لم يهضم الناخب الوطني رابح سعدان تصرفات الشرطة السويسرية التي استعملت -حسبه- القوة لتفريق الجموع الغفيرة، لاسيما وأن هناك حاجزا يفصل بين الأنصار ومكان تدريب اللاعبين، وهو ما تأسف له المدرب الوطني الذي هدد بترك الميدان في حال إقدام الشرطة على إبعاد المناصرين وطردهم. واقتحمت أمس أعداد كبيرة من أنصار المنتخب الوطني الجزائري الميدان المخصص له لإجراء إحدى الحصص التدريبية بملعب لانس بمركز مونتانا بسويسرا. وهو ما جعل الأمور تأخذ مجرى آخر مما تسبب في تأخير الحصة المبرمجة أمس بحوالي نصف ساعة كاملة، وهو ما استدعى تدخل الشرطة السويسرية التي منعت الجماهير الكبيرة التي توافدت إلى الملعب من الاقتراب من اللاعبين، لكنها لم تفلح في إعادة الأمور إلى مجراها، وهذا بالنظر إلى العدد الكبير من الجمهور الذي لم يكترث لتهديدات عناصر الأمن، وهو ما جعلها تدخل في مواجهات حادة معهم، ما خلف جريحين في صفوف الأنصار، واحد منهم تعرض لإصابة خطيرة، ولحسن الحظ فإن عناصر الشرطة تمكنت فيما بعد من فرض السيطرة والتحكم في زمام الأمور بعدما تدعمت بعناصر أخرى بالرغم من تواصل رغبة الأنصار في الاقتراب من الميدان، وعلى غرار الأنصار الذين واجهوا مشاكل كثيرة في هذه الحصة فإن رجال الإعلام وجدوا هذه المرة صعوبات كبيرة في القيام بعملهم، وهو ما جعلهم يستعملون القوة للدخول إلى الملعب، هذا وقد سجل الأنصار المقيمون بفرنسا تواجدهم بقوة في المركز، حيث توافدوا بأعداد غفيرة بالمقارنة مع الأنصار الذين جاءوا من سويسرا وألمانيا، وقد حمل مسؤولو الشرطة السويسرية الأنصار المقيمين بسويسرا المسؤولية الكبيرة في التجاوزات التي حدثت قبل بداية الحصة التدريبية، هذا وبعيدا عن الفوضى السائدة فإن أنصار الخضر صنعوا أجواء كبيرة وحماسية قبل دخول رفقاء شاوشي إلى ملعب لانس، أين رددوا أهازيج كبيرة وعبارات تمجد المنتخب الوطني الجزائري، وأمام الفوضى السائدة قبل إجراء الحصة التدريبية أقدمت مجموعة كبيرة من أنصار المنتخب الوطني الجزائري على معاتبة سفير الجزائر بسويسرا، حيث تعرض للشتم والقذف خاصة في الوقت الذي تعرض فيه الكثير من الأنصار لمناوشات من قبل الشرطة السويسرية. بالمقابل هدد الأنصار أيضا بإيداع الشكوى ضد قوات الأمن التي استعملت حسبهم القوة لتفريقهم، وهو ما جعل البعض يتعرضون لإصابات جراء هذه المناوشات، واغتنم آلاف الأنصار لفتة الناخب الوطني رابح سعدان الذي أمر بمشاهدة الحصة التدريبية بحضور الجمهور إلى التنقل بقوة إلى مركز مونتانا وهذا قصد الوقوف على تحضيرات التشكيلة الوطنية، وقد قدر عددهم بحوالي خمسة آلاف مناصر توافدوا من عدة مدن أوروبية على غرار فرنسا وإيطاليا وسويسرا وألمانيا بالرغم من أن أغلبيتهم جاءوا من عاصمة الجن والملائكة.