وقفت ''الشعب'' على جزء من شطر الطريق السيار شرق غرب في المقطع الرابط بين العاصمة والأخضرية والذي يعتبر حاليا أكبر نقطة سوداء تؤرق مستعملي الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين العاصمة وقسنطينة حيث ترتفع حدة القلق والمعاناة بسبب كثرة السيارات والشاحنات ولا حديث عن الجميع إلا عن توقيت فتح الشطر المتبقي من منطقة الوسط /حمادي الأخضرية/ لتسهيل حركة المرور وتقليص أوقات السفر بين مختلف مناطق الوطن. رافقنا إحدى سيارات الأجرة يوم الخميس الماضي أين كنا متوجهين إلى مدينة المسيلة واطلعنا على المعاناة الكبيرة لمستقلي الطريق الوطني رقم 5 خاصة وان ذلك اليوم تزامن مع موعد سوق تيجلابين للسيارات حيث وعند الوصول إلى بودواو طلب منا سائق السيارات السماح بأخذ طريق بلدية قدارة لتفادي الازدحام وعندها اكتشفنا منطقة ساحرة للغاية يمكن أن تكون منتجعا سياحيا هاما في المستقبل إذا ما عرفت سلطات ولاية بومرداس استغلالها كونا تقع في منطقة إستراتيجية تجمع بين الخضرة والجبال وسد قدارة، وكم كانت دهشتنا كبيرة عند رؤية مئات السيارات المتوجهة إلى شرق البلاد تنفر من الازدحام الذي قد يكلف قطع أقل من 50 كم في مدة ساعتين وواصل سائق السيارة شق طريقه فوق مشارف سد قدارة الذي تدعم بمخزون جيد من مياه الأمطار يجعل مياهه تتلألأ تحت أشعة الشمس وهو ما أضفى على المنقطة روعة كبيرة تنسي أصحاب السيارات متاعب الطريق. ويتميز هذا الطريق بالتزفيت الجيد حيث تسير السيارة براحة كبيرة حتى وصلنا إلى منطقة الخروبة كانت مبرمجة لاحتضان مشروع سوق للجملة للخضر والفواكه غير أنه لم نكتشف أية آثار لذلك .. ونحن نواصل الطريق لفت انتباهنا النشاط المكثف للمحاجر التي تمول بالمادة الأولية مشاريع الطريق السيار شرق/غرب على مستوى منطقة بودربالة التي تحتضن أصعب المقاطع حيث تقوم الشركات الصينية بانجاز أنفاق وجسور ضخمة لربط مختلف البلديات بمنطقة الأخضرية ووقفنا على نشاط الحركة بمختلف النقاط حيث تقوم شاحنات وجرافات ورافعات عملاقة بانجاز ما تبقى من هذا الشطر. ويجلب نظرك في هذا الطريق الجبلي التنوع البيولوجي للمنطقة ونقاوة الهواء وانتشار منابع المياه الطبيعية وهو ما يؤهل هذه المنطقة للانتعاش مستقبلا خاصة مع استكمال انجاز مشروع الطريق السيار حيث سيحفز التنمية المستدامة وتوفير العديد من مناصب العمل لفائدة سكان المناطق المحاذية له. ويؤمن المنطقة عناصر الجيش الوطني الشعبي المنتشرين بإحكام عبر طول الطريق ومدعمين بعناصر الحرس البلدي من خلال العديد من وحدات المراقبة والتقينا في سفرنا العديد من سيارات الأجرة التي تتفادى الازدحام. مناورات سائقي الشاحنات تفوق كل التصورات تتأهب بلديات تالة واقني والدرابلية وبودربالة لأخذ أماكن تيجلابين وبني عمران حيث ستستفيد من استكمال مختلف المشاريع وخاصة الأنفاق التي تمتد لأكثر من 3 كلم والتي تشرف مختلف المؤسسات على انجازها والتي تلتقي مباشرة عند تالة واقني وهي منطقة تقع عند نهاية منحدر طريق قدارة لتصل بعد مدة إلى منطقة الدرابلية قبل الوصول إلى بلدية بودربالة وأنت تسير على هذه المناطق يقابلك مشروع الطريق السيار شرق غرب وأشغال السياج العازل لانجراف التربة بارزة بقوة وهو ما يعكس الحذر الشديد لانجاز المشروع الذي يمر بتضاريس صعبة للغاية. وما سيزيد في شهرة هذه المنطقة هو تواجد الطريق الرئيسي الذي يربط بودربالة بتابلاط للتوجه إلى جنوب البلاد ونحن نسير في الطريق الذي جنبنا المرور على الأخضرية انتهينا عن وادي بوعمود الذي عند اجتيازه تجد نفسك في الطريق الوطني رقم 5 مجددا. ويعاني الطريق السيار في تلك المنطقة من تدهور حالة الزفت كثيرا وعدم توازن الطريق في الكثير من المناطق حيث تصبح السيارة تهتز كثيرا ما يجعل السائقين يخففون من السرعة للحفاظ على سياراتهم. وتكثر