نهاية الحصة التدريبية لمساء أمس، لم تكن مثل بدايتها، حيث اقتحم أنصار المنتخب الوطني الذين سمحت لهم "الفاف" بمتابعة الحصة التدريبية باقتحام ملعب لانس، أمام دهشة عناصر المنتخب الوطني الذين لم يجدوا من سبيل سوى الاستجابة لمطالب الأنصار وأخذ كم هائل من الصور معهم، ويمكن القول أن اجتياح الأنصار للملعب جعل الحابل يختلط بالنابل، حيث صعبت الأمور على المنظمين لكي يتسنى لهم إخراج اللاعبين من الملعب، ليعودوا أدراجهم نحو فندق "الڤولف" مكان إقامتهم، وعموما لم يشأ رفقاء القائد منصوري الإكسار بخاطر أنصارهم واستجابوا لهم بأخذ الصور والإمضاء على عدد هائل من الأوتوڤرافات. شاوشي وزياني الأكثر طلبا وتوجه عدد كبير من الأنصار الذين اقتحموا أرضية الميدان، نحو ثنائي المنتخب الوطني زياني والحارس شاوشي، هذا الأخير وبالرغم من أنه يلعب في البطولة الوطنية وليس محترفا إلا أنه مطلوب بقوة من قِبل الأنصار، سيما وأنه متواضع وبسيط إلى أبعد الحدود ولا يتردد مطلقا في مخاطبة الأنصار باللغة التي يفهمونها، بالإضافة إلى أن الابتسامة لا تفارق وجهه، ناهيك عن المرح الذي يتميز به الحارس الذي أكسبه مكانة خاصة في قلوب الأنصار زيادة عن براعته الخارقة في حراسة المرمي. الأمن حاول تهدئة الأمور وإخراج اللاعبين بسلام وبذكاء كبير، عمد الأمن المرافق للمنتخب الوطني إلى تطويق الملعب حرصا على أمن وسلامة اللاعبين وحتى يتسنى لهم تمكين رفقاء القائد منصوري من الخروج من الملعب بسلام، مادام أن تهافت الأنصار كان كبيرا وكبيرا إلى أبعد الحدود، وكل واحد منهم يريد الاقتراب أكثر من نجمه المفضل وأخذ صور تذكارية، وبعد فترة وجيزة عادت المياه إلى مجاريها وتمكن عناصر المنتخب الوطني من مغادرة الملعب وسط حراسة أمنية مشددة. الرايات وأبواق السيارات وموكب بهيج رافق الخضر إلى فندق "الڤولف" ولم يفهم السويسريون شيئا في جنون الجزائريين وشغفهم وحبهم الكبير لمنتخب بلادهم، بالنظر إلى الأجواء الرائعة التي صنعوها، حيث كانت العودة من ملعب لانس إلى فندق "الڤولف" مكان إقامة الخضر، في موكب احتفالي بهيج، أضفى على الأجواء في مرتفعات كران مونتانا جمالا ورونقا منقطع النظير، وقلبت هدوء المنطقة وسكونها إلى ضوضاء والنفوس كلها تأمل في بلوغ الخضر لهدفهم المنشود المتمثل في تعدي واجتياز عقبة الدور الأول من مونديال جنوب إفريقيا.