مع انتهاء كأس العالم، وخروج المنتخب الوطني من الدور الأول لمنافسة كأس العالم، يجب استخلاص الدروس جيدا، وإظهار الحقيقة كاملة للجزائريين، والذين علقوا آمالا كبيرة على المنتخب الوطني، لم يكن العديد من اللاعبين أهلا لها. فلقد أكدت لنا بعض المصادر من داخل المنتخب الوطني، أن أشياء كثيرة حدثت في تربص الخضر يندى لها الجبين، مما يظهر الغياب الكامل لروح المسؤولية، وخاصة الإنضباط، وهذا ما عجل بخروجنا من الدور الأول من كأس العالم، وبحصيلة هزيلة، فلقد كان بإمكان الخضر أن يحققوا نتائج أفضل، لو ركزوا على لعب كرة القدم وفقط، ولا يشغلوا أنفسهم بالأمور الجانبية التي أثرت على مستواهم. ولقد تحدثت لنا المصادر التي تناقلت لنا الخبر، بكثير من الصراحة، عن أحداث وإنزلاقات خطيرة جدا حدثت داخل المنتخب الوطني، والتي لا يمكن أبدا حصرها في هذا المقال، ولكن يمكن القول إنها أثرت كثيرا على تركيز المنتخب الوطني. ومن بينها، أن لاعبا في المنتخب الوطني، والمحسوب من الكوادر، كان يشرب "الشامبانيا" عاديا وأمام الجميع، وغير مبال بأي شخص، مستغلا أقدميته في المنتخب الوطني، ليقوم بكل ما يحلوا له، ولم يجد أي رقيب أو حسيب يفرض عليه النظام، وغير مراع أبدا أنه يمثل فريق جزائري مسلم. ولقد أكدت لنا هذه المصادر أن المرافق الذي وضع تحت تصرف المنتخب الوطني من طرف الفيفا، وهو صومالي الأصل ومتدين أيضا، اندهش كثيرا من هذه التصرفات، رغم أنه كان يعتقد في بادئ الأمر أن منتخبا مسلم لا تصدر منه مثل هذه الأشياء. التدخين في حضرة سعدان وجلول التدخين بين اللاعبين كان حاضرا بقوة داخل تربص المنتخب الوطني، فالعديد من اللاعبين كانوا يدخنون فيما بينهم، ولكن الشيء الذي يبقى غير مفهوم حسب هذه المصادر، هو أن هؤلاء اللاعبين الأمر كان متداولا أمام المدرب الوطني رابح سعدان ومساعده زهير جلول، ولم يتم أبدا الوقوف في وجههم، أو رفض تصرفهم، رغم أنه من المتعارف دوليا رفض مثل هذه الأشياء داخل المنتخب الوطني. ولم يفهم السبب من وراء ذلك، رغم ما له من أضرار كثيرة على صحة اللاعبين، والذين كانوا أمام منافسة كبيرة مثل المونديال، فهل تم السماح لهم من طرف سعدان بذلك، أم أن الأمر يتعلق بفرض هؤلاء الشلة من اللاعبين لموقفهم على موقف سعدان. قبل مواجهة هامة أمام أمريكا البعض "ساهر" للثالثة صباحا مع "الفايس بوك" وما يظهر سياسة التسيب الكبيرة التي كانت حاضرة في تربص المنتخب الجزائري، هو سهر اللاعبين إلى أوقات جد متأخرة من الليل، وقبل مباريات مهمة، فالعديد من لاعبي المنتخب الوطني، كانوا مدمنين على الموقع الإجتماعي "فايس بوك"، ويقضون ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، تتعدى في كثير من الأحيان الثالثة صباحا. وكان المدرب الإنجليزي كابيلو قد فرض على اللاعبين في المونديال الماضي عدم استعمال "الفيس بوك" بعد الحادية عشر ليلا، إلا أن سعدان لم يفرض نفس الشيء على لاعبيه، رغم معرفته بالخبر. وكان مدمنو "الفايس بوك" في المنتخب الوطني، لا يعيرون أهمية حتى للأيام التي تسبق مباريات الخضر، بل يسهرون مع هذا الموقع على شبكة الأنترنيت لساعات متأخرة، وهو ما حدث أيضا من قبل في الليلة التي سبقت مباراة أمريكا. لاعبون يتلقون التعليمات من المدرب والموسيقى في الأذن سعدان والذي فشل فشلا ذريعا كالعادة في فرض الإنضباط داخل المنتخب الوطني، لم يستطع حتى أن يفرض القليل منه، حسب المصادر التي تناقلت لنا هذه المعلومات، ومن بين ما كان يحدث في الكواليس، أن العديد من لاعبي المنتخب لم يكونوا يعيرون أي أهمية للكلام الذي كان يقوله المدرب الوطني، ولا لتعليماته، وكانوا يلعبون مثلما يشاؤون عندما يدخلون إلى الميدان. ولقد كان العديد منهم في المنتخب الوطني يضعون سماعات أذن للإصغاء للموسيقى، في الوقت الذي كان فيه المدرب يقدم تعليماته للاعبين، وهذه أمور لا تحدث في منتخبات أخرى غير المنتخب الجزائري. البعض يشارك "بالذراع" ويلعب مثلما يشاء ولم يكن سعدان بإمكانه أن يفرض كامل أرائه على كل اللاعبين في المنتخب الوطني، بل صلاحياته كانت تفرض على أقلية فقط داخل المنتخب الوطني، لأن هناك لاعبين لم يكن بإمكانه أبدا أن يفرض عليهم قراراته، لأنهم يلعبون في التشكيلة الأساسية، سواء تصاعد مستواهم أو نزل، ويخرجون في الوقت الذي يشاؤون فيه، ولم يكن سعدان بإمكانه أبدا أن يحيلهم على مقاعد الإحتياط، فرغم التراجع الرهيب لمستواهم إلا أنهم لعبوا عاديا في هذا المونديال، والمنتخب عموما هو الذي دفع الفاتورة بالإقصاء بسبب رغباتهم الشخصية في البروز. سعدان لا يملك أي سلطة وروراوة كان يهدئ الأمور حتى يجنب المنتخب فضيحة فرنسا ولقد كان التربص الطويل الذي أجراه المنتخب الوطني قبيل المونديال، مليئا بالمشاكل ما بين اللاعبين، ورغم أن الطاقم الفني للمنتخب الوطني كانت له الصلاحيات في فرض النظام، إلا أنه هذه المصادر أكدت لنا أن سعدان لم تكن له أي سلطة داخل المنتخب، وكان روراوة في كل مرة هو الذي يخمد نار الفتنة بينهم، حتى يتجنب الفضيحة كالتي حدثت مع المنتخب الفرنسي. لاعب من الجدد "حب يفهم" وجد نفسه معزولا رغم إمكاناته الكبيرة ومن بين الأمثلة الكبيرة والتي لا حصر لها، أن أحد اللاعبين في المنتخب الجزائري من الجدد، والذي حاول أن يغير ولو القليل من الأمور التي كانت سيئة، أنه وجد نفسه معزولا وفي الإحتياط، رغم أنه يملك إمكانات بدنية وفنية كبيرة جدا، وكان الأجدر بأن يكون أساسيا في المونديال، ولكن موقفه من هذه الأمور جعله بعيدا عن التشكيلة الأساسية. أمور أخرى كثيرة حدثت في تربص المنتخب الوطني، لا حصر لها، وكانت مؤثرة بشكل كبير على مستوى الخضر في كأس العالم.