يقال إن ''المشاريع الناجحة هي الأكثر عرضة للنقد''، فهل تنصب موجة الانتقادات التي وجهت لمشروع الطريق السيار، شرق-غرب، منذ بداية أشغاله، في خانة التقييم الموضوعي البناء لأحد أضخم المنجزات في تاريخ الجزائر.. أم هناك جهات من مصلحتها التشويش على سير الأشغال...ب''الحق'' أو ب''الباطل''؟! . هل من السهل إنجاز مشروع بمسافة 1216 كلم من الحدود المغربية إلى الحدود التونسية، دون ''متاعب ومصاعب''، وهل إتمام نسبة 91 بالمائة من هذا ''الحلم''-وفقا لآخر الأرقام الرسمية- ليس انتصارا لمشروع طريق كان يمثل حلم الجزائريين منذ الاستقلال؟ ثم لماذا استباق الوقت، وتقييم مشروع بهذا الحجم في أرقامه ونوعية إنجازه، رغم أن أشغاله الفعلية لم تنطلق إلا في العام 2007؟ هل المنتقدون ملمون بالمفاتيح المتحكمة في مجال الأشغال العمومية من نوعية الأرضية وطبيعة التضاريس وتأثيرات المناخ على الأشغال، أم هم مجرد ''فضوليين'' أو ''مشوشين'' هدفهم عرقلة منحى التنمية والنهوض بالبنى القاعدية.. كما يقول المشرفون على القطاع؟ ولماذا يسبق كل هذا التشاؤم أحكاما مسبقة عن فشل ''مشروع القرن'' من زاوية تجاوزه للآجال التعاقدية دون أن تكلف الجهات المشككة نفسها النزول إلى الميدان لمحاولة فهم أسباب التأخر؟ لقد أسالت قضية ''تجاوز الآجال التعاقدية'' المحددة ب40 شهرا لإنهاء مشروع الطريق السيار شرق- غرب، الكثير من الحبر على صفحات الجرائد الوطنية وتحول من ''مشروع دولة'' عاكس لصورة الجزائر على المستوى الخارجي إلى ''مادة إعلامية'' تتقاذفها بعض الأطراف من زاوية إطلاق الأحكام بدليل أو بغيره.. بل الغريب في الأمر، أن هذه الجهات اتخذت من لغة الأرقام ''دليلا'' على فشل مزعوم لأحد أضخم المشاريع في الجزائر. من هذا المنطلق، وقفت ''البلاد'' خلال معاينتها للمقطعين الشرقي والغربي من ''مشروع القرن''، على جملة من الحقائق المحركة لثنائية ''وقت- إنجاز''، حيث أثبتت في شقها الغربي الذي أوكلت فيه مهمة الإنجاز للمجمع الصيني ''سيتيك سي أر سي سي''، استباقها الجلي للآجال المحددة أواخر جويلية القادم، وذلك من خلال العمل على ربط الجزائر العاصمة بوهران قبل أربعة أشهر من المدة المذكورة بعد تجاوز ''البؤرة السوداء'' المتمحورة في ''جسر الغمري'' بولاية معسكر. أما مهمة ''تحرير'' رواق المقطع الشرقي، فلم تكن سهلة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمجابهة عنف وقوة الطبيعة التضاريسية المعقدة للمنطقة. ولوجنا ولاية غليزان كان عبر المقطع الغربي للطريق السيار الذي يقطعها على مسافة قدرها 5,87 كلم. وحسب المسؤول عن المشروع بالولاية، محمد براهيمي، فإن الحركة المرورية قد تعززت بفتح 80 كلم من المحور الإجمالي عبر ثلاث مراحل، حيث سلمت 34 كلم من الحدود الإقليمية لولاية الشلف- غليزان إلى منطقة الحمادنة في 6جوان ,2009 لتفتح 23 كلم أخرى من الحمادنة إلى ولاية غليزان في 15 أكتوبر المنصرم. أما المسافة الرابطة بين هذه الأخيرة