يترقب سكان حي الرملي بجسر قسنطينة بالعاصمة بشغف الإعلان عن قائمة المعنيين بالترحيل بعد تحيين ملفاتهم خلال الأشهر القليلة الماضية، الأمر الذي زرع بصيص الأمل في استفادتهم من سكنات جديدة خلال الكوطة المبرمجة في شهر جوان وكلهم أمل في تحقيق حلم طال انتظاره، في ظل التهميش الذي فرض عليهم من طرف السلطات التي لم ترد على انشغالاتهم منذ عقود، ويقول السكان أن كل آمالهم معلقة على تعليمة رئيس الجمهورية الصادر بترحيل كل مواطن يقطن بالبيوت القصديرية والقضاء عليها بصفة نهائية وأن بوادر الأمل بدأت تتضح بعد أن وعدتهم السلطات التكفل بترحيلهم -حسب- ما أكده ممثل السكان. مليكة حراث أكد السكان أن الحي يضم كثافة سكانية والتي يبلغ عددها أكثر من 400 عائلة والأوضاع المزرية التي تتخبط فيها لأزيد من 20 سنة، إلا أن هذا لم يشفع لهم عند الجهات الوصية ولم تمسهم عملية الترحيل على غرار باقي البيوت القصديرية حديثة النشأة التي نالت نصيبها وأدرجت ضمن المستفيدين من السكنات اللائقة، وفي هذا السياق أبدى بعض المواطنين استياءهم من تذوق مرارة الحياة في ظل غياب أدنى شروط الحياة. ويتواجد هؤلاء السكان في سكنات أشبه بالأكواخ منذ أن فرضت عليهم أزمة السكن تشييد هذه المساكن المماثلة، وجعلتهم يدخلون فوهة المعاناة بعد أن اعتقد هؤلاء أنهم سيمكثون في تلك المنطقة لفترة محدودة وأنه سيتم التكفل بهم خصوصا المعنيين بزلزال 2003، ولكن شاء القدر أن تتذوق تلك العائلات التي يصل عددها إلى 500 عائلة قدمت للسكن في تلك المنطقة من عدة بلديات مرارة الحياة لمدة أكثر من 20 سنة، تحملت فيها مختلف الظروف الطبيعية القاسية داخل تلك السكنات الهشة، من حرارة الصيف وتسرب مياه الأمطار، وحسبهم رغم مرور سنوات طويلة على مكوثهم بتلك البنايات لم يتم الالتفات إليهم من أجل ترحيلهم، ليبقى هؤلاء يتخبطون في مرارة الحياة. وفي حديثهم إلى (أخبار اليوم) جدد هؤلاء نداءهم للسلطات تجسيد وعودها بإدراجهم ضمن الكوطة المقبلة لرفع الغبن والمعاناة التهميش التي تبدأ من تلك المنازل التي بُنيت على شكل أكواخ تعاني عدة تشققات وتصدعات على مستوى جدرانها وأسقفها التي تواجه خطر الانهيار، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة جراء التراكم الكبير للنفايات والقاذورات التي تصنع ديكور الحي، والتي تسببت في إصابة هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية، ناهيك عن مشكل الاهتراءات الكلية التي تتواجد عليها مسالك وطرق الحي، كما اشتكى هؤلاء السكان من ضيق منازلهم الذي أثقل كاهلهم خاصة أن معظم العائلات ازداد عددها بعد سنوات إقامتهم هناك. كما اشتكى بعض قاطني ذلك المكان الذي لا يليق كمأوى للبشر -حسب- تعبيرهم من تعرضهم لمرض الروماتيزم جراء الرطوبة التي قالوا إنها ترتفع إلى درجة لا تحتمل، وما زاد من تذمر هؤلاء هو كونهم مجبرين على المكوث بداخلها من أجل تفادي تلك الروائح الكريهة التي لا تحتمل، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة والبعوض والذباب. وعن الجانب الأمني، أكد لنا السكان أنهم يعانون من كثرة حالات السرقة والاعتداءات التي يمارسها ضدهم بعض الشباب المنحرف، الذي يقطنون الحي ويتخذون من السرقة والسطو على المنازل مهنة لهم، ناهيك عن تعاطي المخدرات وغيرها من الأعمال المشبوهة. وأكد لنا هؤلاء السكان أنهم تقدموا بشكاويهم ورفعوا انشغالاتهم العديدة للسلطات المحلية وقاموا بالاحتجاج في عدة مناسبات، إلا أن هذه الأخيرة ضربت مطالبهم عرض الحائط، دون أن تتدخل للحد من تلك المعاناة والحياة البدائية التي تعيشها العائلات في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية ولا تطاق فضلا عن الرعب والخوف الذي يزرعه المنحرفون يوميا وسط السكان القاطنين بذات الحي. وأمام هذه الأوضاع الكارثية يطالب هؤلاء السكان التعجيل بترحيلهم لانتشالهم من الحياة الحيوانية التي يعشونها على -حد تعبيرهم-.