يوضّح المدرب الحالي لجمعية الخروب، عز الدين آيت جودي، من خلال هذا الحوار عدة نقاط تخص المنتخب الوطني، يرى أنها مهمة ويجب التوقف عندها، ومُعالجتها بصفة معمقة، موضحا في نفس الوقت أهم النقائص التي يعاني منها الخضر، فضلا عن عدة نقاط أخرى تكتشفونها من خلال ما هو قادم. بداية أهلا بك.. أشكركم على هذه الدعوة، وعندما أتنقل إلى "الشباك" أحس وكأني في بيتي الثاني، لأني وكما سبق لي التصريح عبر نفس الجريدة، لقد سبق لي العمل فيها كصحفي. نبدأ من حديث الساعة، وهو المنتخب الوطني، كيف تقيّم أداء "الخضر" في المباراة الودية الأخيرة أمام صربيا؟ صراحة المنتخب الوطني لم يكن في يومه، بالنظر للأداء المقدم والذي لا يعكس أبدا الوجه الطيب الذي ظهر به رفاق زياتي خلال التصفيات المزدوجة والذي مكنهم من اقتطاع ورقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم. حسب رأيك ما هو المشكل الأساسي وراء الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق ككل؟ يا أخي، يبدو أننا لم نستوعب الأخطاء التي وقعنا فيها في كأس أمم إفريقيا، والتي أدت بالفريق إلى الانهزام في أول مباراة أمام ملاوي بنتيجة أقل ما يمكن القول عنها إنها ثقيلة بالنظر إلى هوية المنافس، قبل أن يعود بقوة، وهو ما مكنه من المرور إلى الدور نصف النهائي، وهو الدور الذي لم يتمكن الفريق تجاوزه بالرغم من أن الفريق المنافس كان في متناولنا، وهنا يمكن القول إننا فشلنا تكتيكيا ومعنويا أمام المنتخب المصري الذي أحسن التفاوض وعرف كيف يخرج لاعبينا من المباراة. تقصد أن خيارات سعدان لم تكن موفّقة؟ مع كل احترامي للناخب الوطني رابح سعدان الذي اعتبره من أكبر المدربين على المستوى الوطني، فضلا عن كونه كان من بين الأساتذة التي سبق لي التعامل معهم في الجامعة، لكن الخيارات التي اعتمد عليها خلال مباراة صربيا، بالرغم من طابعها الخاص، لم تكن موفقة وهو الأمر الذي يجب التوقف عنده باعتبارنا أخصائيين وبإمكاننا إعطاء على الأقل نظرة مقربة عن كل الأخطاء التي وقع فيها الفريق الوطني من أجل التوقف عندها ومحاولة معالجتها قبل المونديال الإفريقي. وفيما تكمن هذه الخيارات؟ لا يمكن تجاهل أن الناخب الوطني رابح سعدان قد أدى عملا كبيرا خلال الفترة السابقة، بالنظر للنتائج الكبيرة التي حققها الفريق مؤخرا، لكن الجميع يعلم أن حلم أي فريق يكبر مع كل خطوة يحققها، لكن بعد كأس أمم إفريقيا استخلصت ثلاثة نقاط هامة يجب التوقف عندها هي أن الطاقم الفني مطالب باتباع استراتيجية في اختيار اللاعبين من أجل تفادي الوقوع في فخ الإبعاد والسلبيات التي يخلفها هذا الأخير، بالإضافة إلى الخيارات التكتيكية التي أرى أنها تطرح عدة تساؤلات، فضلا إلى أن الفريق يحتاج إلى قراءة جماعية. طفت في الآونة الأخير قضية جديدة وهي تدعيم الطاقم الفني للمنتخب الوطني بمدرب مساعد، هل ترى أن الوقت المناسب من أجل الخوض في مثل هذه القضايا؟ مثلما سبق لي أن أشرت سابقا الطاقم الفني للمنتخب الوطني ليس بحاجة إلى مدرب مساعد يظهر إلى جانب الناخب الوطني رابح سعدان، وإنما هو بحاجة إلى مجموعة متكاملة بإمكانها أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، وهذا لا يعني أنني أقلل من عمل الطاقم الفني الحالي وإنما هي وجهة نظر عامة، لأن المنتخب يحتاج إلى قراءة جماعية من أجل الخروج به من النفق المظلم الذي دخل فيه مؤخرا بالنظر إلى النتائج السلبية التي حققها في آخر المبارتين، لأن المشكل ليس في سعدان كشخص وإنما هو في العمل الجماعي. نفهم من كلامك أنك تفضل استقرار الطاقم الفني؟ صحيح أن الاستقرار جيد لأي فريق من أجل مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، لكن في نفس الوقت هناك أوقات تفضل فيها التغيير من أجل إعطاء نفس جديد، الأمر الذي يضعك دوما بين أمرين هما إما أن تواصل ثقتك في الطاقم الفني الذي يقود الفريق خاصة عندما يكون مقبل على منافسة بحجم المونديال، لكن الكلمة الأولى تبقى إلى المسؤول الأول في الاتحادية الحاج محمد روراوة وهنا أريد الإشارة إلى شيء هام. تفضل... إن العمل الذي يقوم به روراوة كبير جدا، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي وفرها للفريق الوطني، وهو أكبر دليل على الكلام الذي سبق لي ذكره من أن المنتخب بحاجة إلى رجال أوفياء يعملون في الخفاء، وليس إلى من يظهر إلى جانب سعدان. ما هو رأيك في قائمة اللاعبين المبعدين من طرف سعدان؟ قلت إن الأهم هي الاستراتيجية المتبعة في استقدام اللاعبين وليست في الإبعا، لأن هذه من صلاحيات الناخب الوطني. حسب رأيك من هم اللاعبون المحليون الذين يمكنهم تدعيم المنتخب الأول؟ صحيح أن مستوى البطولة الوطنية انخفض مقارنة مع السابق، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد من بإمكانه إعطاء إضافة أو على الأقل منحهم فرصة من أجل التأكيد على مكانتهم على غرار مترف ،مفتاح وحاج عيسى وفيما يخص قضية لاعبي الوفاق لموشية وشاوشي؟ لا يمكن القول إن الناخب الوطني رابح سعدان قد أخطأ في اتخاذ قرار إبعاد لموشية وشاوشي، خاصة من الحارس شاوشي، لأن الأسباب واضحة حسب التصريحات التي أدلى بها الناخب الوطني، لكن في نفس الوقت أؤكد أن شاوشي حارس كبير، يمتلك إمكانات كبيرة يحتاج فقط إلى تكوين من طرف مدرب الحراس، أما فيما يخص لموشية فإن الأمور غير واضحة بالنظر إلى الغموض الذي يسود الأسباب الحقيقية وراء الإبعاد لكن وبحكم التعامل مع هذا الأخير يمكن القول انه لاعب موهوب. هل من كلمة أخيرة؟ أشكركم على هذه الدعوة، كما أريد أن أقول إننا كأخصائيين نريد توضيح بعض النقائص التي رأينا أنها يجب أن نتعامل معها بكل احترافية.. المهم هو أن المدرب رابح سعدان يبقى من أكبر المدربين ومن الضروري التنقل إلى المونديال بمدرب جزائري.