قرر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم جون بيار إسكاليت، تقديم استقالته بصفة رسمية من منصبه يوم 2 جويلية القادم، وهذا على إثر النتائج المخيبة للآمال التي سجلها المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم الجارية وقائعها حاليا بجنوب إفريقيا، بالخروج من الدور الأول بعد خسارتين أمام المكسيك بهدفين لصفر وأمام منتخب البلد المضيف بهدفين لهدف واحد، إلى جانب التعادل مع الأوروغواي في أول لقاء، وبالإضافة إلى هذه النتائج التي جاءت عكس ما كان يأمله الفرنسيون، فقد عرف "الديكة" فضائح بالجملة وعدة مشاكل، حين أقدم المهاجم أنيلكا على سب وشتم المدرب دومينيك على هامش مباراة المكسيك –على حد تأكيد الصحف الفرنسية آنذاك- ما جعل المسؤول الأول عن العارضة الفنية، يقرر طرد هذا اللاعب، وحدثت بعد ذلك ضجة كبيرة، ولم يقلل تصرف دومينيك هذا من حدة المشاكل بل تفاقمت أكثر، بحيث لقي أنيلكا مساندة مطلقة من قبل زملائه الذين قرروا مقاطعة التدريبات، لكن وبعد تدخل بعض الأطراف عاد زملاء هنري إلى التدريبات وخاضوا المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا بصفة عادية، ولم تمر كل هذه الأمور مرور الكرام على رئيس الاتحاد الفرنسي، الذي شعر بأنه طرف في هذا الإخفاق بالرغم من أن كل أصابع الإتهام كانت مصوبة نحو المدرب دومينيك، الذي غادر وترك مكانه للدولي السابق لورون بلان، وبالتالي لابد لإسكاليت من الانسحاب على الرغم من أن أعضاء مكتبه يطالبونه بالبقاء، وسيتم مناقشة هذا الموضوع يوم 2 جويلية القادم. إخفاق الخضر تحمّله سعدان بمفرده وفي مقارنة بسيطة بين ما يحدث في المنتخب الفرنسي وما يحدث للمنتخب الجزائري، نجد بأن كل منتخب حقق نفس النتائج التي لم تكن في المستوى، إلا أنه في فرنسا كل طرف تحمل مسؤولياته الكاملة في هذا الإخفاق، بينما في الجزائر الجميع يتحدثون عن المدرب رابح سعدان فقط، وكأنه هو السبب الوحيد وراء تسجيل النتائج المخيبة للآمال في المونديال الإفريقي، فلا أحد طالب بفتح تحقيق ومناقشة الأمر مثلما يحدث في الدول المتقدمة، بل مباشرة حكموا بالإعدام -إن صح التعبير- على الشيخ سعدان وحملوه المسؤولية بمفرده والبقية لم يتم التحدث عنها إطلاقا، لكن إن أردنا معرفة الأسباب الحقيقية فعلينا أن نحاسب الجميع أو نطوي هذا الملف بصفة نهائية إذ هذا ما يعتبر المنطق الحقيقي. تصفيات أمم إفريقيا على الأبواب ويجب ترتيب البيت قبل فوات الأوان من جانب آخر، فإن تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012 ستنطلق عن قريب (4 سبتمبر القادم أول لقاء أمام تنزانيا) وبالتالي لابد من ترتيب الأمور داخل المنتخب الوطني قبل فوات الأوان وعدم تكرار نفس الأخطاء السابقة، فما حدث بعد نهائيات كأس إفريقيا 2004 لايزال راسخا في أذهان الجميع، حيث تم التضحية حينها بسعدان وتم جلب المدرب البلجيكي واسيج، مما جعل المنتخب الوطني يدخل نفقا مظلما وهو الذي غاب بعدها عن كأس إفريقيا مرتين متتاليتين.