ومنطقة يلل (23 كلم) فقد سلمت لحركة المرور الشهر الموالي، في حين سيتم فتح 8 كلم المتبقية والممتدة من محول يلل إلى الحدود الإقليمية لولاية معسكر مطلع الشهر القادم. والملفت للانتباه أن الأشغال بهذه الولاية صادفت العديد من العوائق المعرقلة لمنحى سيرها، منها تحرير الشبكات القاعدية وعمليات نزع الملكية التي عرفت إعادة إسكان 65 عائلة وتحويل 3 مقابر لتحرير الرواق، بالإضافة إلى إشكالية المناطق المغمورة بالمياه على جوانب الطريق وافتقار المنطقة للحجر المستعمل في الأشغال مما تطلب نقله من الولايات المجاورة. أما على مستوى ولاية معسكر، فقد تم تسليم 4 كلم من المقطع العابر للمنطقة على طول 78 كلم خلال عملية فتح مدخل ولاية وهران. وحسب المسؤول عن المشروع، خالد خالدي، فإنه سيتم تسليم حوالي 60 كلم منتصف شهر ماي المقبل، أي قبل شهرين من الآجال المحددة بالرغم من طبيعة الأرضية وتعقيداتها. كما تعرف الأشغال على مستوى ولاية سيدي بلعباس، حسبما أفادنا به مسؤول المشروع، مصطفى لقمش، تقدما ملحوظا، إذ ستسلم 72 كلم لحركة المرور في حدود شهر ونصف على أقصى تقدير. ومن أبرز المعوقات التي قاطعت سير الأشغال - يضيف المتحدث- ''تحويل الشبكات التابعة لمؤسسة سونلغاز وهي العملية التي استدعت الكثير من الوقت''. في حين، تعرف الأشغال على مستوى 100 كلم الرابطة بين ولاية تلمسان، التي تعد أكثر المناطق تضررا من الطبيعة بسبب انحدارات التربة وصعوبة البنية التضاريسية، والحدود المغربية تقدما واضحا، حيث أكد لنا مسؤول عن المشروع بالولاية، أنه ''سيتم تسليم الرواق للحركة المرورية مطلع جويلية القادم خصوصا بعد إنهاء أشغال 16 جسرا''، وبذلك سيكسب المقطع الغربي ل''مشروع القرن'' رهان التسابق مع الزمن بدليل تقدم أشغاله بنسبة 98 بالمائة، والتي ستكتمل قبل شهر عن موعد التسليم المحدد في دفتر الشروط. إلا أن الرحلة التي قادتنا في اليوم الموالي باتجاه الحدود الجزائرية التونسية عبر الطريق السيار، قد أطاحت بجميع الشكوك والانتقادات التي تفننت في نسجها أبواق لم تراع طبيعة تضاريس المنطقة التي تعرف بانزلاقات التربة ومناطق مغمورة بالمياه وأراض صخرية، إلى جانب التقلبات المناخية التي حالت دون تسليم جزء من الشطر الشرقي في آجاله المحددة، باعتبار أن المقطع الممتد من ولاية برج بوعريريج إلى غاية الحدود الإقليمية لولاية قسنطينة مرورا بسطيف وميلة سيسلم مطلع شهر جويلية القادم، وهو ما أكده مسؤولو المشروع بولاية برج بوعريريجوسطيف، مراد زعيمي وبلعدوي رشيق. في حين كشف لنا مسؤول المشروع بولاية قسنطينة، عصام حماني، ''أن الأشغال قد توقفت بالمنطقة حوالي 7 أشهر بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرقلت إتمام الأشغال نظرا لتشبع الأرضية بالمياه إلى جانب الانزلاق المستمر للتربة''. وبالرغم من هذه العراقيل، لا تزال الأشغال جارية لإنجاز أضخم المنشآت الفنية على غرار الجسر الكبير الممتد على طول 450 متر ونفق