صرح لنا اللاعب السابق لاتحاد العاصمة، ناصر ڤديورة، والد لاعب وسط ميدان المنتخب الوطني عدلان، أنه راضٍ عن الأداء الذي قدمه ابنه خلال الدقائق القليلة التي لعبها في المونديال، وتكلم أيضا عن الوجه الذي ظهر به المنتخب الجزائري خلال المباريات الثلاث التي لعبها في الدور الأول من كأس العالم الجارية حاليا في جنوب إفريقيا. في البداية كيف تقيّم أداء عدلان مع المنتخب الوطني إلى حد الآن؟ صراحة لا أستطيع تقييم أداء ابني، فهذا قد يقلل من مصداقية رأيي بالنسبة للمتتبعين، وأظن أنه على التقنيين تقييم أداء اللاعبين المشاركين في المونديال بأكثر موضوعية. هل أنت راضٍ عن مردود عدلان في الدقائق القليلة التي شارك فيها مع المنتخب الوطني في المونديال على الأقل؟ الحقيق أن مشاركة ابني مع المنتخب الوطني وتقمصه للألوان الوطنية كان حلما بالنسبة لي والحمد للّه تحقق هذا الحلم بمشاركته في أكبر منافسة كروية، وفيما يخص المردود الذي قدمه عدلان في المونديال، فراضٍ عنه إلا أنه كان باستطاعته تقديم الأفضل لو أتيحت له فرصة المشاركة أكثر، فالدقائق القليلة التي منحه إياها المدرب الوطني لم تكن كافية للبروز أمام أكبر المنتخبات العالمية، فالمنتخب الإنجليزي ليس من السهل مجابهته في وسط الميدان، فهو يمتلك أرمادة من اللاعبين الكبار أمثال فرانك لامبارد و جيرارد، وأظن أن عدلان كان في المستوى خلال ربع الساعة التي لعبها بالرغم من أنها لم تكن كافية لفرض نفسه خاصة وأن المنتخب كان يلعب بخطة دفاعية. بخصوص المنتخب الوطني هل تظن أن الأداء كان في مستوى بطولة عالمية؟ لقد كان أداءً في المستوى، جماعيا كانوا جيدين على مستوى الخطوط الثلاثة، بالرغم من أن طابع المواجهات كان يرفض انتهاج خطة دفاعية، هذه الأخيرة منعت الخط الأمامي من تقديم أداء راق وأريد أن أضيف شيئا .. تفضل .. واجهنا أقوى المنتخبات العالمية، فسلوفينيا حسب رأيي هي برازيل أوروبا وتلعب كرة جميلة، إضافة إلى المنتخب الأمريكي الذي تعود على المشاركة في المونديال واكتسب خبرة كبيرة في المنافسات العالمية، عكس المنتخب الجزائري الذي يملك عناصر شابة ولعب المونديال بعد غياب دام 24 سنة، بغض النظر عن المنتخب الإنجليزي الغني عن كل تعريف والذي كان مرشحا للذهاب بعيدا في المونديال الإفريقي، إلا أن سوء الحظ لعب دوره في مشوار أشبال المدرب فابيو كابيلو. لكن المنتخب الجزائري احتل مؤخرة الترتيب في مجموعة تعد الأضعف في المونديال؟ أنا ضد الألسن التي تقلل من إنجاز المنتخب الجزائري بتحقيقه نقطة تعادل أمام المنتخب الإنجليزي فقط، فبعد خروج الإنجليز والأمريكان من الدور الثاني تهجمت بعض الأطراف على أداء المنتخب الجزائري وراحت تقلل من حجم الإنجاز، وأذكر أن المنتخب الأمريكي قدم مباراة كبيرة أمام منتخب غانا، وصمد أمامه إلى غاية الوقت الإضافي، أما المنتخب الإنجليزي فإن سوء التحكيم لعب دورا في إقصائه أمام المنتخب الألماني بعد هدف لامبارد الذي لم يحتسبه الحكم الأوروغواياني، وعلى ما أظن فإن المنتخب الجزائري قدم مستوى لا بأس به بالنظر إلى الظروف التي مر بها قبل المونديال. ماهي هذه الظروف؟ الكل يعلم الفترة الماراطونية التي تم فيها اقتناء اللاعبين المعنيين بالمشاركة في المونديال الإفريقي، إذ لا يمكن خلق الانسجام بين لاعبين لا يتعارفون فيما بينهم خلال شهر واحد فقط، أضف إلى ذلك الإصابات التي كان يعاني منها لاعبونا، إذ عوض التحضير للمونديال من الجانب الفني كنا في سباق ضد الزمن من أجل استرجاع اللاعبين المصابين، والأكثر من ذلك فإن غالبية ركائز المنتخب الوطني عانت من نقص المنافسة بعد التهميش الذي فُرض عليهم في أنديتهم، كل هذه العوامل شكلت عائقا منع تألق اللاعبين بشكل أفضل خلال المونديال الحالي. ماذا كان ينقص الخضر من أجل تسجيل الأهداف؟ أظن أن طابع المقابلات جعل الناخب الوطني يعتماد على خطط دفاعية، فاللعب ضد لاعبين من حجم واين روني وفرانك لامبارد يدفعك للرجوع إلى الخلف، إضافة إلى نقص الخبرة إذ أن أغلب لاعبينا لم يسبق لهم المشاركة في منافسة من حجم المونديال، بالإضافة إلى نقص الانسجام، كل هذه النقائص أثرت على الأداء الجماعي للمنتخب، ما أدى بتراجع اللعب الهجومي، لذا فعلى الطاقم الفني تصحيح الأخطاء ورفع التحدي قبل تصفيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق شهر سبتمبر المقبل، حيث سنواجه المنتخب المغربي القوي. بخصوص عدلان، ألا تظن أن كسب مكانة أساسية يبقى صعبا في ظل تواجد الثنائي يبدة ولحسن؟ أريد أن أوضح لك شيئا، هو أن التنافس لا يوجد في المنتخبات الوطنية بل نجد هذا في الأندية فقط، فالمنتخب الوطني يمتلك لاعبين يملكون نفس المستوى ويتم استعمال اللاعبين حسب طابع المقابلات والخطط التكتيكية التي يعتمد عليها المدرب الوطني، وأعتقد أن عدلان قدم ما كان مطلوبا منه خلال الدقائق القليلة التي شارك فيها، بالرغم من أنها لم تكن كافية لإثبات إمكاناته الكاملة، ومن جهة أخرى، فإن المنتخبات الوطنية لا تعترف بلاعب أساسي بل تختلف التشكيلة التي يعتمد عليها المدرب باختلاف المباريات وهذه هي معالم الكرة الحديثة. في الأخير هل وصلت عدلان عروض من أندية أخرى بعد الأداء الجيد الذي قدمه خلال المونديال؟ صراحة لست على علم بهذه الأمور، لأن العائلة بصدد الدخول في عطلة بعد التعب الذي نال منا في جنوب إفريقيا، لكن عدلان لايزال مرتبطا بعقد مع نادي وولفرهامبتون الإنجليزي إلى غاية 2012، وأستبعد أن تكون لديه اتصالات من أندية أخرى.