لا زال الحدث هذه الأيام يصنعه الحديث عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني بين مواصلة سعدان لمهمته، والذي بدأ يتأكد من يوم لآخر بعد الأخبار التي تسربت من مبنى دالي إبراهيم بالإضافة، إلى مستقبل مساعديه الذين لا يحققون الإجماع. رغم مطالبة سعدان بالإبقاء عليهم ليبقى الحدث البرز الذي ينتظره الجميع في الجزائر و وسائل الإعلام العالمية التي وجدت في الموضوع مادة دسمة لملأ صفاحاتها والتدخل في شؤون الكرة الجزائرية، إلا أن الغموض لا زال قائما والحسم ما زال بعيدا بعد عدم عودة رئيس الإتحادية روراوة من جوهانسبورغ، وتمسك سعدان بعدم الكشف عن قراره إلا بعد الاجتماع بالحاج روراوة، و بعد مرور أكثر من 10 أيام على اختتام مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي تفصلنا عن نهايتها أيام قليلة فقط، بدأت المنتخبات الأخرى في تقييم مشاركتها في المونديال والفصل في مصير الطاقم الفني، إما بالإبقاء عليه أو تعويضه بأسماء جديدة مثل ما هو عليه الحال مع الكثير من المنتخبات التي لم تحقق الهدف المسطر قبل المشاركة في المونديال. إلا أن الجزائر يبدو أنها لم تستثمر من المشاركة في المونديال لتتطور في التعامل مع هذه المسائل، خاصة أن في الدول المتقدمة لا تحتاج إلا ليومين أو ثلاثة على الأكثر. إيطاليا، فرنسا، اليونان انتظرت 24 ساعة لتعلن عن الاسم الجديد الأمثلة عديدة فالكثير من المدربين غادروا العارضة الفنية للمنتخباتهم على غرار الإيطالي ليبي المتوج بكأس العالم 2006،والذي تحمل مسؤولية الإخفاق الذي حققه الآزوري في جنوب إفريقيا ليستقيل مباشرة بعد ذلك، ولم تنتظر الإتحادية الإيطالية كثيرا وعينت المدرب السابق لفيرونتينا الإيطاي برانديلي خلفا له ليباشر العمل على رأس المنتخب الإيطالي، نفس الشيء بالنسبة للمنتخب الفرنسي الذي غادر المونديال على وقع الفضائح والمشاكل التي حدثت بين دومينيك و اللاعبين، والتي أدت إلى استقالة جماعية بدايبة من المدرب إلى رئيس الإتحاد الفرنسي وكل الطاقم الفني والإداري للمنتخب الفرنسي، ورغم ذلك لم ينتظر الإتحاد الفرنسي كثيرا ووجد الخليفة المناسب المتمثل في لوران بلان الفائز مع الديوك بكأس العالم 98، والذي أشرف على بوردو في آخر موسمين، مدرب آخر غادر العارضة الفنية لمنتخب بلده رغم اشرافه على تدريب اليونان لأكثر من 7 سنوات، ألا وهو ريهاغل الفائز بالأورو 2004 والذي استقال مباشرة بعد خروج المنتخب اليوناني من الدور الأول. دونغا ينسحب بعد مباراة هولندا، مارادونا طلب 48 ساعة و سعدان 3 أسابيع أمر آخر يستلزم الوقوف عنده و هو إعلان مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا الإنسحاب من على رأس الجهاز الفني للسيليساو مباشرة بعد اللقاء الذي شهد خروج أبطال العالم 5 مرات من الدور الربع النهائي على يد المنتخب الهولندي، لتتصل الإتحادية البرازيلية بالمدرب سكولاري وتعرض عليه الإشراف على العارضة الفنية في اليوم الموالي، وكذلك مارادونا الذي انسحب من تدريب منتخب التانغو و طلب فقط 48 ساعة لتقديم الاستقالة كتابيا للإتحاد الأرجنتيني. والأكيد أن الخليفة موجود و سيعلن عنه في الساعات القادمة، وعلى عكس هذين الاسمين الذان يشرفان على قطبي الكرة العالمية لا يزال سعدان لم يتخذ قراره رغم مرور 10 أيام، وطلب مهلة 3 أسابيع للحسم في أمر بقاءه ليظهر أن الجزائر لا زالت بعيدة عن الاحتراف الحقيقي في مثل هذه الأمور ولا ندري إذا طلب وقت آخر بعد تاريخ 15 جويلية الذي حدده سعدان. روراوة فضل البقاء في جنوب إفريقيا لأغراض شخصية من جهة ثانية و رغم أنه صاحب القرار والكلمة في مسالة الاحتفاظ بسعدان أو التخلي عنه تعود إليه، إلا أن رئيس الإتحادية الجزائرية فضل البقاء في جنوب إفريقيا لأنه معين من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم، ليكون