نزلت الشباك أمس إلى المعسكر التحضيري للمنتخب السلوفيني الذي يقيمه بإيطاليا، ورغبة منا لرؤية كيفية تحضير المنافس الأول للمنتخب الوطني من نهائيات كأس العالم، سعت الشباك جاهدة للتطلع على مدى جاهزية السلوفينيين، والنظر فيما يقومون به من تحضيرات واستعدادات لهذه الواجهة الأولى، ولو أن هذا الأمر لم يكن سهلا مع الحيطة والحذر الذي وفره السلوفينيون هناك، على إعتبار أنهم كانو متخوفين جدا من التجسس عليهم من قبل المنتخبات التي ستلعب ضدها طبعا، غير أن أهم ما عكف عنه المعسكر التحضير هو الهدوء التام لهذه المنطقة الجميلة التي لم يزدها فصل الربيع إلا جمالا ونكهة خاصة مع زقزقة العصافير والسماء الزرقاء الجميلة، وكل منهم مركز على ما هو مقدم عليه في امتحان صعب يستحق هذا التركيز، وهذا المكان الباهر للتحضير. الشباك الوحيدة الحاضرة بالمركز ونحن نقترب من المركز التحضيري للمنتخب السلوفيني حتى وجدنا أنفسنا وحيدين، وأمرنا أنكشف بسرعة ليسألنا حراس المعسكر من أنتم ومن أين أتيتم وماذا تريدون منا، وهو ما وضعنا في موقف حرج لأنه لو عرفوا أننا من الجزائر لاعتبرونا جواسيس ليس إلا، لكن ومع إصرارنا في التطلع على ما يقوم به المنتخب السلوفيني أبينا إلا أن نبتعد قليلا لنعود بعدها، وأهم ما ساعدنا في هذا هو إتقاننا للغة الإيطالية التي كانت خلفيتنا في هذه المهمة ككل، في وقت كن أيضا نريد أن نجلس مع الصحافيين السلوفينيين أو الصحافة الأجنبية الأخرى، إلا أننا لم نصادف أحد منهم. لا حصة خاصة بالأنصار واللاعبون في راحة تامة وعلى عكس المنتخب الوطني الذي خصص حيزا من الوقت لدخول أنصار المنتخب الوطني عند نهاية كل تربص، إلا أن مدرب المنتخب السلوفيني، ماتياز كيك، فضل أن يلغي هذا الأمر تماما ولا يعطيه أي أهمية ليس لأن المنتخب السلوفيني ليس له أنصار يأتون لهذا التربص فحسب، وإنما يريد أن يبقى لاعبوه في هذا الهدوء السائد، والذي يحسب له ألف حساب، كما أن اللاعبون يجدون راحة تامة عند خروجهم من التدريبات ولا أحد يقترب منهم ويطلب منهم صور أو إمضاءات مثلما يعيشه لاعبو الخضر في كرانس مونتانا. فابيان الإيطالي دليلنا وكان دليلنا في هذه المهمة التي لم تكن بالسهلة "فابيان" أحد الإيطاليين الذي أبى إلا أن يبقى إلى جانبنا ويمدنا يد العون ونعم العون الذي منحه لنا، حيث كان له الفضل الكبير في التقاطنا هذه الصور وتطلعنا على المركز التحضيري وعن ما كان يقوم به السلوفينيون من تحضيرات داخل الميدان بعدما تسللنا عبر أحد المنافذ لترقب الأوضاع السائدة للمنتخب السلوفيني وما كان يقوم به في تحضيراته. سرية كبيرة وكأن الأمر يتعلق بمنشأة عسكرية وفضل المدرب السلوفيني والقائمون على هذا المعسكر أن تتم تحضيراتهم هذه في سرية تامة، وكأن الأمر يتعلق بأحد الثكنات العسكرية بأمر من المدرب السلوفيني ماتياز كيك، المعروف بصرامته في العمل، وهذا تخوفا منه من تسرب أي معلومات لمنافسيه الذين يتجسسون عليه. انضباط شديد و لا أحد يتكلم أمام المدرب إضافة إلى هذا، فلم نلاحظ أي لاعب يتحدث رفقة مدربه الذي بقى حاملا صافرته ودفتره يدون فيه كامل ملاحظاته بإنظباط وتركيز شديدين، وذلك طوال الحصة التدريبية التي دامت قرابة الساعة