جبل الوحش 9,1 كلم، نفق جبل كلال 295 كلم، نفق الكنتور (أطول نفق يربط قسنطينة بسكيكدة على طول 9,2 كلم). أما ولاية عنابة، التي يعبرها الطريق السيار على مسافة 27 كلم، فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال بها، حسب مسؤول المشروع، سالم عبد الرحمان، حوالي 80 بالمائة، مع استكمال عمليات التسطيح وانجاز المنشآت الفنية ليسلم نهاية العام الجاري مع المقطع المتبقي من قسنطينة إلى غاية ولاية الطارف التي عرفت الأشغال بها انتقادات جمة، بسبب عبور المشروع على الحظيرة الطبيعية المحمية للقالة على مسافة 17 كلم، إلا أن الواقع كشف عكس ما روج إليه، حيث راع ''مشروع القرن'' نمط حياة الحيوانات وكافة الكائنات بدليل إنشاء 7 منشآت خاصة بمرورها من جسور وممرات سفلية. ولم تكن قضية تجاوز الآجال، التي تقدمنا بتحليلها من خلال إسقاط معطياتها على واقع تقدم أشغال الطريق السيار شرق- غرب، الزاوية الوحيدة التي انصبت فيها الانتقادات، بل اتسعت هوة هذه الأخيرة لتمتد إلى أسلوب المناولة المعتمد من طرف المجمع الياباني ''كوجال'' (باعتبار أن مجمع ''سيتيك سي أر سي سي'' الصيني، المسؤول عن إنجاز المقطع الغربي تولى إدارة أشغاله دون اعتماد أسلوب المناولة)، حيث كشف لنا، مدير المشروع في المقطع الشرقي، أحمد ذباح، أن ''المجمع الياباني اعتمد أسلوب المناولة مع العديد من المؤسسات الوطنية على صعيد الوسائل واليد العاملة فقط أما فيما يخص الخرسانة فقد تكفل مجمع ''كوجال'' بذلك، حيث لم يقم المجمع بمناولة أشغاله لمؤسسات أخرى كما تداولته العديد من المصادر الإعلامية سابقا، وإنما اعتمد على يد عاملة متعددة الجنسيات خصوصا من ماليزيا، الهند والفلبين.. وقد وصل عددها لحوالي 5000 عامل أجنبي، في حين بلغت اليد العاملة الجزائرية بكامل المقطع الشرقي 23 ألف عامل. أما الحديث عن الشركات الأجنبية الثلاث ''رواد الهندسة'' المصرية، ''ويكا'' الأندونيسية التي استلمت إنجاز الجسور بولاية سطيف و''ماكيول التركية''، فقد وافق المجمع على مناولتها بعض المشاريع الخاصة بإنجاز المنشآت الفنية فقط وذلك بقبول من مديرية المشروع. كما كشف لنا المسؤول عن المشروع لولاية سطيف، بلعدوي رشيق، أن ''كوجال'' قد تقدمت بطلب اعتماد أسلوب المناولة في عمليات التشجير، إلا أن مديرية المشروع رفضت المصادقة عليه لتجاوزه الآجال المحددة لإيداع الملف لذلك فقد تولت مهمة التشجير بالتنسيق مع مديرية تسيير الغابات. المواطنون يشهدون.. بعيدا عن أي تأويل وقد استطلعت ''البلاد''، في ختام جولتها، آراء العديد من مستعملي الطريق السيار في مقطعيه، الشرقي والغربي، وتبين من خلال ذلك أن المواطن قد سجل ارتياحا كبيرا تجاه هذا المشروع الضخم. ، حيث أكد لنا (سليمان.ك)، 65 سنة، مغترب قادم من فرنسا ''أن المشروع الذي سيعزز البنية القاعدية للجزائر يعد انتصارا كبيرا، وأي انتقاد غير بناء لهذا الإنجاز لن يقلل من حجمه بدليل الخدمة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية التي يقدمها على المدى القريب والبعيد''. في حين ذكر لنا ( إسماعيل.