يترقب المصريون وكلهم خوف وريبة، القرارات التي ستتخذها هيئة الفيفا عن قريب، بشأن الملف الثقيل الذي أودعته الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، على خلفية ما تعرض له المنتخب الوطنيي بمجرد وصوله مصر تحسبا لخوض غمار آخر جولة من التصفيات التأهيلية للمونديال. وأضحت هيئة بلاتير، قبلة الفراعنة في الآونة الأخيرة، إلى درجة التفاعل وتأويل أي خرجة لمسؤولي الفيفا، مع إبداء اهتمام بالغ بما يدور في الكواليس. ولم يكن للمصريين إبداء كل هذا التخوف لولا إدراكهم التام أنهم مهددين بعقوبة قاسية قد تتجلى انعكاساتها في التصفيات التأهيلية للمونديال القادم، وهذا بخصم ثلاث نقاط من رصيدهم. ولئن بات مؤكدا أن حيثيات القضية سيتم التطرق لها اليوم الأربعاء، وهذا بالإستماع لروراوة في بادئ الأمر ثم زاهر من بعده، وإرجاء الفصل لوقت لاحق، قد يكون، حسب ما أكدته مصادر متطابقة، نهاية شهر أفريل، إلا أن المصريين وبعد أن تعبوا من حملة الإساءة لكل ما هو جزائري التي لم تجد نفعا، طالما أن رد الفعل كان التعامل بمبدأ السكوت عن الأحمق جوابه.. فضّلوا الانقلاب ب180 درجة، وانتهاج أسلوب اللباقة وانتقاء ألفاظ وعبارات تم استحضارها من عهد العبور، على غرار أشقائنا العرب، إخوتنا في الجزائر، ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا..إلخ من كلمات لم نسمعها قط منتصف شهر نوفمبر الماضي والذي تزامن مع إجراء مبارتين، الأولى حاسمة في مصر والثانية فاصلة في أم درمان. الجزائر تتحول من عدو إلى شقيق.. والهدنة مشبوهة المصريون الذين شنوا في وقت ليس ببعيد حملة قذرة قادتها دكاكين الفتنة من خلال السب، الشتم، الإهانة وحتى تدنيس مقدساتنا، يحاولون عبثا إيهام الرأي العام الجزائري أنهم أدركوا حجم الخطأ الذي وقعوا فيه، إذ من غير المعقول أن يعتقد السفيه إبراهيم حجازي، أن متتبعي حصته من الجزائريين قد انطلت عليهم خدعته، وهو البادي على ملامحه المكر عندما يتفوه بأي كلمة، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينقلب كالحرباء ويسمينا بالأشقاء وهو الذي يستهويه لقب البلطجية عندما يتعلق الأمر بالجزائريين؛ كل هذا يجرنا للتأكيد على أن المصريين يشنون حملة ب المقلوب هذه المرة، ويفضّلون كل ما له علاقة بالهدنة مع الجزائر لحاجة في نفس زاهر وأبو ريدة وحتى شنودة، طالما أن ما يدينهم أكبر بكثير مما ينصفهم (لا شيء سينصفهم وملفهم بااااااطل). إعتذروا وتخلوا عن كبريائكم.. فلن نُخدع مرتين ويعي الجزائريون أن المصريين قوة لا يستهان بها في خداع ضيوفهم، خاصة بعد حادثة الأتوبيس، التي لفقوا تهمتها للاعبين الجزائريين عندما شبهوا دماءهم ب الصلصة، ويدرك الجزائريون أن أكبر خدعة هي: ادخلوا مصر آمنين..، كما يدركون أن أبناء النيل عندما ينتهجون خطة التهدئة فمعنى ذلك أن العاصفة قادمة، وخير دليل على ذلك الطبخة التي أعدوها لنا في أنغولا وبالضبط في بانغيلا خلال موقعة لا نتذكر منها سوى اسم حكم حقير ومرتشي يدعى كوفي كوجيا، وهي كلها أحداث تجعل رائحة المكر تنبعث من كل إعلامي يتودد في الآونة الأخيرة، طالما لم يتجرأ المصريون على تقديم اعتذاراتهم، وهي الخطوة الوحيدة التي تدفعنا لسحب شكوانا، لكنهم يحسنون المشي على وتر رقيق وكبرياؤهم يدفعهم للنيل منا بطريقة أو بأخرى، إذ عمدوا على حيلة لا يعرف سرها سوى من يتقن مهنة الكولسة، بالضغط على هيئة الكاف في إصدار عقوبة على شاوشي، لم تتضح بعد إن كان مفعولها سيمتد للمونديال أم لا