والنصف تقريبا. تركيز رهيب على الكرات الثابتة والأولوية دائما لنجم الإنتير وكان مدرب سلوفينيا يركز على الكرات الثابتة في هذه الحصة، الكرات التي تبقى أحد الأسلحة الفتاكة للمنتخب الوطني وكأنه بذلك يريد محاربة محاربي الصحراء بسلاحهم في أول لقاء، ولكن المثير للانتباه أن جل لاعبي المنتخب السلوفيني يحسنون القذافات الثابثة، فالبعض ينفذها على الجهة اليمنى والأخر على الجهة اليسر وأخرون ينفذونها من الوسط ومن بعيد، والكل يحسن التصرف فيها، سيما نجم أنتير ميلانو الذي ران كريس الذي كان ينفذ جل الكرات الثابتة نحو الرؤوس تارة ونحو المرمى مباشرة بإحكام. لا عمل بدني.. وماتياز كيك يركز على الجانب التقني وفقط واكتفى ماتياز كيك، في هذه الحصة والحصص التي خلت أيضا حسب ما علمناه من أحد السلوفنيين عن طرق دليلنا الإيطالي فابيان، أنه يركز منذ بداية التربص على الجانب التكتيكي والتقني فقط دون الإهتمام البليغ بالجانب البدني الذي يكون مرتاح فيه. تركيز كبير على الهجوم والمدرب يتوقف على كل كبيرة وصغيرة وركز كثيرا المدرب السلوفيني في هذه الحصة على الناحية الهجومية، حيث لاحظنا أن كل اللاعبين يهاجمون، المدافعين منهم والمهاجمون معتمدين على العمل الجماعي والبناء من وسط الميدان، في وقت يبقى فيه المدرب يمد بنصائحه للاعبيه على كل صغيرة وكبيرة موجها إياهم إلى ما كان يستلزم عليه القيام به في هذه اللقطة، وكيفة التعامل معها بكل برودة. إرادة كبيرة لدى اللاعبين والاحتكاكات القوية موجودة وتحذوا اللاعبين السلوفينيين إرادة كبيرة في التدريبات، وليس الصرامة فحسب وكأنهم مقبلين على مباراة نهائي لكأس العالم وليس النهائيات فحسب، وهو ما تضح من خلال الإحتكالكات العنيفة فيما بينهم، والتي يعتمدون فيها على لياقتهم البدنية التي كانت جيدة. التمرينات بكرات جبلاني.. والسلوفنيون "يخلعو" بالقذفات ولعل ما يجب الإشارة إليه، أن جل لاعبي سلوفينيا يحسنون القذف أيضا من بعيد، قدفات مرهبة وتخيف المنافس كلها مصوبة نحو المرمى، وهو الأمر الذي ركز عليه المدرب السلوفيني الذي خص هذا الأمر بحيز هام من الوقت، حيث كان يعود إليه في كل مرة ويطلب من لاعبيه التسديد دون تردد في أي فرصة سانحة لذلك، ومن جهة أخرى كان اللاعبون يلعبون بكرة جبلاني الخفيفة، وهم مركزين على الكرات القصيرة التي لا تقل عن 10 تمريرات فيما بينهم. لا شرطة ولا رجال أمن.. واللاعبون "تقول مقطوعين من شجرة" وقبل أن نصل إلى مكان تربص المنتخب السلوفيني، كنا نتوقع أن نجد رجال أمن، أنصار محدقين به وحتى إعلاميون يترقبون الأحوال هنالك، لكن الأمر كان مخالفا تماما وكأنك في حديقة ولا أحد من السكان فيها لولا الراية التي توحي بأن المنتخب السلوفيني يعسكر هنا. منتخب سلوفينيا يواجه فريق ينشط في الدرجة الرابعة هذا السبت سيواجه المنتخب السلوفيني عشية هذا السبت، ناد سوتيرول المنتمي إلى الدرجة الرابعة من البطولة الإيطالية، والذي حقق الصعود إلى القسم الثالث هذا الموسم ويدخل هذا في البرنامج التحضيري الذي أعده مدرب المنتخب السلوفيني، وكان هذا النادي قد واجه المنتخب الألماني الذي يجري تحضيراته بإيطاليا، وفاز هذا الأخير بنتيجة أربعة أهداف دون رد.