أكد المدير المكلف بالاتصال بين البنك الأوروبي للاستثمار والمنظمات الدولية مارتي غوكيي هنري، ضرورة تشجيع الجزائر لما وصفه ب»الاقتصاد القائم على المعرفة والتنافسية ونقل التكنولوجيا«، مشددا على أهمية التخلي تدريجيا عن النمط القائم على جمع رؤوس الأموال الذي يتسبب في نمو غير كاف، من خلال تركيز الجهود على الاستثمار في الإنتاجية. اقترح المدير المكلف بالاتصال بين البنك الأوروبي للاستثمار و المنظمات الدولية مارتي غوكيي هنري خلال ندوة نشطها حول انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على بلدان المتوسط، تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة والاندماج الجهوي كحل على المدى البعيد لمثل هذه الدول، مضيفا أن هذا النمط من الاقتصاد يعتمد على النمو في الإنتاجية مثلما فعلت بعض البلدان من الضفة الجنوبية للمتوسط والمتمثل في الاستثمار في المجالات التي لا تتطلب الكثير من رؤوس الأموال، كما أوضح أن هذا النمط يتطلب إصلاحات لا سيما في تنظيم نقل التكنولوجيا وترقية الابتكار في القطاع الخاص والاستثمار في أنظمة التكوين وتخصص الاقتصاد في بعض القطاعات على أساس الامتيازات والموارد الطبيعية المتوفرة. وفي هذا السياق، أشار غوكيي هنري إلى أنه ينبغي على الجزائر تركيز جهودها على الاستثمار في الإنتاجية والتخلي تدريجيا عن الاستثمار في جمع رؤوس الأموال التي تنعكس في بعض البلدان المتوسطية بنمو غير كافي، كما أوضح أن بلدان المتوسط و من بينها الجزائر لم تتأثر مباشرة بالأزمة الإقتصادية العالمية، ليوضح أنها قد تأثرت بما أسماه »الانكماش المسجل في الإتحاد الأوروبي«، كما تمثلت آثار الأزمة في ضعف التدفقات الخارجية والميزان التجاري وانخفاض التدفقات المالية للاستثمارات المباشرة في الخارج والإيرادات السياحية. وحول ذلك، اعتبر المتحدث أن الجزائر التي لم تكن لها علاقة مباشرة بالسوق المالية الدولية قد تمكنت من حماية نفسها من آثار الأزمة الاقتصادية ولكن على المدى القصير، مؤكدا أن الحل يكمن في اختيار اقتصاد قائم على المعرفة.