تفصلنا ايام قليلة فقط عن عيد الاضحى ولا حديث للمواطنين اليوم سوى عن الغلاء الفاحش لسوق الاغنام الذي اسر المواطنين ودفعهم للتفكير مليا في الشراء من عدمه الذي ارتفع بنسبة كبيرة هذه السنة بعد تأخر إهتمام الموطنين بالاضحية حيث كانت أنظارهم مشدودة نحو مباراة الفريق الوطني ضد نظيره المصري لتتحول مباشرة بعد الاحتفال بانتصار الخضر وتأهلهم الى مونديال 2010 نحو سوق الماشية وإكمال فرحتهم بالاحتفال بعيد الاضحى الجمعة المقبل . تعرف اسعار أضحية العيد ارتفاعا مذهلا في مختلف الاسواق ونقاط البيع التي إنتشرت بصفة واسعة هذا الاسبوع باعتباره اخر اسبوع قبل حلول عيد الاضحى المبارك وقد تراوح سعر الاضحية بين 25 و45 ألف دينار ليتجاوز ارتفاعها خلال هذه السنة كل التوقعات والتي يبدو ان ارتفاعها بات عادة تتجدد كلما حل عيد الاضحى حيث يغيب الموالون كلية ليفسح المجال للمضاربين لفرض الاسعار كما يحلو لهم حيث يعمد هؤلاء الى رفع السعر الى أقصى حد رغم أن الموسم الفلاحي كان ناجحا، خاصة بعد دعم الحكومة لمادة الشعير من طرف الديوان الوطني للحبوب، بالاضافة الى تساقط الامطار وتوفير الظروف المناسبة لتربية الماشية إلا ان ذلك لم ينعكس على السعر بحجة غلاء الاكل، حسب ما اوضحه لنا الباعة على مستوى بلدية الشراقة بالجزائر العاصمة. ولم يكن المحيطون بنقطة البيع كثيرين نظرا لغلاء الماشية وهي الظاهرة التي برروها بجودة السلعة المقدمة وتكاليف النقل والاكل غيرها من الحجج التي باتت مألوفة ما جعل العديد من المواطنين خاصة الموظفين اصحاب الدخل الضعيف يعزفون عن شراء وتأجيل ذلك الى نهاية هذا الاسبوع لعل الاسعار تنخفض وتصبح في متناولهم، في حين فضل آخرون إقتناء كبش العيد مبكرا وإسعاد أولادهم الذين زينوا كبش هذا العام بالالوان الوطنية بدلا من الحناء واصطحابها معهم الى الشارع والتباهي بها بعدما أطلقوا عليها اسماء ابطال الكرة الوطنية لما صنعه من انتصار مذل في مشوارهم التصفوي الاخير وتأهلهم الى كأس العالم. كما سجلنا خلال جولتنا الاقبال الكبير للفضوليين في شراء كبش العيد الذي عرض بأسعار تراوحت بين 25 و37 ألف دينار، وهي اسعار إعتبرها أحد الزبائن مقبولة بالنظر الى نوعية السلعة المعروضة ويبقى المواطن له الاختيار حسب إمكانياته المادية الا ان الامر ليس كذلك بالنسبة للذين يعرفون دخل ضعيف. ويجدر الاشارة أن وزارة الفلاحة باشرت مؤخرا بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك حملة توعية للتحسيس بمخاطر الكيس المائي حيث أصدرت بيانا لكافة الجزائريين ليقوموا بنحر أضحياتهم في المذابح التي ستكون مفتوحة أيام العيد حيث ستحظى بالرقابة البيطرية، كما سيتواجد بكل نقاط البيع على مستوى كافة الولايات بيطري معتمد، فضلا عن الرقابة الصحية للاغنام، زيادة عن القيام بعملية واسعة لتفادي ظهور وإنتشار الامراض.