أكد الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك، في معرض رده على الأسئلة التي وردت ضمن النقاش الذي أعقب محاضرته حول ''المخاطر والتحديات التي تواجه مدينة القدس الشريف'' بأنه يعمل مع كل المخلصين من أبناء الأمة على لم شمل الفلسطينيين، مناشدا إياهم من منبر جريدة »الشعب« من أرض الجزائر بما لها من ثقل وأيدي بيضاء على القضية الفلسطينية الى التوحد والترفع عن الخلافات خدمة لمصلحة فلسطين. أوضح خطيب مجلس الأقصى لدى رده على الاستفسارات والأسئلة بخصوص قضية العرب والمسلمين، القضية الفلسطينية التي أخذت أبعادا خطيرة بسبب سياسة الاستيطان ومحاولات هدم القدس الشريف المتواصلة وتهجير آلاف الفلسطينيين تحسبا لذلك، بأن وحدة الفلسطينيين باتت ضرورة للتمكن من مواجهة التجاوزات الخطيرة للمحتل الصهيوني. وفضل الدكتور يوسف جمعة سلامة توجيه دعوة الى الإخوان والأشقاء من أرض الجزائر لما لها من ثقل ويد بيضاء على القضية الفلسطينية، مبديا أمله في أن يكون مضاعفا مشتركا لجمع شمل الفلسطينيين داعيا إياهم الى التوحد على اعتبار أن الوحدة فريضة ووفق ما جاء في القرآن الكريم وإيمان فيما تعد التفرقة كفر، مؤكدا بأن الأهم في الظرف الحالي بالنسبة للفلسطينيين هو مواجهة ما يحدث من تهويد للقدس، أين توجد آلاف العائلات تعيش في الخيم تحت البرد وقال إمام المسجد الأقصى في كلام وجهه إلى الإخوة الفرقاء »اجمعوا شملكم ورصوا صفوفكم ووحدوا كلمتكم وتعالوا على جراحكم وافتحوا صفحة جديدة، القدس تهود وأبناءه يطردون والبيوت تهدم والمؤسسات تغلق والماء يمنع وأبناء الاسلام يمنعون من الوصول إلى المسجد الأقصى''، متسائلا في السياق ذاته: ''ماذا تنتظرون لجمع شملكم وتذهبوا إلى القمة وتبرهنوا على قدر المسؤولية، أشد على يد المقدسين الصامدين وأدعو لهم بالثبات والنصر''. وتميز النقاش بمداخلات لعدة أساتذة وعلى رأسهم الأستاذ العايب المختص في القانون الدولي وهو خريج جامعة بريطانية، عاد خلال مداخلته الى موقف اليونيسكو، حيث أكد بأنه ومنذ انشائها تدافع المنظمة على التراث الانساني المشترك، لكن عندما يتعلق الأمر بقضايا الانسانية، منها تدمير العراق في ,2003 فهي تعتمد سياسة الكيل بمكيالين وليس مكيالين فقط عندما يتعلق الأمر بالمعالم والتراث والتاريخ الاسلامي، وما تغاضيها عما يحدث بالقدس الشريف إلا خير مثال، فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما حطم صنمين بأفغانستان ويعيد بناءهم الآن ولفت الانتباه الى أن موقف الأممالمتحدة يتأثر بالدول المؤثرة في القرارات وهي تحت إمرة الصهاينة الذين تغلغلوا في مختلف المنظمات وأصبحوا مؤثرين فيها وكسبوها الى جانبهم بقوتهم. وبرأي الأستاذ العايب، فإن الدول العربية مطالبة بالتكتل والتغلغل، أي انتهاج نفس السياسة التي ينتهجها العدو والدول التي تقف وراءه لتكون كلمتها مسموعة في هذه الهيآت الدولية التي ستراجع في هذه الحالة سياسة الكيل بمكيالين، وفي السياق ذاته، أكد بأن اسرائيل تضغط على كل الدول التي تحاول التحرر منها، مثلما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. وبعد أن أشار الى أن القدس في خطر، أكد أستاذ القانون الدولي بأن القدس هي القاسم المشترك وهي تجمع العرب وتفرقهم، ولم يفوت الفرصة للتأكيد بأن الخلاف الجوهري مع مصر هو غزة، فمنذ توقيعها معاهدة العار، معاهدة كامب دايفيد، فقدت المنطقة مصر كقوة بشرية بعد أن تمكنت اسرائيل من شراء قادتها بمجموعة من الدولارات خلافا للجزائر الواقفة مع فلسطين »ظالمة أو مظلومة«، وفلسطين توحد العرب وتفرقهم الى الأبد، مذكرا بأن القانونيين العرب وغير العرب يساندون القضية الفلسطينية وحتى بعض اليهود في اشارة الى التقرير الذي أعده للجنة تقصي الحقائق »ڤولدون ستون«. من جهته، وقف الأستاذ مصباح عند تداعيات الخلاف السياسي بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة »حماس«، لا سيما وأن الأولى تتكلم عن المفاوضات والتفاوض في حين تنطلق الثانية من مفهوم المقاومة، وفي هذا الإطار أكد الخطيب يوسف جمعة بأن المهم الآن التوحد من أجل مواجهة العدو لا سيما وأن الوضع خطير جدا بالقدس الشريف. وفي تدخل له فضل السعيد مقدم، رئيس المجلس الشوري المغاربي تسليط الضوء على الموقف اليهودي على ضوء مشاركته قبل يومين بمدينة مالطا في لقاء أو حوار فلسطيني اسرائيلي عقد تحت مظلة الأممالمتحدة ولجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بحضور كبير الدبلوماسيين الفلسطينيين صائب عريقات، ولعل ما لفت انتباهه هو الكلام الموضوعي من السفير الأسبق لإسرائيل بجنوب إفريقيا، حيث جاء في مداخلته لو يقع زلزال بدرجة 8 على سلم ريشتر لن يؤثر ولن يغير من موقف اسرائيل بقيادة اليمين المتطرف، وقد آلمه الموقف كثيرا، الأمر الذي جعله يعيد جواز سفره الدبلوماسي، مؤكدا بأن المسلمين لا يجب أن ينتظروا أي شيء منهم، فعدد السكان لا يتجاوز 34 بالمائة، بالأممالمتحدة تخصص لها 5 بالمائة فقط من ميزانية القدس، وأبدى مقدم أمله في أن تتخذ القمة العربية موقفا واضحا لما آل إليه الوضع بفلسطين الجريحة، وفي هذا الشأن، قال خطيب المسجد الأقصى بأنه يتمنى عودة الأمة الاسلامية الى موقفها الريادي، مؤكدا تقدير كل الجهود المبذولة من الإخوة والأجانب، كما أضاف بأن الفلسطينيين لا ينتظرون شيئا من اليهود وإنما يراهنون على أنفسهم وعلى العرب والمسلمين، مذكرا بموقف هذه الدول في رد فعلها على الصور المسيئة للرسول ''محمد صلى الله عليه وسلم'' في الدانمارك، داعيا الى هبة تضامنية مع القدس، لأن العرب عندما يتوحدون يشكلون ''رقما صعبا'' يصعب تجاوزه، ونفس الشيء ينطبق على أوباما، فلما سئل عما ينتظره من العالم الاسلامي بعد خطاب القاهرة رد الخطيب، لا تسألوني عن أوباما، بل عن العرب والمسلمين.