 2016، كما كشف المستشار والمدرب في مضمار الاعلام الاجتماعي، والمختص في متابعة مواقع الاتصال الاجتماعي خالد الأحمد في آخر تقرير صادر في نهاية 2015، أن عدد المشتركين الجزائريين في مساحة «فايس بوك» بلغ 2 . 8 مليون مشترك، وهو ما يجعل بلادنا في الصف الرابع عربيا بعد مصر، السعودية والعراق، وهو رقم كبير يؤكد مدى توغل التكنولوجيات الحديثة في المجتمع الجزائري، الأمر الذي يسيل لعاب الأحزاب التي باتت تتخوف من العزوف الانتخابي وبالتالي استغلال كل ما هو متاح لرفع حصص نجاحها. تبين من خلال استطلاع عديد المكلفين بالاتصال على مستوى عينة من الأحزاب عدم اقتناعهم بالتأثير الواسع لهذه المساحات، موضحين بأنه عالم افتراضي لا يمكن بناء استنتاجات أو برامج استشرافية أو الاتكال عليه لقلب نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة أو المواعيد الانتخابية الأخرى، غير أنهم أكدوا على ضرورة مواكبة هذا الفضاء. جبهة التحرير الوطني ..«لولا السب والشّتم؟؟؟؟» أكّد حسين خلدون المكلف بالاتصال السابق في حزب جبهة التحرير الوطني في تصريح ل «الشعب»، أنّ التواجد على صفحة «فايس بوك» و»تويتر» «شر لابد منه»، لأنه بقدر ما فيه جمهور كبير يقبل عليها إلا أنه جمهور ورأي عام غير متجانس، ولا يمكن بناء توقعات أو التحكم فيه أو توجيهه لاعتناق آراء معينة، معترفا في ذات الوقت بتوجيه هذه المساحات سواء من خلال الصفحة الرسمية للحزب أو صفحته الخاصة من باب أنه مكلف بالاتصال على مستوى «الأفلان» الى الاهتمام بنشاط المسؤول الأول لما تقتضيه الظروف وأعراف الحزب، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بكل النشاطات، وهو الأمر الذي سيأتي بالتدرج. وأضاف خلدون أنّ هذه الملاحظة وإن كانت صحيحة إلا أن الحزب مرن مع 120 محافظة وأكثر من 1541 قسمة في مجال انشاء صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي لتكثيف الاتصال بين لمناضلين والقيادة، وكسب أصوات الناخبين قبل الاستحقاقات. وتأسّف خلدون لانتشار السب والشتم والقذف في ردود جمهور «فايس بوك» على صفحات الأحزاب والمكلفين بالاتصال، موضحا بأنّ تلك السلوكات العنيفة في العالم الافتراضي وخاصة من قبل بعض المناضلين يؤكد عدم وجود ثقافة الافتراضي في الجزائر واحتكاره من قل مجموعة من المرفوضين اجتماعيا الذي يعملون على تسويق الخاطب العنيف والبذيء، وهو ما يجعلني أؤكد على عدم جدية الكثير من جمهور «الفايس بوك» الذي لا أعتقد أنّه يتأثّر أو يؤثّر بالانتخابات، وعليه فالحزب يعتمد على معطياته ومعلوماته الخاصة في التحضير للانتخابات. جدّد خلدون الذي تمكّن من جلب 24 ألف معجب على «فايسبوك» تحذيره من مخاطر الاعلام الالكتروني، الذي بات مساحة لاعتداء على الحياة الخاصة وشرف الآخرين وضرب استقرار الهيئات والأحزاب،متمنيا تحسين المضامين مستقبلا، وتجنب السب والقذف والشتم في سياق تعزيز الممارسة الديمقراطية وتوسيع الحريات. حركة مجتمع السلم ..... مقري «أنا الحزب» اعترف لعور نعماني نائب رئيس حركة مجتمع السلم بسيطرة النشاط القيادي، وخاصة رئيس الحزب عبد الرزاق مقري على صفحات التواصل الاجتماعي، موضحا بأن مبادئ الاعلام والساحة السياسية تطلب دائما التعامل مع المسؤول الأول وهذا أمر طبيعي، وبالتالي فسيطرة القيادة على وسائل الاتصال الحزبية أمرا إيجابيا طالما أنه يتجاوز الحزب وبتعلق بمعاملات خارجية. وأعقب قائلا: «..الواقع يفرض الاهتمام بالأفكار والبرامج ولكن في الجزائر هذه هي قواعد اللعبة والظاهرة معممة على كل الأحزاب»، وفي سياق حديثه عن انتشار السب والشتم والقذف على صفحات الأحزاب عبر مساحات التواصل الاجتماعي اعتبر نعماني الظاهرة بالطبيعية في الجزائر من خلال انتشار عقلية تسويد كل شيء والكل متهم في الجزائر، وأشار الى ضرورة دراسة هذه العنف اللفظي،ومحاولة تهذيب استعمال مساحات التواصل الاجتماعي وتوظيفها إيجابيا. واستبعد نعمان بالمقابل وصول تأثير تلك مساحات التواصل الاجتماعي على الانتخابات من خلال ترجيح الكفة أو زيادة حظوظ طرف معين له شعبية كبيرة على مساحات التواصل الاجتماعي لأنّ الواقع يؤكّد سلبية جماهير مواقع التواصل الاجتماعي التي تكتفي بالجلوس