على مستوى الطريق الوطني رقم 5 السرعة الجنونية لأصحاب الشاحنات العملاقة حيث يتعمد الكثير منهم القيام بمناورات خطيرة تجعل السيارة خطيرة للغاية وتزداد همجيتهم في ظل انعدام نقاط المراقبة لمختلف مصالح الأمن وهو ما يؤكد بأن كثرة حوادث المرور ترجع إلى أسباب أخلاقية بالدرجة الأولى ونعتقد بأن بعض المحاولات من عديد الشركات الخاصة التي تضع أرقام هاتف في مؤخرات سيارات الشحن العملاقة تدعو للاتصال بالشركة في حالة السياقة الخطيرة وهو ما يجب التفكير فيه مع الشاحنات التي تنقل الحاويات حيث قد تمكن المكالمات من التصدي لجنون هولاء خاصة إذا كانت هناك محطات مراقبة لمصالح الأمن من أجل معاقبة هولاء المتسببين في إزهاق أرواح الجزائريين. ومن العيوب كذلك انعدام مناطق لتوقف السيارات حيث تجد العديد من السيارات متوقفين على حافة الطريق السيار وهو ما قد يعرضهم لحوادث المرور وعرقلة حركة السير،ونتساءل هنا عن عدم منح الأولويات عند تشييد الطريق لانجاز محطات ومناطق الراحة والخدمات حيث قد تجد هذه المراكز مستقبلا صعوبات كبيرة في إيجاد العقارات اللازمة لتشييدها. أشغال هامشية غير منتهية ومن المشاكل أيضا هو كثرة الأشغال الهامشية حيث نجد عشرات الشباب يضعون هياكل بلاستيكية وأحجار بين الأخضرية والبويرة تنبأ بوجود أشغال وعند مرورنا لمحنا مسك هولاء لآلت بناء تقليدية ويزيلون بها الأتربة المترسبة على حواف الطريق السيار وتشكل تلك الأحجار والهياكل خطرا محدقا على السائقين والعمال في نفس الوقت خاصة في الليل أين تنقص الإنارة. وما يجب أن يضعه الفرد في رأسه هو الحذر من الوقع في عطب فلولا تضامن السائقين فيما بينهم يجد الفرد نفسه معزولا في الطريق خاصة وأن الأنباء التي تتحدث عن وجود قطاع الطرق المتربصين بالسائقين في أوقات معينة يجعل من العديد يتردد في التوقف لتقديم العون لأنه قد يصبح ضحية كما أن انعدام محطات التزود بالوقود يزيد من المتاعب ويجد الفرد نفسه مطالبا بالخروج من الطريق السيار للتزود بالوقود وهو ما يجعله يضيع الكثير من الوقت. وعند اجتياز نفق وادي الرخام لمحنا عند مخرجه وجود الكثير من المياه المجهولة المصدر حيث يضطر السائقون وفي لمح البصر إلى تخفيض السرعة خوفا من الانزلاقات،ويحدث هذا في ظل توفر مركز لمراقبة النفق الذي كان من المفترض أن ينبه بوجود مياه فوق الطريق لتفادي ردود الفعل التي قد تؤدي لحوادث المرور.ومن الملاحظات كذلك هو نقص الإشارات الضوئية وعدم مطابقتها للمقاييس العالمية وانعدام استعمال الانجليزية كلغة ثالثة على لوحات التوجيه. غول مطلوب في الطريق الوطني رقم 60 يوجد الطريق الوطني رقد 60 الرابط بين المهير والمسيلة في وضعية ممتازة عدا في الجزء الذي يسبق بلدية حمام الضلعة بعشرة كيلومتر حيث تعرض الزفت الى التدمير الكلي وهو ما يجعل السير فيه بالغ الصعوبة في ظل كثرة الشاحنات العملاقة التي نقل الاسمنت من المصنع والتي تعرقل جميع عمليات إصلاحه، ويحتاج هذا الطريق الذي يستعمله المتوجهين الى المسيلة الى عمليات توسعة في ظل الإقبال المتزايد عليه لأهميته الاقتصادية والتنموية،وللأمانة نذكر بأننا وصلنا الى المسيلة بعد حوالي 3 ساعات فقط ما يعني بأن فتح طريق الشطر المتبقي وهو الأصعب قد يجعل المدة التي تفصل المسيلة عن العاصمة حوالي ساعتين ونصف. وعليه، فالطريق السيار الذي يعتبر مشروعا هاما ومكسبا كبيرا لبلادنا لكن نعتقد بأن الأشغال الكبرى تبدأ بعد تسليم المشروع الذي يحتاج لصيانة يومية وبنك معلومات في كل نقطة من أجل الحفاظ عليه لأن ترك المشروع هكذا سيكلف أكثر من انجازه وسيجعله معرضا للزوال. والتساؤل الكبير كذلك هو لماذا لم تطبق عملية دفع الأموال لاستعمال الطريق وهي الأموال التي يجب أن توفر لصيانة مشروع القرن أم أن مشروع عملية الدفع حول الى وزارة التضامن وستتكفل به الدولة.