أكد هنري مارتي غوكي، مدير العلاقات مع المنظمات الدولية بالبنك الأوروبي للاستثمار، على أن الحل الأمثل للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية هو اتحاد دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها ومع شركائها من الدول الأخرى في شكل إقليم واحد، مع الارتكاز على استثمارات مسار برشلونة. مشيرا إلى أن دول البحر المتوسط تضررت بشكل أقل، حيث مست الأزمة قطاعها البنكي. واقترح هنري في هذا الإطار حلولا على المديين القصير و الطويل، وهي الاعتماد على أشكال العصرنة الاقتصادية والانفتاح على الاقتصاد، والتركيز على التهيئة العمرانية لأنه أكبر تحدي، حسب مدير العلاقات مع المنظمات الدولية بالبنك الأوروبي للاستثمار. وأضاف الخبير الأوروبي لدى تنشيطه لندوة بفندق الهلتون يوم الاثنين بأنه ينبغي الاهتمام بمدننا، والهياكل القاعدية للنقل والصحة وقطاع الطاقة والمياه، وتكييف التعليم مع سوق العمل لأننا بحاجة إلى الحرف. زيادة على الاستثمار في الاقتصاد الحقيقي، لاسيما القطاع الخاص قال المتحدث. مشيرا إلى أن الإدارة و الوزارات ليست هي من تخلق مناصب شغل وإنما القطاع الخاص خاصة المؤسسات المتوسطة. وقال أيضا بأنه يجب إنشاء 50 ألف منصب شغل للتقليل من نسبة البطالة التي بلغت 13 بالمائة بدول البحر الأبيض المتوسط، وأن قطاع المؤسسات المتوسطة هو من يستطيع استحداث هذه المناصب. واستعرض هنري ثلاثة نماذج من حرية حركية رؤوس الأموال وهي النموذجين المغربي والتونسي الذي يبحث عن الاستثمارات الأجنبية وأن حركية أمواله مغلقة، وثاني نموذج هو النموذجين المصري والتركي حيث توجد حركية كبيرة لرؤوس الأموال واستثمارات أجنبية أقل. وأوضح المتحدث في هذا الإطار، بأن النموذج التركي يعتمد على مرونة في نسبة التبادلات التجارية أي أن نظامهم يميل أكثر إلى النظام الأوروبي. مضيفا بأن تركيا لديها اقتصاد كبير مع مزايا جيو استراتيجية، بحكم قربها من منطقة الشرق الأوسط وعلاقاتها الجيدة بالمنطقة، إضافة إلى أنها تشكل همزة وصل بين أوروبا والشرق الأوسط، مما جعلها تستقطب الاستثمارات الأوروبية والأمريكية لمدة عشرين سنة، وكذا دول الخليج. حيث ارتكزت استثماراتها بصفة أكبر في نقل التكنولوجيا. أما النموذج الثالث قال هذا الخبير، فيتمثل في النموذج الجزائري الذي يعد أكثر تأطيرا، بسبب الموارد الطبيعية التي يتوفر عليها والمقدرة ب 80 بالمائة، كما أن جو الثقة هو الذي يسير الاستثمارات ببلادنا، وهذا العامل جد مهم قال هنري. مشيرا إلى أن الجزائر لم تعد لها ديونا مثلما كان في السابق، لكن تسجل انخفاضا في صادراتها خارج المحروقات و ضعف احتياطاتها. وفي بداية تدخله، استعرض هنري مارتي دور البنك الأوروبي للاستثمار الذي أنشئ سنة ,1957 في توجيه الأهداف الأوروبية وتحويل رؤوس الأموال وحماية البيئة. كما أن من بين أولويات البنك الأوروبي هو الاهتمام بشبكة النقل والطاقة والأمن الطاقوي للإتحاد الأوروبي.