ك)، سائق شاحنة، صادفناه في الطريق الرابط بين ولاية برج بوعريريجوسطيف، ''أن الطريق السيار منحنا فرصة السياقة بعيدا عن الضغط والتوتر مما يقلل من حجم حوادث المرور، فشخصيا لاحظت وجود مرونة في الحركة المرورية خصوصا في الأجزاء المفتوحة على مستوى الطريق الاجتنابي لمدينتي العلمة وشلغوم العيد التابعتين لولاية سطيف، حيث قفزت مدة المرور عبر هذا المحور من 45 دقيقة إلى 6 دقائق!''. وزارة الأشغال العمومية تشدّد على الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز العاصمة- وهران على الطريق السيار .. بعد أسابيع قليلة وجّهت وزارة الأشغال العمومية، تعليمات صارمة لمسؤولي المجمع الصيني ''سيتيك سي أر سي سي'' المكلف بإنجاز المقطع الغربي من الطريق السيار، بوجوب استكمال الأشغال على مستوى ''جسر الغمري'' الواقع بولاية معسكر، مما يسمح بفتح كامل للشطر الغربي بعد أسابيع قليلة، ما يعني- آليا- التنقل بين العاصمة ووهران على الطريق السيار قريبا جدا. وأكد مدير الشطر الغربي من ''مشروع القرن'' عيسى مازوج أن تعثر إتمام أشغال ''جسر الغمري''، قد حال دون تسليم المقطع في شهر جانفي الماضي، مؤكدا أن الأشغال بهذه المنشأة الفنية استؤنفت نهاية الأسبوع الماضي، لإتمامها في أقرب الآجال، وقد تقدمت الأشغال بها إلى حدود 95 بالمئة، وتم تدعيم طاقم العمال الذين يبلغ عددهم حاليا 250 عاملا لإتمام الجسر. للإشارة، فإن مصادر مطلعة أكدت أن مسؤولي المجمّع الصيني أرادوا استغلال ورقة الجسر على السلطات العمومية بهدف التفاوض للفوز بمشاريع جديدة مستقبلا، خصوصا بعد تمكنه من تسليم الجزء الغربي قبل الآجال التعاقدية المحددة في دفتر الشروط. مسؤولون من الجزائر والصين واليابان وإيطاليا يتحدثون ل''البلاد'': الطريق السيار: الأرقام والميدان.. يتحدثان ''غوليرينو ليوناردو'' مسؤول بمكتب الرقابة الإيطالي شكك العديد من الخبراء في نوعية الأشغال التي يشرف على إنجازها المجمعان الصيني والياباني وتحديدا فيما يتعلق بإنجاز المنشآت الفنية، فما ردكم على ذلك؟ إن الإجراءات التي نتبعها تؤكد أن كل المنشآت الفنية المنجزة تستجيب للمعايير والمقاييس الدولية والشروط التعاقدية، ونحن نعمل على إلزام المجمعين بالتقيد بالمعايير الدولية بخصوص النوعية وضرورة مطابقة مواد الإنجاز، وفي حالة ثبوت العكس نقوم بتوقيف الأشغال مباشرة واتخاذ التدابير اللازمة لذلك. وقد سخرت الوكالة الوطنية للطرق السريعة إمكانيات بشرية ومادية تهدف إلى ضمان المراقبة الدائمة لمشروع الطريق السريع على مستوى الورشات. ما رأيكم في الحملة التي شنتها بعض الصحف الوطنية على مشروع القرن في الحقيقة، إن الدول الأوروبية تعيش كذلك تحت خناق هذا النوع من الصحافة، ولكن يجب التأكد من حقيقة واحدة وهي أن الشطر الشرقي قد واجه العديد من الصعوبات التي ترجع إلى الطبيعة