أكثر من 12 بالمائة من حالات الطلاق بالجزائر سببها الأنترنت و الفايس بوك حالات للخيانة الزوجية من الإفتراض.. إلى الواقع صداقات افتراضية تنتهي بنشر صور وفيديوهات عائلات اجتماعي: يجب أن تكون قاعدة تربوية لاستخدام تكنولوجيات الأنترنت نفساني يحذّر من الظاهرة ويؤكد أن الأنترنت تسبّب اضطرابا في الحياة الأسرية إمام: الأنترنت والفايس بوك يساهمان في تحطيم المناعة العائلية والأخلاقية تعيش العديد من العائلات الجزائرية على وقع مشاكل جمّة ناتجة عن سوء استخدام التكنولوجيات الحديثة، على غرار الأنترنت والسلبيات المنجرّة عنها التي عملت على تفكّك وتتشتت الكثير من الأسر، وقد أصبح سوء الاستعمال لخدمة الأنترنت يوّلد قنبلة موقوتة تستعد لتهدّيد كيان أيّ أسرة تعتمد عليها وتستخدمها بشكل سلبي في أي وقت، وهو ما أبرز نقمة هذه التكنولوجية التي باتت اليوم من الأسباب الرئيسية للطلاق في المجتمع الجزائري، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات التي أجراها خبراء في علم الاجتماع والتي أحصت وجود أكثر من 17 في المائة من حالات طلاق على المستوى العربي وحوالي 12 بالمائة على مستوى الجزائر تسبّبت فيها الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأمام هذا الواقع، ارتأت السياسي التطرق الى هذا الملف لكشف المستور، من خلال شهادات حية وتجارب واقعية يروي أصحابها وقائعها بمرارة كبيرة. خيانات زوجية من الإفتراض.. إلى الواقع باتت الأنترنت، في الآونة الأخيرة، مصدر قلق العديد من الأسر الجزائرية خصوصا مع انتشار إدمان بعض الأزواج على بعض المواقع الاجتماعية، وهو ما أكده العديد من المواطنين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتنا الاستطلاعية، وفي هذا الصدد، تقول نهال، وهي موظفة بإحدى الشركات الخاصة بالنسبة لي، فإن شبكة الأنترنت ومواقعها المختلقة أصبحت وكأنها قنبلة موقوته في الأسرة الجزائرية، حسب التجربة التي مررت بها حيث وقعت في الخيانة من طرف زوجي الذي لم أنتظر منه ان يتصرف هذا التصرف الذي هزّ استقرار حياتنا الزوجية . ومن جهة أخرى، يقول مراد إن خراب العديد من العائلات، خاصة تلك التي تجعل من نفسها متحضّرة بالتكنولوجية، سببه أساسا سوء استخدامها، لان هناك العديد من الأفراد يعيشون في عالم إفتراضي، متجاهلين الأخطار والمشاكل الناتجة عنها ، وفي ذات السياق، تضيف إحدى السيدات التي اكتشفت خيانة زوجها لها قائلة في البداية، كنت أشك في خيانة زوجي عبر موقع الفايس بوك، إلا ان هذا الأمر تحقّقت منه جراء دخولي هذا الموقع، حيث قمت بفتح حساب خاص بي باستخدام اسم مستعار وكانت حينئذ الصدمة، عندما تبين أن الذي كنت أخشاه قد وقع ومن ثمّ دخلت علاقتنا في نفق مشاكل كبيرة وسط غياب تام للثقة بيننا، ليصل الحد بنا الى جدران المحاكم من أجل الطلاق ، وعلى غرار هذا الأمر، فإن الخيانة والجرائم المقترفة من جراء الأنترنت لم تعد تقتصر على الجنس الخشن، لتتعدى بذلك العديد من ربات البيوت والزوجات، وفي هذا الصدد، تقول (م. و): وقعت في مشاكل كبرى بسبب الأنترنت حيث كنت أعاني من فراغ عاطفي جراء غياب زوجي طيلة اليوم، لأجد نفسي أخون زوجي بعدها، وهو الأمر الذي اكتشفه لوحده تدريجيا، وكما ترون الآن أنا مطلقة، فقد خربت بيتي العائلي بيدي، لذا، أنصح الكثيرين بحسن استخدام الشبكة العنكبوتية، لأنها