قرب التكنولوجيات الحديثة بينما يبقون عاجزين عن ممارسة تلك القناعات التي تبقى سلبية لأنه في وقت الحركة العديد برفض الحركة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها للفوز بالانتخابات، وحتى الانتخابات في الجزائر تبقى خاضعة لأمور خارج المنافسة النزيهة مثلما يتفق عليه الجميع من سلطات وأحزاب في انتظار تطور الممارسة الانتخابية والديمقراطية بمكافحة التزوير. ويعتبر مقري رئيس حركة مجتمع السلم رائدا حقيقيا في استعمال مساحات التواصل الاجتماعي، حيث يتكفل هو بنشر الرسائل والردود والبيانات في أوانها بدلا من التركيز على الوسائل التقليدية، وبرز عبد الرزاق مقري في استعمال التكنولوجيات الحديثة ومكّن الحركة من شعبية كبيرة في هذا المجال. ويعكس هذا التفوق ولو أنّه لم يخرج عن قاعدة «أنا الدولة»، حيث يسيطر الأنا على صفحة الرجل من خلال إبراز صوره والفيديوهات التي تعنى بتغطية نشاطاته. التجمّع الوطني الديمقراطي ...» لا ننكر الدّعاية لزعيم الحزب» اعتبر شهاب صديق المكلف بالاتصال في التجمع الوطني الديمقراطي مساحات التواصل الاجتماعي فضاء جديدا على الأحزاب السياسية، موضّحا أنّ «الأرندي» وبعد المؤتمر الوطني الأخير وضع نصب أعينه على هذه القدرات التي تظهر وأنها مهمة من خلال استقطاب الجمهور للتعامل معها مستقبل وتوظيفها فيما يخدم مصلحة الحزب. ولم يتحسّس في ردّه على سؤال على تخصيص صفحة الحزب للدعابة الى نشاط القيادة، مؤكّدا بأنّ هذا الأمر عاديا طالما أن الأمين العام للتجمع السيد أحمد أويحيى هو المخوّل لإعطاء التعليمات والتوجيهات، ومنه يجب نشرها وتوصيلها عبر كل القنوات الاتصالية للحزب بما فيها مساحات التواصل الاجتماعي، وخاصة فايسبوك الذي يملك الحزب صفحة فيه منذ حوالي 05 أشهر، والتي انخرط فيها أكثر من 100 الف معجب وهذا أمر جميل، ولكن يبقى افتراضيا. وقال في سياق حديثه ل «الشعب» أن الكثيرين يستعملون مساحات التعليق للسب والشتم والانتقام في ظاهرة تؤكد عدم التأقلم مع هذه التكنولوجيات الحديثة، ولكن الحزب بتعامل ايجابيا مع هو بناء وايجابي ولا يهتم بالسب والشتم. صنّف صديق جمهور «الفايس بوك» في خانة شباب الليل الذي يجد في ذلك الوقت راحته في الاطلاع والدردشة، موضحا بأنّ الافتراضي في الجزائر مازال بعيدا عن التأثير في توجهات الرأي العام أو التأثير عليه. ويفرض التجمع الوطني الديمقراطي بعض الصرامة في المساحات الافتراضية من خلال تمكين مختلف المكاتب البلدية والولائية فقط بإنشاء صفحات خاصة حتى تضمن حضور الحزب على 48 ولاية، ومنه امكانية تفادي استعمال تلك الصفحات فيما يضر الحزب.
الجبهة الوطنية الجزائرية ... «الفايس بوك أرجع اهتمام المواطن بالسياسة ولو بالعنف اللّفظي» كشف موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أنه يسعى جاهدا لتكييف حزبه مع التكنولوجيات الحديثة ولو أنه غير ملم بها كما ينبغي،موضحا في تصريحات ل «الشعب» أن الشبكات الاجتماعية بكل مساوئها تعتبر ايجابية، فهي تقوم بدور كبير في جلب اهتمام الرأي العام الافتراضي بالسياسة ونشاط الأحزاب لأن الواقع يؤكد استقالة الكثير من الجزائريين من متابعة السياسة ولو بالسب والشتم والقذف. ودعا تواتي الى ضرورة فهم لماذا تنتشر الردود العنيفة على مساحات التواصل الاجتماعي؟ولماذا يلجأ الفايسبوكيون الجزائريون الى السب والشتم والقذف على صفحات الأحزاب؟ موضحا: «...علينا أن نربط ذلك بالواقع...فالجزائريون ينتقمون من واقعهم من مشاكلهم وبالتالي فانتشار الخطاب العنيف ظاهرة تحتاج الى تحليل وليس لوم وعتاب». واعترف المتحدث في سياق متصل بتوغل هذه الشبكات في الحياة اليومية للجزائريين، لكنه استبعد إن تكون قادرة على منافسة الوسائل التقليدية في التأثير على نتائج الانتخابات أو قلب موازين جهة معينة،لكنه أكد على أنها فضاء جديد للتعريف بالمترشحين ومحاولة جلب مناضلين ومتعاطفين لكن يبقى التأثير الشخصي أو تأثير الشخصية طاغي على تأثير البرامج. وقال بالمقابل أنّ الحزب حيّن موقعه الالكتروني وأعطاه نفسا جديدا تحسّبا للاستحقاقات المقبلة، وكذا مواكبة التحولات وتمكين المناضلين عبر مختلف أنحاء الوطن من متابعة نشاطات الحزب عن كثب.