أعطى شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم صورة قاتمة عن وضعية السوق الغازية المتميزة بالتشبع إ؟ أبعد درجة تفرض تدابير عاجلة من أجل وضع حد لتدهور الأسعار، وهي حالة أضرت بصناعة الغاز من جهة وقلصت من إيرادات الدول المنتجة وضربت الاستثمار في هذا الحقل الطاقوي الحساس في العمق. وذكر بهذه الحقيقة خليل الذي يرأس منتدى البلدان المصدرة للغاز العاشر الذي احتضنه، أمس فندق ''الميريديان'' التابع لمركز الاتفاقيات بالباهية ومثلت فيه إيران ومصر ونيجيريا وقطر وروسيا على مستوى وزراء الطاقة، ومثلت فيه فينزويلا على مستوى نائب وزير الطاقة وليبيا من خلال وفد رفيع المستوى، وحضر وزراء من الدول الملاحظة في المنتدى مثل اليمن، وتغطية إعلامية مكثفة رغم الاضطرابات التي أحدثها بركان إيسلندا الذي عطل مجيء وفود بعض الدول إلى وهران للمشاركة في الحدث الغازي الآخر الذي يصنع هنا بالتوازن مع المنتدى، ويتعلق بالندوة الدولية للغاز الطبيعي المميع التي تجري وقائعها اليوم بتأخر عن موعدها ب 24 ساعة نتيجة اضطرابات الملاحة الدولية للسبب المذكور آنفا. وقال خليل مشرحا وضعية السوق الغازية التي توجد في أسوأ حال متوقفا عند الأسباب، مقدما اقتراحات عملية لاتخاذها على مستوى المنتدى العاشر حاثا على جعله فضاء ليس فقط للتشاور وإبداء الرأي، لكن بإصدار قرارات هامة ومصيرية تجعل منه مرجعا وسندا قويا للبلدان الغازية المطالبة بأخذ نصاب الأمور مأخذ جد، اعتمادا على استقلالية القرار والموقف دون الاملاءات الخارجية ووصفاتها. وحسب الوزير، فإن ندوة البلدان المصدرة للغاز التي يحضرها لأول مرة الروسي ليونيد سيخانوفسكي بصفته أمينا عاما للمنتدى، لا بد لها أن تواجه تحديات انهيار أسعار الغاز المتواصلة منذ سنة ,2008 بآليات جديدة تعيد التوازن المفقود بين العرض والطلب، وهي مسألة ممكنة التحقيق بتوحيد موقف الأعضاء في المنتدى الغازي الذي نشأ منذ أكثر من عشرية من أجل هذا الهدف المقدس الذي يحتم وضعه فوق كل الحسابات والنظرة الضيقة. فلم يعد مقبولا إغماض الأعين على الانهيارات المتتالية لأسعار الغاز التي تستمر على حالة الانخفاض طيلة الخماسية المقبلة، ولا يوجد مؤشر عن العودة إلى حالة الانتعاش، مثلما يعرفه البترول. ويفرض الوضع قرارا مصيرا يخرج به المنتدى الذي يضم إحدى عشرة دولة وأربعة ملاحظين: أنغولا واليمن والنرويج وهولندا، يمر حتما بالإجراءات العملية التي من شأنها الخروج من التشبع الغازي في السوق الدولية الذي أحدثته التكنولوجيا الأمريكيةالجديدة وإنتاج أستراليا المكثف، وهو وضع زاد في تعويم السوق الغازية إلى درجة لا تطاق، وترك الاحتياطات في أعلى المستويات إلى حد يصبح فيه الحديث عن إمكانية انتعاش الأسعار في أقرب أجل وأبعده ضربا من المستحيل. ولهذه الأسباب الملحة والمقدمات لا بد من قرار استعجالي من منتدى البلدان المصدرة للغاز الذي تحتضنه الجزائر لثاني مرة بعد ذلك الذي جرى بالعاصمة عام ,2002 ويكون القرار محل الإجما حتى يسهل تطبيقه العملي ولا يبقى أسير الأماني والوعود. إنها تحديات مطروحة أمام المنتدى الغازي بالباهية التي تحولت بحكم المشاريع الكبرى إلى عاصمة للغاز، هي مسؤولية متقاسمة بين مختلف ممثلي الدول الذين يطالبون بقرار أكثر جرأة ومصيرية من أجل علاقة مستقرة بين المنتجين والمستهلكين تحفظ المصالح وتكون المحفز الجدي للاستثمار في هذه الطاقة النظيفة حامية البيئة والمحيط من التلوث ومحركة الاقتصاد ومخرجة له من حالة الكساد والندرة والأزمة. أكد على هذا الطرح وزير النفط الروسي سيرجي شماتكو بالقول الصريح أن روسيا مدركة أن انخفاض أسعار الغاز مرتبط تماما بانخفاض الإنتاج الزائد عن اللزوم. ويرى الوزير القطري احمد بن حامد العطية انه لا بد من البحث عن سعر عادل ومستقر تنهي الاضطراب المشهود في السوق الغازية. ويدعم آخرون مقترحات الجزائر التي تضمنتها الدراسة التقييمية للسوق الغازية، وهي مقترحات يرونها مناسبة وهامة تتصدر اتفاق الدول العضوة في المنتدى الغازي العاشر بوهران الذي شد أنظار العالم إليه وجعل صانعي السياسة الاقتصادية الغازية والمستثمرين في تلهف لمعرفة المنتدى الذي تخوض العضوة المؤثرة في إنتاج هذا النو من الطاقة معركة من أجل وضع حد نهائي لتمادي تدهور أسعار الغاز إلى أدنى المستويات غير السامحة بالمرة، إنه وضع غير عادي تعمل دول المنتدى التي تمتلك 73 في المائة من احتياطات العالم و42 في المائة من الإنتاج تجاوزه من وهران الباهية بقرار جريء يعيد لمعادلة العرض والطلب الغازية التوازن المفقود. مبعوث الشعب إلى وهران : فنيدس بن بلة