ملاحظا في أربع مباريات خلال كأس العالم (بقيت مباراة إسبانيا–المانيا) إلا أن هذه المهمة لم توكل إلى روراوة بحكم منصبه كرئيس للإتحادية الجزائرية لكرة القدم بل لحكم منصبه في الإتحاد الدولي والإفريقي لكرة القدم الذي يعد أحد أعضاء مكتبه، و من هنا يمكن التأكيد أن مهمة روراوة شخصية وتتعلق به هو كشخص وليس للجزائر ،وكان عليه أن يفصل في أمور أكثر أهمية مثل قضية الناخب الوطني التي تشغل بال الجميع وأصبحت قضية رأي عام. و بعدها التفرغ لأموره المهنية الشخصية. التزاماته المهنية لا يجب أن تمر قبل مصلحة المنتخب ومن باب تقديم المصلحة الوطنية قبل الشخصية في خدمة الكرة الجزائرية نستخلص شيئا واحداوهو أنه كان على روراوة العودة إلى أرض الوطن والاجتماع بسعدان ولو ل48 ساعة للفصل في هذه القضية الشائكة، وبعدها يتفرغ لأموره المهنية أو الشخصية ولا يحعل كل هذا السوسبانس والأقاويل حول مستقبل الخضر،خاصة أن منتخبنا سيكون على موعد مع انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2012 في الرابع من سبتمبر القادم، ولا نملك الكثير من الوقت للتأخر في الإعلان عن هذه الأمور و الإقتداء على الأقل بالمنتخبات العالمية التي احتككنا بها في كأس العالم والأستفادة منهم على المستوى الإداري و ليس الفني فقط. تأجيل اجتماع المكتب الفيدرالي من 10 إلى 15 جويلية يكشف العيوب وعكس ما كان مقررا قبل المشاركة في كأس العالم حين حدد تاريخ 10 جويلية لاجتماع المكتب الفيدرالي برئاسة الحاج روراوة لبحث مختلف القضايا وتقييم المشاركة الجزائرية في كأس العالم من كل النواحي، تأجل هذا الموعد إلى تاريخ آخر وهو 15 جويلية أي بعد عودة روراوة من جنوب إفريقيا، وبعد مرور 3 أسابيع عن عودة سعدان إلى أرض الوطن ليكشف مرة أخرى سياسة التأجيل والبريكولاج التي تخيم للأسف على الكرة الجزائرية، و لم تمحها حتى المشاركة في المونديال الذي كنا ننتظر منه نتائج كثيرة ليس على المستوى الفني بل على الجانب الإداري والتسييري والذي من المنتظر أن يمس كل هياكل الإتحادية الجزائرية وليس فقط تطور المنتخب الوطني في أداءه ولاعبيه ليبقى البريكولاج يميز الجانب التنظيمي. أقل من شهرين على بداية التصفيات والإتحادية لازلت لم تفصل في أمر الجهاز الفني كما أن كل هذا التأخر في الفصل في مستقبل العارضة الفنية للمنتخب الوطني من خلال تدعيم الطاقم أو الإحتفاظ بنفس الأسماء أو حتى جلب مدرب جديد رغم أنه مستبعد إلا أننا في الجزائر وتعودنا على كل شيء، إلا أن الأهم يبقى الفصل في القرار لأن الوقت ليس بيدنا و بقاء أقل من شهرين عن اللقاء الأول الرسمي أمام المنتخب التانزاني هنا بالجزائر وشهر على اللقاء الودي أمام المنتخب الغابوني الذي من المنتظر أن يكون الطاقم الفني الجديد أن يباشر عمله ولا يكتفي بالملاحظة، خاصة بعد اتحاق البلجيكي قريتس بالعارضة الفنية للمنافس الأول للمنتخب الوطني في رحلة التصفيات المنتخب المغربي. ملفات ساخنة في انتظار روراوة و تجديد المكتب من الأولويات بالإضافة إلى أهم ملف ينتظر روراوة مباشرة بعد عودته و هو الحسم مع سعدان، هناك عدة قضايا من بينها موضوع الاحتراف والفوضى الكبيرة التي تسوده بعد تأخر الأندية في إيداع الملفات، موعد إنطلاق البطولة الذي يحدث فتنة بين رؤوساء الأندية الذين لم يقبلوا التاريخ المحدد خاصة أنه لا يتماشى مع البرنامج التحضيري الذي أعده المدربون بعد تزامن ذلك مع شهر رمضان المعظم، وقضية أخرى ساخنة هي انسحاب العضو الفاعل وليد صادي الذي يعد اليد اليمنى لرئيس الإتحادية الجزائرية بالإضافة إلى الناطق الرسمي للإتحادية برجة الذي استقال من منصبه. و عليه سيكون روراوة مطالبا بالبحث عن أسماء جديدة كفأة لتدعيم مكتبه أو إقناع صادي بالعدول عن رأيه والعودة إلى المكتب بعد ما قدمه للكرة الجزائرية منذ إلتحاقه بالفاف.