كانت نهاية المواجهة الودية الأخيرة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الغابوني مناسبة أخرى تؤكد بأن الناخب الوطني رابح سعدان لا يتحكم في المجموعة، وأن الأمور منفلتة منه، فبعد كل المهازل التي جرت في جنوب إفريقيا إثر مشاركة الخضر في نهائيات كأس العالم، أين كان بعض اللاعبين يدخنون ويلهون أمام أنظار الناخب الوطني، ها هي اليوم المناسبة تتجدد أمام أنظار رجال الإعلام وأنصار الخضر الذين كانوا حاضرين بملعب 5 جويلية عقب المشدات الكلامية التي دارت بين الجناح الأيسر للخضر نذير بلحاج وزميله جمال عبدون، اللذان تبادلا الشتائم فيما بينهما وكادت الأمور أن تصل بهما إلى حد التشابك بالأيدي، في الوقت الذي كشفت فيه هذه المباراة أيضا أن التكتلات وسط اللاعبين موجودة وأنه بالرغم من اعتزال رفيق صايفي الذي كانت أصابع الإتهام موجهة إليه في أنه يشكل تكتلات ويفرض رأيه في المنتخب بصفته أقدم عنصر مع الخضر، واعتزال القائد يزيد منصوري إلا أنه قد اتضح بأن في غيابهما أيضا التكتلات موجودة والإنظباط غائب، ما يوحي أن الأمور السلبية تبقى موجودة والأتي ينبأ بالأسوأ مع وجود سعدان. عقلية الكوادر والتكتلات أصبحت ميزة الجميع والهاجس الذي يبقى قائما، أنه في المنتخب الوطني يوجد لاعبون نصبوا أنفسهم ولاة للمنتخب، وأن مكانتهم فيه أساسية ولا نقاش فيها، حتى وإن كان هؤلاء اللاعبين مصابين وغير جاهزين لأخذ مناصبهم، الأمر الذي جرى مع زياني في أكثر من مرة، آخرها كانت في نهائيات كأس العالم، وبالرغم من أن هذه المباراة كانت ودية، غير أن بعض من اللاعبين أكدوا أنهم لا يرضون بكرسي الإحتياط على غرار بلحاج الذي كانت مشاركته شكلية وما كان ليتقبل التغيير ولاعبين أكدوا أنهم محڤورين على غرار جمال عبدون الذي أثبت عن أحقية مكانته . اللعب الفردي يطغى على المجموعة وطغى في مباراة الغابون اللعب الفردي لأغلبية لاعبي المنتخب، فكل لاعب راح في هذه المباراة يستعرض فنياته حتى يشد انتباه الجمهور، متناسيا أن النتيجة في هذه المباراة كانت مهمة لرد الاعتبار وطرد النحس. وكان المتضرر الأكبر في هذا اللقاء العائد عبد المالك زياية الذي لم تصله كرات كثيرة من طرف زملائه، رغم تمركزه الجيد وتأقلمه مع المجموعة، إلا أن بعض لاعبي الخضر حاولوا عزل زياية الذي لازال مرفوضا عندهم لأسباب لا يعرفها إلا هم. جلول كالعادة يواصل لعب دور المتفرج وعلى غرار المرات التي خلت، فإن المدرب الساعد زهير جلول الذي يبقى مجرد من أي سلطة يبقى كذلك يتفرج على كل ما يحدث من مهازل في المنتخب الوطني من اشتباكات بين اللاعبين، مؤامرات يتعرض لها بعض اللاعبين من دون أن يعيره هؤلاء اللاعبين اهتماما، في الوقت الذي يبقى فيه دور هذا المدرب يقتصر على إيقاف كل هذه الأمور المخلة بالإنظباط والتي تضرب صلاحيات المجموعة والمنتخب الوطني، وهذا بصفته المدرب الثاني ومساعدته لسعدان تكون على هذا الأمر بصفة خاصة لكن هذا هو حال زهير جلول. إيقاف المهزلة وإعادة الأمور إلى نصابها باتت ضرورة ولأن الجمهور الجزائري بات يدرك أن سعدان لا يتحكم في المجوعة راحوا يدعون ويلحون على الرجل الأول للكرة الوطنية محمد روراوة بإيقاف هذه المهازل وإعادة الأمور إلى نصابها، بفرض نظام صارم على اللاعبين بنفسه أو إيجاد حل أخر يراه مناسبا، في الوقت الذي طالب فيه هؤلاء الأنصار بجلب مساعد محنك يفرض الإنضباط على بعض لاعبي المنتخب كانظباطهم مع أنديتهم الأوربية. اللاعبون نسوا سعدان وأبقوه خارج غرف حفظ الملابس وما يؤكد أن سعدان لم يعد له حضور في المنتخب الوطني، هو الموقف الحرج الذي وقع فيه عقب مواجهة الغابون، حيث وجد نفسه خارج غرف تغيير الملابس ولم يتمكن من الدخول مع أشباله. إذ بقي لمدة طويلة خارج النفق المؤدي إلى غرف حفظ الملابس، مما اضطر إلى الإستعانة بأعوان الأمن حتى يتمكن من الدخول وبصعوبة.