من يتابع الإعلام المصري الموجه والمختص بالردح والبعد عن الكياسة وآداب المهنة ، المقروء منه والمسموع والمرئي ، يدهشه مدي الانحطاط الذي وصل إليه في السب والشتم والكذب وكيل التهم التي ما انزل الله بها من سلطان ضد الشعب الفلسطيني . ويعيدنا ذلك إلى صوت العرب الذي حول الفسيخ إلى عنب كما يقولون . فما الداعي لآن يفتري هؤلاء على تضحيات أجيال الشعب الفلسطيني كذبا بترديد أنهم يدعون البطولات وهم الذين باعوا أراضيهم ... ومثل ذلك كثير . وكان ذلك تعقيبا على المواجهات التي تمت بين العشرات من أتباع قافلة المساعدات التي تزعمها جورج جالوي عضو مجلس العموم البريطاني الشهير المتجهة إلى غزة المحاصرة والمئات من أفراد الشرطة المصريين في ميناء العريش المصرية بسبب العوائق والعراقيل التي وضعتها السلطات المصرية أمام القافلة بعد أن أعادتها من ميناء النويبع على البحر الأحمر إلى نقطة انطلاقها على البحر الأبيض ومن ثم إلى ميناء العريش المصرية حيث البذاءة والمعاملة المسيئة . ولا نعرف ما هو الذنب الذي اقترفه الشعب الفلسطيني بحق مصر ليستحق هذا الكرم من الإعلام المصري الهابط ؟ ولماذا سمحت السلطات في مصر للقافلة بالعبور إذا كانت غير راضية عنها وتنوي عرقلتها ومرمرة المشاركين فيها ؟ وإذا كان من المسؤولية بمكان التمييز بين السلطة في مصر والشعب المصري ، فكان من اللائق أن تميز مدرسة الردح هذه بين السلطة المقالة في غزة والشعب الفلسطيني طالما أنها مسألة تصفية حسابات ليس إلا .. ولكن مدرسة السح الدح امبو والخمسة بلدي الإعلامية هذه لها سوابق جنائية مع حزب الله والشقيقة الجزائر يندى لها الجبين . فهي تخلط بين السياسة والرياضة ، وبين المساعدات الإنسانية والأمن القومي لمصر . وإذا كانت السلطات في مصر وأجهزة إعلامها الميمونة حزينون جدا على مقتل المجند المصري بالخطأ ، فالشعب الفلسطيني بأسره كان أكثر حزنا عليه وقد عبر عن ذلك . وأما التهديد بالثأر له فتلك حكاية أخري وإسرائيل أولى بها . ولا داع لصرف الأنظار عن واجبات مصر تجاه الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها السرية والمشاركة في حصاره بالجدار الفولاذي . وتخطيء السلطات في مصر إذا اعتقدت أنها بذلك تعاقب ڤحماس ڤ وعليها أن تعرف إن أكثر من نصف موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية تذهب إلى غزة رغم الحصار . وتخطيء أكثر إذا اعتقدت أن هناك فلسطينيا واحدا لا يرغب بكسر الحصار عن القطاع أو لا يرغب بوصول المساعدات إلى مواطنيه . ومع ذلك وبالرغم من ذلك سوف يبقى الشعب المصري العظيم عصيا على التحريض ضد الأشقاء ، ولديه في مصر ما يشغله للنهوض بمصر والأمة العربية .