باحتوائها على عدة إيجابيات فيها سلبيات لا يمكن إصلاحها في حال لم يحسن المرء استغلالها ، ومن جانب آخر، تقول (ز. م)، إحدى المحاميات المهتمة بشؤون الأسرة هناك العديد من قضايا الطلاق التي أحيلت على مستوى المحاكم بسبب الخيانة الزوجية المتفشية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار المشاكل الأسرية الأخرى الناتجة عن استعمال الأنترنت، فيما هناك قضايا أخرى تم فيها الصلح لتفادي هذا النوع من الطلاق . نساء تروين تجربتهن بمرارة: الفايس بوك دمر حياتنا وأمام ما بلغ مسامعنا حول القضايا الاجتماعية التي أصبحت تدور في ساحة المحاكم بسبب إهمال الزوجة لواجباتها تجاه زوجها وأبنائها، حيث يشغلها الحديث مع الأقارب والأحباب عبر الفايس بوك او السكايب ، ما يؤثر غالبا على اهتمامها بالقيام بواجباتها المنزلية، ليصل الى حد الإهمال المطلق والتام، ما ينتج عنه خلافات عائلية بين الزوجين. كانت لنا جولة استطلاعية في أرجاء العاصمة، من أجل رصد مجموعة من الآراء التي تصب في موضوعنا هذا، والذي بات يفرض نفسه على أرض الواقع، لتروي لنا في هذا الصدد، إحدى السيدات قصتها المؤلمة والتي كان سببها الرئيسي هو سوء استخدام الأنترنت، حيث تقول انها من مدمني الأنترنت قبل زواجها وكان لها أصدقاء كثيرون عبر العالم الإفتراضي وانها لم تستطع مقاطعتهم بعد زواجها حيث كانت تجلس لساعات طويلة خلف شاشة الكمبيوتر، ما أثّر على علاقتها بزوجها بسبب إهمالها له، أما القطرة التي أفاضت الكأس، فهي إحراقها للأكل في أحد الأيام بسبب انشغالها بالدردشة ما جعل زوجها يغضب عليها غضبا شديدا ويقرر تطليقها بعد أن يئس منها لتكرار فعلتها عدة مرات، ونذكر حالة جميلة التي وصلت الخلافات بينها وبين زوجها لحد الطلاق بسبب إدمانها على الأنترنت، بعدما اعترفت انها أهملت كثيرا زوجها وأسرتها، لتضيف انها، ومنذ ان قام زوجها بربط المنزل بشبكة الأنترنت، بدأت بالحديث مع عائلتها وصديقاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ليصل إلى حد الإدمان، وهو ما لم يتحمله زوجها ليدخلا في صراعات وشجارات يومية، وعلى حد قولها، فإنها كانت تترك زوجها وابنتيها لأيام كثيرة دون أكل حيث انها لا تجد الوقت للطبخ ما يضطر رب الأسرة لشراء الأكل من المطاعم، بعد انفجاره بالسب والشتم لأحيان كثيرة، لتضيف انه حين ضاقت به السبل، أخذها الى منزل أهلها واشتكاها لهم ليخيرها بين أسرتها وبين الأنترنت، لتختار في الأخير أسرتها الصغيرة، وتقاطع الأنترنت لكسب رضا عائلتها على ان لا تكرر فعلتها مرة ثانية. السكايب و الفايس بوك هدما أسس عائلات بأكملها للحديث عن مختلف المشاكل الناتجة عن مواقع التواصل الاجتماعي، قالت جميلة، 27 سنة من العاصمة، طالبة جامعية يعد اليوم الفايس بوك الظاهرة الأوسع انتشارا بين الناس كأحدث وأمتع طريقة للتواصل فيما بينهم ، مرجعة ذلك لأسباب كثيرة أهمها سهولة التواصل مع الأصدقاء، لكن السبب الذي يجعل الفايس بوك الاكثر تميزا بين جميع برامج التواصل على الشبكة الإلكترونية هو حقيقة أن الفايس بوك يمكّنك من التجسس على أصدقائك ، أما سعاد، فقالت إن سوء استخدام هذه التكنولوجية، أدى بالعديد من العائلات الى التفكّك خاصة من جانب الفتيات اللواتي يقمن بعلاقات عبر مواقع الفايس بوك وتزيد الأمور تعقيدا خاصة اذا تم نشر صورهن الخاصة وهو ما