تعلق 70 عائلة مقيمة ببشير بوقادوم منزل مفتاح المعروف ببن حورية الواقع بقلب مدينة سكيكدة، آمالها على عملية إعادة الإسكان المقبلة بهدف انتشالهم من حياة صعبة لازمتهم لعقود طويلة، وقد جدّد السكان مطالبهم إلى السلطات المحلية بضرورة ترحيلهم وإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية المرتقب توزيعها خلال الأيام القادمة. تعيش العائلات بحي بن حورية القصديري وضعا كارثيا، بات ينذر بكل المخاطر الصحيّة على حياة هذه الاخيرة، التي تقيم في بيوتا هشة سلّمت أمرها لواقع تنعدم فيه كل شروط الحياة الكريمة، والكارثة أن معظم هذه البيوت مهددة بخطر السقوط، وفي فصل الشتاء، تعاني العائلات من ويلات البرد القارس وفي الصيف الغبار والروائح الكريهة، إنه وضع صعب وسيء للغاية، خاصة وأن المياه القذرة تصرف أمام البيوت وفي المسالك الترابية وفي كل المحيط، وعلى الرغم من أن مسؤولي الولاية صرحوا في كثير من المرات، بأن عملية إزالة الأكواخ القصديرية المتواجدة على مستوى قلب المدينة، إلا أن الأمر بقي على حاله ليشكّل الصفيح ديكورا مزينا لقلب المدينة. وتحدّث بعض سكان الحي لجريدة «الشعب» ببالغ الاستياء عن التهميش الذي يتعرضون له من طرف السلطات المحلية التي -حسبهم - لم تكلف نفسها إدراجهم في عمليات الترحيل على غرار باقي الاحياء القصدرية، رغم العديد من الطلبات في هذا الشأن لرئيس الدائرة السابق، والذي وعدهم بإيجاد حل ومنحهم سكنات محترمة. الحي كباقي الأحياء الهشة يعاني نقصا في النظافة وانتشار الرمي العشوائي للفضلات التي تطوق المنازل من كل جهة، وزاد الامر سوءا - يضيف السكان - أن شاحنة البلدية تتأخر دائما في رفع القمامة ما يسبّب في انتشار الروائح الكريهة ومشاكل صحية للأطفال وكبار السن. واشتكى ساكنو هذا الحي الذي يرجع الى فجر الاستقلال بالتهميش الذي يتعرضون له من طرف السلطات المحلية التي لم تأخذ بعين الاعتبار الظروف المزرية التي يعيشونها داخل أكواخ قصديرية تنعدم لأبسط ضروريات العيش الكريم، كما اشتكوا من تدهور المسالك المؤدية إلى الحي التي تعرف وضعية جد متدهورة ليناشدوا في الأخير المسؤول الأول بالولاية التعجيل بترحيلهم إلى السكنات الاجتماعية الجاهزة في إطار البرنامج الوطني الهادف إلى القضاء على البناء الهش. كما يشتكي السكان من انتشار الأفاعي والجرذان والفئران، وكذلك الناموس والحشرات في كامل أطراف الحي وداخله، وأشار «ف - م» أحد قاطني الحي «أنه ومنذ بداية موجة الحر الشديد بدأت الأفاعي تخرج من جحورها وتنتشر بشكل علني في الحي، وما بين الأكواخ القصديرية وتهدد سلامة وصحة الساكنين والأطفال الصغار، مضيفا: «وتتزايد بؤر الأوساخ والقاذورات التي أصبحت ترمى في كل مكان من الحي وتنبعث منها روائح كريهة تضر بصحة السكان». ولا يتوفر حي بن حورية الهش الذي أقيم في فجر الاستقلال بمدينة سكيكدة، ومند ذلك الوقت إلى اليوم على تهيئة، حيث بدأ تشكيله من مجموعة من الأكواخ القصديرية زاد عددها بعد ذلك واستفاد البعض من السكن الاجتماعي عند توسعة الطريق المار قرب الحي، إلا أن البقية والتي تقدر ب 70 عائلة لاتزال عالقة بهذا المحتشد تعاني في صمت، الذي تنعدم فيه أدنى ظروف الحياة العادية. للإشارة، منذ سنة 2014 ووفق السلطات المعنية، خصصت مصالح البناء والتعمير والبناء بالولاية أزيد من 880 هكتارا من الأراضي، لبناء أكثر من 60 ألف وحدة سكنية من مختلف الأنماط في 13 قطبا عمرانيا بمناطق متفرقة بإقليم الولاية، بغلاف مالي يقدر ب 340 مليار دج، إلا أن العديد من المشاريع بقيت حبرا على الورق، والأخرى منها الذي تم انجازه والجزء الكبير في طور الإنجاز بتأخر كبير في والوتيرة، وبرمجت السلطات المحلية سابقا عملية ترحيل وإعادة إسكان كبرى لفائدة سكان المدينة القديمة والأحياء القصديرية، انطلاقتها من المفترض أن تكون خلال الأيام القادمة وتستمر تدريجيا على مراحل، وذكرت مصادر مسؤولة أن العملية التي وصفت بالكبرى والهامة في تاريخ المدينة تبدأ بترحيل سكان أكبر حي قصديري بجنوب المدينة المعروف ب «الماتش»، وفي نفس الوقت سيتم القيام بعملية مماثلة لفائدة سكان المدينة القديمة، الذين يعيشون ظروف إقامة مزرية داخل سكنات هشّة آيلة للسقوط في أية لحظة.