المعقدة للتضاريس وسوء الأحوال الجوية كذلك. لذلك فالانتظار لأشهر قليلة لتسليم المشروع أحسن من الاعتماد على سياسة ''البريكولاج''، فالجزائر قد نجحت في إنجاز أضخم مشروع لها وهو ''مشروع القرن'' الذي سيثبت فعاليته بعد دخوله حيز الاستغلال النهائي. ''زهاوو'' مسؤول بالمجمع الصيني ''سيتيك'' تلقيتم كمؤسسة إنجاز العديد من الانتقادات والاتهامات حول عدم مطابقة أعمالكم للمعايير الدولية، فما تعليقكم؟ طبعا، كل مشروع يتلقى في بدايته الكثير من الاتهامات والانتقادات، إلا أن فوزنا بصفقة إنجاز الشطر الغربي لم يكن اعتباطيا. وكل الأشغال التي قمنا بها بداية من الدراسات وصولا إلى التنفيذ مطابقة للمعايير الأوروبية المعروفة في هذا المجال، ونحن مستعدون لتحمل كامل المسؤولية. هل تنوون الدخول في مشاريع جديدة بعد تسليمكم الجزء الغربي للطريق السيار قبل آجاله المحددة؟ بالطبع، ستكون لنا عدة اتجاهات استثمارية مستقبلا بالجزائر، ونحن نسعى فعلا لإيجاد سوق جديدة والتفاوض مع الأطراف المسؤولة لتولي إنشاء العديد من المنجزات. فالمناخ الاستثماري بالجزائر استقطب اهتماماتنا بشكل كبير. ''أنو يوتاك''مسؤول بمجمع ''كوجال''الياباني: ؟ إلى ما ترجعون أسباب هذا التأخر المحسوب على مجمعكم في مدة الإنجاز؟ في الواقع، لم يكن الجزء الشرقي للطريق السيار سهلا كما يظنه الكثيرون، فطبيعة المنطقة معقدة وهو الأمر الذي عرقل منحى سير أشغالنا. فأنتم تعلمون صعوبة التضاريس وسلبيات المناطق المغمورة بالمياه، لذلك نعتمد على أحدث التقنيات لتجاوز جميع العراقيل والإشكاليات. ضف إلى ذلك التساقط المستمر للأمطار، لمدة تجاوزت 7 أشهر وهو ما زاد الطين بلة كما يقال. هل تنوون البقاء في الجزائر للاستثمار في مشاريع مماثلة بعد تسليمكم الجزء المتبقي من المقطع الشرقي للطريق السيار؟ لا أريد إخفاء الأمور عنكم، مجمع ''كوجال''لم يحقق نسبة الأرباح المرجوة من مشروع الطريق السيار كما روج إليه الكثيرون، بل يمكنني القول إنه قد اقترب من تقديم الطريق السيار شرق غرب مجانا للجزائريين، لذلك فاحتمال البقاء للظفر بمشاريع أخرى، حسب رأيي، غير وارد بالنسبة للمجمع الذي يضم خمس مؤسسات أخرى، فبمجرد تسليم المقطع الشرقي الذي أوكلت مهمة إنجازه للمجمع، سنشد الرحال إلى اليابان. أحمد ذباح مدير مشروع المقطع الشرقي للطريق السيار ؟ تناقلت العديد من وسائل الإعلام خبر التأخر في الإنجاز على مستوى المقطع الشرقي للطريق السيار، فما هي الأسباب الفعلية التي تقف وراء ذلك؟ لابد من توضيح نقطة هامة يجهلها الكثيرون، وهي أن المقطع الشرقي للطريق السيار لم يسجل تأخرا في آجال التسليم على مستوى جميع مقاطعه، حيث إن الشطر الممتد من ولاية برج بوعريريج إلى غاية ولاية قسنطينة والممتد على طول 200 كلم، سيسلم مطلع شهر جويلية القادم. في حين يرجع التأخر المسجل على مستوى الجزء الثاني من المقطع الشرقي للطريق السيار، والرابط بين قسنطينة وولاية الطارف (200 كلم) والذي