نسمع عنه في الكثير من العائلات، ومن هذا المنطلق، أصبح لدى الزوج أو الزوجة أو الخطيب والخطيبة أو كلاهما الفايس بوك الخاص به، وهنا زادت المشاكل خاصة مع انتشار صفحات بأسماء مستعارة ، فبقدر سوء استخدام هذه التكنولوجية، زادت المشاكل الناتجة عنها خاصة إن تعلق الأمر بتهديم عائلة بأكملها وهو ما روته لنا عبير من ولاية المدية قائلة إن سوء استخدام الفايس بوك دفعنا ثمنا غاليا، وهو ما حدث بعائلتي التي تفرقت بسببه . صداقات افتراضية تنتهي بنشر صور وفيديوهات عائلات ومع انتشار الكثير من الصداقات الإفتراضية، كما يحلو للبعض تسميتها، تحدثنا مع بعض مستخدمي الأنترنت ومتصفحي المواقع الإلكترونية، حيث أوضحت أسماء، طالبة بجامعة الجزائر 2، أنها تربطها علاقة صداقة بالعديد من الأشخاص سواءا داخل البلد او خارجه عبر شبكة الأنترنت، لكن تبقى علاقتها بهم سطحية عكس علاقتها بأصدقائها المقربين منها، حيث تقول أنه بالفعل يمكن أن نكوّن صداقات، لكن تبقى افتراضية تنقطع بانقطاع الأنترنت وبإغلاق الجهاز، فهؤلاء تربطنا بهم شاشة كمبيوتر وفقط، لأنه هناك الكثير من المشاكل الناتجة عن سوء استخدام هذا الموقع الاجتماعي بالخصوص مع أشخاص غرباء لا يعرفون سوى عبر شبكة النت، حيث يمكن لأي شخص انتحال الشخصية التي يريدها دون أن يكتشف أمره ، لتسترسل أسماء كلامها قائلة لذا، أحاول جاهدة أن تكون علاقتي بأصدقاء الأنترنت محدودة لا تتجاوز مناقشات الأفكار وبعض المواضيع، حيث أجد نفسي أدخل في جدال ونقاش، فأكتشف في آخر الحوار أنه عقيم ومضيعة للوقت . ومن جهة أخرى، كانت لنا حالات أخرى تعدت العالم الإفتراضي، ليصبح الفايس بوك مجالا للتهديدات بمختلف الوسائل، على غرار الصورة والفيديو. اجتماعيون: حوالي 12 بالمائة من حالات الطلاق سببها الأنترنت والفايس بوك وعن المشاكل التي تسبّبها الأنترنت، أكد العديد من المختصين والخبراء في شؤون المجتمع وقضايا الأسرة، ان حالات الطلاق بسبب الأنترنت قد تجاوزت ال17 بالمائة على المستوى العربي وحوالي 12 بالمائة على مستوى الجزائر، وقد أكد ذات المختصين ان الكثير من حالات الطلاق مؤخرا أصبحت ناجمة عن استعمال الأنترنت ومختلف مواقعها في البيت مثل الفايس بوك و تويتر و السكايب وغيرها التكنولوجيات الجديدة التي حوّلت اهتمام المرأة من زوجها و ابنها الى الأنترنت. وقد أكد أحد الخبراء الاجتماعيين، ان الدراسات الأخيرة أثبتت ان الأسرة التي لم تدخل الأنترنت الى منازلها هي الأكثر استقرارا وهدوءا ونجاحا وتمسكا، مؤكذا ان للأنترنت فوائد وسلبيات لكن سلبياتها على الأسرة بصفة عامة أكبر وبالأخص على المرأة والنجاح الأسري، وعن تساؤلنا عن هذا الواقع وحاجة المجتمع للأنترنت لما تحتويه من فوائد في العلوم وللأطفال وغيرها، يقول الخبير في علم الاجتماع نورالدين. ر : ستتفاجأون لأن آخر الدراسات أثبتت ان التلاميذ النجباء في المدارس هم الذين لا يمتلكون الأنترنت، لأنهم يبذلون قصارى جهدهم، عكس الذين يمتلكون الأنترنت والذين نمت فيهم روح الإتكالية ، ويضيف المتحدث ان الأنترنت تجذب المرأة بكثرة لذا، تهمل بيتها وهو شيء طبيعي خاصة وان مركز البحوث الامريكية صنف الأنترنت ضمن الإدمان السلوكي من الدرجة الأولى. سيطرتها على العديد من العقول الساذجة.. سبب المشاكل الواقعة وأمام هذه الظاهرة التي لا يمكن السكوت عنها في ظل التطور