قال الإمام علي كرّم اللّه وجهه روّحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تملّ كما تملّ الأبدان. وقال أحد الفقهاء: إن هذه القلوب تحيى وتموت، فإذا كانت حية فاحملوها على النافلة، وإن كانت ميتة فاحملوها على الفريضة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن وظيفة الفكاهة في الراحة النفسية، ولكن نقدم النماذج التالية: 1 كان رجل يجلس إلى أحد الفقهاء فيطيل الصمت، فقال له: أراك كثير الصمت قليل الكلام، فقال الرجل وهو يسأل الفقيه: متى يفطر الصائم؟ قال الفقيه: عندما تغيب الشمس، فقال الرجل: وإذا لم تغب الشمس إلى منتصف الليل!؟ فقال الفقيه: لقد أصبت في صمتك وأخطأت في دعوتك إلى الكلام، وأنشأ يقول: دهشت لسكوت الرجل بنفسهوعجبت من الذي بالصمت أعلما في الصمت ستر للمرء وسر لب الرجل أن يتكلما 2 كان رجل فقيه يقضي عقوبة السجن، جلس حارسه يقرأ القرآن من المصحف فقال: {ويل للمكذبون}، فقال له الفقيه السجين: أنما هو المكذبين لأن المكذبون هم الرسل والمكذبين هم الكفار، فقال الحارس للفقيه: أعلم أنك زنديق؟! أمضى السجين مدة العقوبة، وفي خلقة نقاش سأل أحد الحاضرين الفقيه: من هو أسوأ الناس حالا؟ قال الفقيه: أسوأ الناس حالا عاقل يجرى عليه حكم جاهل؟! 3 كان مغفل في طريقه إلى السوق ليشتري حمارا، التقاه صديق وسأله عن وجهته، فقال: إلى السوق لأشتري حمارا، فقال له الصديق: قل إن شاء اللّه، فقال المغفل: الدراهم في جيبي والحمار في السوق، وأعتقد أنه ليس من الضروري أن أقول إن شاء اللّه. في السوق سرقت منه الدراهم وعاد خائبا فلقيه الصديق، وقال له: ماذا صنعت؟ قال المغفل: سرقت الدراهم إن شاء اللّه، فقال الصديق: ليس هنا موضع إن شاء اللّه؟! 4 كان لأحد الحمقى حمار، وفي المساء إذا علّق الناس المخالي المملوءة بالشعير علّق هو مخلاه حماره فارغة وقرأ عليها: {قل هو اللّه أحد} وهو يقول: لعن اللّه من يرى أن الشعير خير من {قل هو اللّه أحد}، واستمر على هذه العادة إلى أن مات الحمار من الجوع، فقال المغفل في دهشة واستغراب: لست أعتقد أن قل هو اللّه أحد تقتل العباد ولم أكن أعتقد أنها تقتل الحمير؟!