سيسلم نهاية العام الجاري، إلى خصوصيات المنطقة حيث استدعت البنية المعقدة لهذه الأخيرة، تنصيب جسور علوية كل 2 كلم مراعاة للطابع الفلاحي. ومن جملة العوائق التي صادفت الأشغال كذلك انزلاقات التربة التي سجلت حوالي 15 انزلاقا بقسنطينة، 13 بسكيكدة و5 بالطارف، إلى جانب وجوب استعمال المتفجرات لتحرير الرواق بين المناطق الجبلية، وسلبيات المناطق المغمورة بالمياه، لذلك يمكن القول إن التأخر في آجال التسليم مرده الأساسي إلى التعقيدات الطبيعية لا غير. ؟ ما هي الإجراءات التي ستتخذ لتدارك هذا التأخر؟ سنتقدم بطلب للوزارة الوصية قصد تمديد آجال التسليم لمدة سبعة أشهر، أي إلى غاية نهاية ,2010 وسيكون الطلب مرفقا بملف يضم أبرز العراقيل التي صادفت الأشغال في مختلف المواقع، خصوصا ما يتعلق بسوء الأحوال الجوية التي عطلت الأشغال بشكل واضح. ؟ في الحقيقة لا يمكن الحديث عن الشطر الشرقي ل''مشروع القرن'' دون تناول قضية حظيرة القالة، فما هي التدابير التي اتخذت على مستوى إنجاز 17 كلم العابرة للحظيرة دون المساس بالمحمية؟ نعم، لقد اتخذنا إجراءات صارمة لمراعاة طبيعة المحمية وعدم المساس بها، حيث راعينا في المقام الأول البيئة التي ألفتها الحيوانات بالحظيرة، والدليل إنشاء العديد من الجسور والممرات السفلية الخاصة بها بطريقة مندمجة في المحيط البيئي العام. وبهدف ضمان سير الأشغال بطريقة مثلى، تم تنصيب مراقبين على مستوى المحمية لحمايتها من أي تجاوز محتمل. عيسى مازوج.. مدير مشروع المقطع الغربي للطريق السيار يعد ''جسر الغمري'' بولاية معسكر، النقطة السوداء على مستوى الطريق السيار الرابط بين الجزائر العاصمة وو.هران، فما مدى تقدم أشغال هذه المنشأة؟ في الحقيقة، لم يصادف الجزء الغربي ل''مشروع القرن'' على طول المحور الرئيسي 359 كلم، الكثير من العوائق والدليل أن نسبة تقدم الأشغال قد تجاوزت 98 بالمائة. فالنقطة السوداء الوحيدة المحسوبة على هذا المقطع، كما ذكرتم، تتمثل في ''جسر الغمري''بولاية معسكر، على مسافة 200 متر، والذي يمر على 11 أنبوب غاز يربط مناطق الوطن بالمنطقة الصناعية لولاية أرزيو، حيث أراد المجمع الصيني ''سيتيك سي أر سي سي'' انتهاج سياسة جديدة للدخول في مفاوضات مع الطرف الجزائري قصد بحث فرص الفوز بمشاريع جديدة في هذا المجال، بمعنى أن المجمع اتخذ من ''جسر الغمري'' ورقة حظ للبقاء في الجزائر، إلا أن الجهات المسؤولة تحكمت بزمام الأمور ووجهت تعليمات صارمة للمجمع الصيني ''سيتيك'' بضرورة استكمال ما تبقى من أشغال على مستوى الجسر الذي عرقل عملية فتح الخط الرابط بين الجزائرووهران. وقد انطلق العمال في إتمام الأشغال نهاية الأسبوع الماضي لتسلم المنشأة الفنية نهائيا مطلع أفريل المقبل. وأشير في هذه النقطة إلى أن إنجاز هذه المنشأة كان موكلا لشركة وطنية منذ مارس ,2008 إلا أنها عجزت عن إتمامها فأعيد منحها للمجمع الصيني الصيف الفارط، وقد تجاوزت نسبة الأشغال بالجسر 95 بالمائة.