الهائل للتكنولوجيات الحديثة، تقول صباح عياشي، المتخصصة في علم الاجتماع والأسرة إن الإنسان اجتماعي بطبعه وبالتالي، فهو يحتاج الى التواصل الاجتماعي مع الآخرين، ومع التغيرات الاجتماعية، وخاصة التكنولوجية، أصبح للإنسان اتصالات واسعة مع الآخرين خاصة مع ظهور الأنترنت وتنوع الشبكات مما يثري فضول الإنسان ويجعله دائما يرغب في الجديد والإطلاع على معارف جدية وعلاقات جديدة، فمجتمعنا الجزائري، كغيره من المجتمعات، أصبح بمختلف فئاته يتعامل مع التكنولوجية الجديدة التي تختصر الوقت والمسافات في الاتصال، الا أننا، وفي الآونة الأخيرة، لاحظنا بعض السلوكيات الاجتماعية السلبية التي أثّرت على نسيج العلاقات الاجتماعية والأسرية وأفرزت ايضا بعض الظواهر المرضية كالطلاق بسبب الدخول الى مواقع غير أخلاقية وبعض المواقع الأخرى التي تساهم في تدمير المجتمع، وإذا أخذنا ظاهرة الطلاق والمشاكل التي تحصل بين الزوجين، فإن ما نلاحظه هو ان السبب كان شبكات التواصل الاجتماعي ك الفايس بوك و تويتر وغيرها من المواقع التي تحدث التواصل وتربط العلاقات الشخصية والاجتماعية بين الأفراد، فالشيء الإيجابي هنا بالنسبة للمجتمع الجزائري هو توسع شبكات اتصالاته الاجتماعية عن طريق مواقع التواصل، حيث نجد نوعا من الترقية للفرد حيث أصبح يتعامل بكل سهولة مع هذه التكنولوجية، لكن الشيء السلبي أنه أثّر على الكثير من العلاقات الزوجية، حيث تكون للزوجة او للزوج اتصالات مع الأصدقاء والصديقات او مع زملاء العمل او مع الاقارب، فمثلا نجد في الفايس بوك إظهارا للصور ولبعض التفاصيل الشخصية، ليصبح الإنسان معروفا وهنا تتأثر العلاقة الزوجية، فبالنسبة للزوج، ينمو لديه سلوك غير متوازن وردود فعل عنيفة وهو ما يخلّف مصطلح الغيرة الإلكترونية والشكوك تجاه زوجته التي تستخدم هذه المواقع لان كثرة العلاقات مع الآخرين تولد الشكوك بالنسبة للزوج تجاه زوجته خاصة واننا نعيش في مجتمع محافظ، ويكون رد فعل الزوجة مماثلا إن كان زوجها هو الآخر من رواد الأنترنت، حيث تخشى من العلاقات التي يكونها زوجها والتي قد تهدم أسرتها، لهذا لا يمكننا السكوت عن هذه الأخطاء المرتكبة في حق المجتمع جراء سوء استخدام شبكة الأنترنت خاصة أمام تأثيرها الكبير وسيطرتها على العديد من العقول الساذجة، فاليوم نحن أمام واقع جديد وجد الكثير من الناس ضالتهم فيه رغم اختلاف غاية كل شخص منهم في استخدام هذا النوع الجديد من الصداقة الذي استطاع أن يجتاح العالم في فترة قصيرة، متجاوزا الحدود الجغرافية واللغوية وحتى العقائدية. لتبقى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الأخرى لها منافعها ومضارها، لكن كيفية استغلالها من طرف المستخدم هي التي تحدّد ما إذا كانت تضره أو تنفعه. لهذا يجب ان تكون هناك قاعدة تربوية لاستخدام الأنترنت وكيفية التعامل بها، كما يجب ان تكون هناك محدودية في التواصل مع الآخرين، حتى لا تتأثر العلاقة الزوجية و الأسرية بصفة عامة. نفساني يدق ناقوس الخطر ويؤكد: الأنترنت تضعف التواصل في الأسرة ومن جهة رأي الخبراء الاجتماعيين، يضيف النفساني (ر. رشيد)، أن انغماس المدمن في استخدام الأنترنت، وقضائه أوقاتاً أطول، يتسبّب في اضطراب حياته الأسرية، حيث يقضي أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل واجباته الأسرية