استخلص الفنيون والمختصون في شؤون الكرة الجزائرية العديد من العبر والخلاصات بعد خروج الجزائر من الدور نصف النهائي من أمم إفريقيا بأنغولا ,2010 حيث إن الكل اتفق أن مردود الخضر لم يكن مستقرا على حال، فبعد أن لعب مباراة خارج الإطار، عاد وانتفض أمام كل من مالي وحتى كوت ديفوار عملاق الكرة الإفريقية، قبل أن يعود المستوى للنزول إلى الحضيض أمام المنتخب المصري الذي عرف من أين تؤكل الكتف ولقن الخضر درسا في كيفية تسيير مباريات من حجم نصف نهائي كأس أمم إفريقيا. وعليه، فإن أسبابا كثيرة يمكن لنا أن نضعها في الحسبان لتشريح هذا المستوى المتقلب، فإلى جانب الحراراة والرطوبة الكبيرتين التي لا يمكن أن نضعها في خانة الأسباب الحقيقية، لأن جميع المنتخبات كانت تحت طائل نفس الأجواء المناخية، غير أن السبب الحقيقي وراء ذلك -حسب الفنيين- هو مزاج اللاعبين المتغير والمتقلب والذي انقلب معه المستوى العام للمنتخب على مر المباريات التي لعبها فلا يعقل أن ينزل الخضر إلى مستوى محدود كالذي ظهر به أمام مصر، في وقت لعب مباراة كبيرة أمام كوت ديفوار صنفها الأخصائيون الأحسن في كأس أمم إفريقيا في كل شيء، وهنا يأتي دور المدرب الذي على ما يبدو لم يحفظ دروس السابق فيما يخص تسيير المجموعة أو الضرب بيد من حديد، فكان ضلا لنفسه في كل شيء فلو لم يكن إلى جانبه شخص مثل روراوة الذي يعرف جيدا كيف يتعامل مع اللاعبين، كيف سيكون حال المنتخب وهو ما ظهر جليا في تربص كاستيلان بفرنسا، حيث صال اللاعبون وجالوا في محاولة لفرض أنفسهم على الناخب الوطني قبل أن يأتي روراوة ويسكت ألسنة المتعالين. الضرب بيد من حديد ضرورة قصوى يا ''شيخ'' بالمقابل من ذلك، يبقى عيب رابح سعدان الأوحد ضعف شخصيته أمام اللاعبين وعدم توفيقه في تسيير المجموعة وهو ما حدث له فعلا في دورة كأس العالم بمكسيكو التي لم يستطع فيها الوصول بالمنتخب إلى الدور الثاني، رغم أن المجموعة التي كانت تحت يديه كانت الأحسن في الأجيال التي تعاقبت على المنتخب الوطني، فمشكل سعدان أنه لا يستطيع توقيف بعض كوادر الفريق والمتمثلة في لاعبين أو اثنين والذين يمارسون قوانينهم على المجموعة ككل. سعدان يجد صعوبة في قراءة المباريات بالمقابل من ذلك، لا زال رابح سعدان يجد صعوبة كبيرة في قراءة المباريات وهو ما حصل فعلا في لقاء المنتخب المصري، حيث فشل الناخب الوطني عندما خرج حليش بالبطاقة الحمراء، حيث عجز عن إيجاد التوازن في الفريق ككل وهو ما ترك بعض الأروقة والشوارع في الفريق، ما استغله حسن شحاتة أحسن استغلال دون تناسي الطريقة التي لعب بها مدرب المنتخب المصري في بداية المواجهة والتي اعتمدت على الضغط المتقدم وهو ما أربك كثيرا الخضر. اختياراته للتشكيلة الأساسية تطرح العديد من التساؤلات تبقى اختيارات الشيخ رابح سعدان تطرح العديد من التساؤلات، سيما في المباريات الهامة والتي تحتاج للاعبين جاهزين من الناحية البدنية وحتى النفسية وأنا أتصور أن رابح سعدان كان يعلم جيدا أن زياني لم يكن في كامل إمكانياته بعد مباراة كوت ديفوار، لكنه أدخله أمام مصر وكانت العواقب وخيمة.. الأمر من ذلك أن مباراة نيجيريا التي من المفروض أن يشرك فيها الفريق الرديف بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، فضل فيها سعدان الإبقاء على بعض ورقاته ليست الرابحة بل المفروضة عليه كزياني، منصوري وحتى غزال الذي يبقى اللغز المحير. روراوة.. الغصن الذي يتشبث به سعدان في وقت الشدائد وأكدت الأيام التي تعاقبت على المنتخب الوطني، أن محمد روراوة يبقى الغصن الذي يتشبث به رابح سعدان في كل مرة يفشل فيها في حل بعض المشاكل مع اللاعبين الذين كثيرا ما يريدون فرض منطقهم في الرسم التكتيكي أو حتى الاختيارات، غير أن تواجد روراوة إلى جانب المنتخب في دورة أنغولا ساعدت كثيرا الشيخ على تخفيف الضغط عنه. الفريق لا يعرف الدفاع بطريقة جماعية تلقى المنتخب الوطني لكرة القدم عشرة أهداف كاملة وهي نسبة كبيرة بالنسبة لحط دفاع فريق وصف بأنه من حديد في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا، لكن المشكل هو التغيير المتواصل في خطط اللعب، إلى جانب عدم قدرة المجموعة على الدفاع بطريقة جماعية، لا سيما بين خط الوسط والدفاع، حيث كان لزاما على الخط الأول أن يكون أحسن وهو ما لم يحدث، إلى جانب الخلل الكبير في الرواقين والمهاجمين الذين كثيرا ما يتناسوا مهامهم الدفاعية. الهجوم النقطة السوداء يبدو أن الجزائر مكتوب عليها مع الفريق الحالي للخضر عدم تواجد خط هجوم من العيار الثقيل يكون في نفس مستوى الدفاع، حيث تبقى الكرات الثابتة سلاح الخضر في ظل غياب نسوج كروية تسمح للمهاجمين بالتسجيل دون تناسي عدم وجود أسماء قادرة على صنع الفارق، فعبد القادر غزال أكد أن علاقته بالشباك محدودة جدا.