لجأت إيران إلى المرونة مجدّداً على وقع تسارع خطى الدول الكبرى نحو فرض عقوبات جديدة عليها وإرسال روسيا أقوى إشارة لها حتى الآن بأنها تؤيد هذه العقوبات. وأكدّ رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس الأربعاء أن بلاده مستعدة للتراجع عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 ٪، والعودة إلى نسبة التخصيب السابقة وهي 5,3 ٪، مشترطاً موافقة الدول الكبرى على تزويد بلاده بالوقود النووي. وفي غضون ذلك بدت الدول الكبرى أكثر تقارباً نحو فرض عقوبات جديدة على طهران. فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المجتمع الدولي يتحرك بخطى سريعة إلى حد بعيد لفرض عقوبات جديدة على إيران مع توسيعها لبرنامجها النووي. وقال أوباما أيضاً إن رفض إيران قبول اتفاق لتوريد الوقود النووي توسطت فيه الأممالمتحدة يشير إلى أنها عازمة على محاولة انتاج أسلحة نووية، رغم تأكيدها أن برنامجها سلمي ولا يهدف إلا إلى توليد الكهرباء. وقالت إيران الأحد إنها ستخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 لاستخدامه في مفاعل ينتج نظائر لعلاج مرضى السرطان وأعلنت الثلاثاء أن العمل بدأ. وقال أوباما للصحافيين في واشنطن إن الباب مازال مفتوحاً أمام إيران للدخول في مفاوضات مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، لكنه أوضح أن الولاياتالمتحدة تركز الآن جهدها على العقوبات. وقال ما سنعمل بشأنه على مدى الأسابيع القادمة هو تطوير نظام عقوبات فعال يبين لهم مدى عزلتهم عن المجتمع الدولي ككل. وقال دون الخوض في تفاصيل إن المجتمع الدولي يبحث منظومة من العقوبات التي ستتيح وسائل مختلفة لممارسة ضغوط على الحكومة الإيرانية. وأضاف أن الولاياتالمتحدة على ثقة بأن العالم متحد بشأن سوء تصرف إيران في هذا المجال. وسئل أوباما عن مدى سرعة الجهود الرامية إلى فرض عقوبات فقال إنها تمضي قدماً بسرعة معقولة. وقد كثفت القوى الكبرى بالفعل المناقشات بشأن الخطوة القادمة وأرسلت روسيا أقوى إشارة حتى الآن على أنها قد تؤيد فرض مجموعة عقوبات دولية رابعة بسبب البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس لشبكة تلفزيون فوكس نيوز الإخبارية: »أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت أقول أسابيع وليس شهورا كي نرى ما إذا كنا لن نتمكن من استصدار قرار آخر من مجلس الأمن الدولي. ونقل التلفزيون الحكومي عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 ٪ بدأ في منشأة نطنز تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاء التخصيب بعد عدم التوصل إلى اتفاق مع ست من الدول الكبرى من بينها روسيا بشأن مبادلة مقترحة ترسل ايران بموجبها أغلب ما لديها من يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج، مقابل الحصول على قضبان وقود نقي بنسبة 20 ٪ لمفاعلها.