والمنزلية، مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه. وبسبب إقامة بعض العلاقات الغرامية غير الشرعية من خلال الأنترنت، تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من هذه الظاهرة بأنهن أرامل الأنترنت، ويضيف المتحدث أن هذه المشاكل نجدها، وبكثرة، لدى العائلات التي تمتلك خط أنترنت في البيت، عكس العائلات التي لا تستعمل هذه الشبكة، وتساهم هذه الأخيرة إسهاما كبيرا في إضعاف التواصل الاجتماعي مع الأسرة وذلك من خلال استهلاك الشخص لمعظم وقته في الجلوس أمام شاشة الأنترنت ولا يقوم بواجباته الأسرية، مما يؤدي إلى خلافات كبيرة بين الزوجين وعدم قيام الشخص برعاية أسرته والتواصل مع أفراد عائلته. وتؤكد الدراسات التي أجرتها عدة دول غربية على مخاطر الفايس بوك أنه سلاح ذو حدين، لأنه إذا كان سببا لإنشاء العلاقات والصداقات، فإنه أصبح من أهم أسباب حدوث الطلاق، كما انه وراء اضطرابات التغذية وانتهاك خصوصية الأفراد وتشتيت اهتمامات الصغار الذين يتخذونه وسيلة للتسلية وتضييع الوقت بالدردشة، مما يجعلنا نتساءل إلى أي مدى أصبح الفايس بوك خطرا يهدّد حياة الأفراد والمجتمع؟ محام: هناك عدة حالات طلاق سببها الشبكة العنكبوتية ولمعرفة أكثر التفاصيل حول هذه الظاهرة، يؤكد المحامي محمد عيساوي أن المحاكم تعالج يوميا عدة حالات الطلاق بسبب الأنترنت، مضيفا بأن الظاهرة انتشرت، وبصفة كبيرة في مجتمعنا، مؤكدا انها تبدأ كمشاكل يومية وعادية، ثم تتطور الأمور لتصل الى حد الإنفصال والشقاق بين الزوجين، لتصل في الأخير الى أروقة المحاكم، وأكد المتحدث انه لا يمكن تحديد أرقام مضبوطة، لأن الكثير من حالات الطلاق لا يذكر فيها السبب، فيما عولجت عدة قضايا أخرى يعود فيها سبب الطلاق الى استخدام أحد الزوجين لمواقع التواصل الاجتماعي والتي تكون فيها علاقات خارج الزواج تؤثر على الأسرة والروابط الزوجية، كما ان الأنترنت عادة ما تكون سببا من الأسباب الكثيرة للطلاق، وقد حدثنا عن قضية خلع قامت بها إحدى موكلاته والتي طلبت الخلع بعد المشاكل اليومية التي كانت وراءها مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المشبوهة، ما دفع بها الى رفع قضية خلع ضد زوجها. إمام: الأنترنت والفايس بوك يساهمان في تحطيم المناعة العائلية والأخلاقية ولمعرفة حكم ديننا الحنيف حول الظاهرة، يقول الإمام يوسف بن حليمة بأن كل ما يؤدي الى الحرام فهو حرام وكل ما يؤدي الى فساد العلاقة الزوجية، فهو حرام، عن طريق الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والذنب يقع على كل من يستعمل هذه الوسائل من أجل إفساد العلاقة، حيث ان كل معصية لها أثر على علاقة الإنسان بالمجتمع والأسرة، خاصة إن تعلق الأمر بفساد الأخلاق والكلام مع جهات محرمة او مشاهدة صور إباحية لا تجوز شرعا بالنسبة للرجال والنساء، اذ لا يجوز تضييع الوقت في حين يجب ان يملأ الإنسان وقت فراغه بطاعة الله، عزّوجل، وبفعل الخير وقراءة القرآن الكريم بدل تمضية الوقت في أمور تضر ولا تنفع، ويضيف الإمام سعد الدين أن الأنترنت تساهم مساهمة كبيرة في تحطيم المناعة الأخلاقية لدى مستخدميها، كما تؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي مع الأسرة، لذا يجب استعمال هذه التكنولوجيات بطريقة إيجابية لتفادي جل المشاكل الاجتماعية التي قد تفكّك بنية الأسرة السعيدة.