اتهم أحمد الجلبي، زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي، الولاياتالمتحدة بالتدخل في الانتخابات العراقية المقررة الشهر المقبل، في وقت دعت فيه واشنطن إلى إنجاح تلك الاستحقاقات بإشراك كل مكونات المجتمع العراقي. وتأتي هذه المواقف على خلفية الجدل الذي أثاره قرار هيئة المساءلة والعدالة باستبعاد عدد من الشخصيات من خوض تلك الانتخابات بدعوى ولائهم لحزب البعث المنحل. ونقلت أسوشيتد برس عن الجلبي قوله في مؤتمر صحفي ببغداد: إن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن وسفير واشنطن لدى بغداد كريستوفر هيل مارسا ضغوطا على لجنة مسؤولة عن اختيار المرشحين، وعلى القضاة الذين حكموا على من يمكنه الترشح للمناصب. وأضاف الجلبي: أن الهيئة التمييزية خضعت لضغوط من جماعات أجنبية وأكد أن هيئة المساءلة سعت للخروج بنتائج تدعم الدستور. وكانت مصادر قانونية ذكرت أن 535 مرشحا اتهموا بعلاقتهم بحزب البعث، لكن بُرّئ 67 بعد تحقيقات كشفت وجود تشابه في أسمائهم مع أعضاء من الحزب. وأشار المحامي عبد الرحمن صبري إلى أن حوالي 300 مرشح استبدلوا أو استبعدتهم أحزابهم، وأضاف أنه من بين 177 من المرشحين تضمنتهم لائحة سوداء، برئ 26 سيتمكنون من خوض الانتخابات. ويوجد من بين المبعدين صالح المطلك وظافر العاني، وهما من قائمة العراقية التي يترأسها إياد علاوي رئيس الوزراء السابق. ونفى المطلك التهم الموجهة إليه بالإشادة بالفكر البعثي في أحد الشرائط الصوتية، ودعا إلى تقديم دليل مادي على ذلك. وتظاهر مئات العراقيين في بغداد أمام مقر ائتلاف القائمة العراقية احتجاجا على قرار المنع، بينما علق ائتلاف القائمة حملته الانتخابية بسبب ذلك. من جهته، شدد بايدن في تصريحات صحفية على ضرورة إنجاح الانتخابات المقبلة المقررة في 7 مارس، ودعا لمشاركة كاملة فيها للسنة والشيعة والأكراد إضافة لبقية الأقليات. وجدد بايدن انتقاده لقرار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بغزو العراق، وقال: إنه كان من الأفضل أن تركز الولاياتالمتحدة جهودها لمحاربة ما وصفها بالتهديدات الإرهابية بأفغانستان. من جهته، قال نائب قائد القوات الأمريكية في شمال العراق باتريك دانا هيو: إن دور تلك القوات أثناء الانتخابات في محافظة كركوك سيكون الإسناد وتقديم الدعم للأجهزة المحلية. وتتزامن هذه المواقف مع إعلان السلطات العراقية إصابة 11 شخصا جراء سلسلة تفجيرات بقنابل استهدفت مقرات مجموعات سياسية ببغداد.