أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية، نهاية الأسبوع المنصرم، أنها خصّصت مكافأة مالية هامة، بقيمة ثلاثة ملايين دولار، لفائدة من يقوم بتوقيف ثلاثة قياديين من تنظيم "القاعدة" أو التبليغ عنهم، ويتعلق الأمر بكلّ من محمد خليل الحكايمة، الملقب ب "أبو جهاد"، وهو قيادي في تنظيم "الجماعة الإسلامية" في مصر، وعبد الهادي العراقي، بصفته "الذراع الأيمن" لبن لادن في بلاد الرافدين، وكذا المدعو عطية عبد الرحمان، بصفته "الفقيه الشرعي وخبير المتفجرات"، وتمّ تقديمه على أساس أنه من المقرّبين لأسامة بن لادن، وأنه عاش بالجزائر لمدة عامين، لعب أثناءها دور "الوسيط" لردإ الصدع والخلافات بين الجماعات الإرهابية المسلحة. وحسب جريدة "الشرق الأوسط" الصادرة بلندن، فإن شهادات وإعترافات لعدد من "الإسلاميين الأصوليين"، من بينهم الليبي "إبن عثمان"، أكدت أن عطية عبد الرحمان (37 سنة)، إنفصل عن تنظيم "القاعدة" مباشرة بعد عامين عاشهما في الجزائر "حاول فيهما أن ينسّق ويصلح الخلافات بين قادة الجماعات الإرهابية المسلحة"، وقال هؤلاء "الرفاق" أن عطية "سجن في الجزائر بأحد معاقل الجماعات المسلحة، وصدرت فتوى بقتله من طرف تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال حين كان حسن حطاب أميرا وطنيا لها"، وحسب نفس الشهادات فإن عطية "إعتقل لمدة أشهر في المنطقة الثانية للجماعة السلفية، لكنه نجح في الفرار مع إسلاميين ليبيين وتمّ الهروب بإتجاه منطقة الأربعاء، قبل أن يغادر الأراضي الجزائرية ويعود إلى أفغانستان في حدود العام 2000". في سياق متصل، قال موقع "مكافأة من أجل العدالة" على شبكة الأنترنيت، أن "القياديين الثلاثة"، تمّ إضافة أسماءهم إلى لائحة دولية تضمّ أكثر "الإرهابيين" المطلوبين من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، ونائبه ايمن الظواهري، وآخرين، وقالت بهذا الصدد، نفس الموقع التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن "القيادي الليبي"، المدعو عطية عبد الرحمان، "إنضم إلى تنظيم القاعدة في سن مبكرة في أفغانستان خلال الثمانينات، وكان في نهاية الثلاثينات من العمر، وكان مقربا من أبو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق للقاعدة في بلاد الرافدين، الذي قتل في غارة أمريكية منتصف العام الجاري، خلال وجود الأخير في هراة خلال التسعينات، قبل أن ينتقل إلى العراق". وإعتبرت الخارجية الأمريكية، عطية عبد الرحمان، "خبيرا في المتفجرات وفقيها شرعيا ومسؤولا عن التجنيد والحوارات بين القاعدة والمنظمات المسلحة الأخرى"، وقال موقع "مكافأة من أجل العدالة"، أن عطية "رافق بن لادن في رحلة السفر من إفريقيا إلى أفغانستان، ثم في رحلة الهرب من جبال تورا بورا عقب سقوط حركة طالبان"، ونقلت جريدة "الشرق الاوسط" إستنادا إلى "إسلاميين"، أن عطية كان قد بعث رسالة إلى أبي مصعب الزرقاوي في بغداد قبل أشهر من قتله، "ينصحه بتغيير طريقة عمله في العراق، لأنه يغامر بإزاحته من موقعه كزعيم للقاعدة في العراق، إذا ما واصل عزل الزعماء الدينيين والعشائريين السنّة وإثارة عدائهم وعداء جماعات المتمردين المنافسة"، وأشارت الشهادات إلى أن المبحوث عنه دوليا، أرسل الرسالة من مقرات تنظيم "القاعدة" بإقليم وزيرستان الحدودي بباكستان، وكان "عضو في قيادة بن لادن العليا، وقد وقع الرسالة بإسم عطية بتاريخ 11 ديسمبر الماضي". ج/ لعلامي: [email protected]