كتبت صحيفة "لوموند" في أحد أعدادها أن راغد الشماع يكون قد تلقى من شهر جويلية 2001 إلى شهر أكتوبر من نفس السنة مبلغا إجماليا قدر ب6.9 مليون دولار مقابل خدمات "استشارة" تلقاها عبد المؤمن شخصيا أو أحد فروع مجموعته من رجل الأعمال اللبناني الذي كلف من قبل الخليفة لترقية صورة المجموعة لدى الأنظمة العربية. وجاء اسم راغد الشماع ضمن مجموعة الأسماء التي ذكرها مصفي المجموعة أمام العدالة الفرنسية، ولم يذكر بخصوصها تفاصيل كثيرة، لكنه أشار إلى أن رجل الأعمال اللبناني، ذائع الصيت وسط الحكام العرب والخليجيين بصفة خاصة، يكون هو من أشار على عبد المؤمن خليفة بتوجيه أعماله نحو قطاعات معينة مثل البنوك والخطوط الجوية. وراغد الشماع هو ابن عائلة غنية ارستوقراطية لبنانية مسلمة، ولد بتاريخ 2 مارس 1957 بصيدا لبنان، وعاش بلبنان على غاية سن 18، ثم انتقل إلى المنفى ليضع أمواله هناك ويوسع استثمارات عائلته، سنوات الحرب الأهلية في لبنان، وقد تحصل على الجنسية الفرنسية زيادة على جنسيته اللبنانية، مما مكنه من الإستثمار في مجال الإعلام والاتصال، حيث بدأ بشركة إنتاج سينمائي قبل أن يؤسس سنة 1982 راديو الشرق، الإذاعة التي بدأت محلية تبث على أمواج "اف أم" لتصبح عالمية فيما بعد، بعد أن ركز صاحبها اهتمامه على جمهور المغتربين من المسلمين، وقد تحولت ملكيتها لرئيس الوزراء اللبناني المغتال رفيق الحريري سنة 1993 بعد ما اشترى 80 بالمائة من رأس مالها. وكان من أهم مشروعاته تلفزيون موجه للجالية المسلمة في فرنسا بغلاف قدر وقتها ب18 مليون فرنك فرنسي، ويكون ربما هذا من أسباب التقارب المفاجئ بينه وبين الخليفة. كما أسس الشماع سنة 1995مجموعة "أوروميد" لترقية صور الشخصيات والشركات، وهذه قربته جدا من كل الحكام العرب وحكام الخليج بالدرجة الأولى، وجعلته يحوز على عدد كبير من أعلى أوسمة الاستحقاق من الدول العربية والإسلامية، بل ومكنته حتى من التقرب من الحكام وكثير منهم اختاروا الشماع مستشارا لهم مثل ملك بروناي. وقد قلده الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلى وسام في الجمهورية التونسية في 28 نوفمبر1991، بعد أن قلد في وقت أول من طرف الرئيس اللبناني أمين الجميل. ويشير مسار اللبناني الشماع إلى تعيينه مرتين على التوالي من قبل وزارة الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسية مستشارا للتجارة الخارجية الفرنسية، سنتي 2000 و2004 لفترة 3 سنوات كلاهما. وجاء على لسان السكرتيرة الخاصة لعبد المؤمن خليفة في شهاداتها أمام محكمة البليدة، أن تأثير الشماع على عبد المؤمن كان كبيرا، إلى درجة إملائه عليه طريقة اللبس، هذا اللبناني صاحب النفوذ الواسع وسط الحكام والملوك العرب والمسلمين إلتقاه عبد المؤمن صدفة في إحدى ولائم العشاء بالعاصمة الفرنسية باريس، أين أبدى رجل الأعمال الفرنسي - اللبناني اهتماما كبيرا بصاحب الثروة "الشابة" الذي كان يبحث عن توجيه، ويكون الشماع هو من أشار على عبد المؤمن بتوسيع الإستثمارات إلى مجالات مثل البنك وشركة الطيران، بعد ما لقنه الدروس الأولى في كيفية ترقية صورة رجل الأعمال ابتداء بكتابة سيرة ذاتية تخصه، وهذه التي سطر فيها الخليفة سيرته وتاريخ والده، إضافة إلى الإشارة عليه بمفكرة للشخصيات الهامة والفاعلة وصاحبة النفوذ التي تمكن من ترقية صورته ومضاعفة رقم اعماله، لكن فاتورة ذلك كانت جد ساخنة بالنظر إلى ارقام مصفي مجموعة الخليفة. ويذكر أن راغد الشماع لا يحظى بالصورة اللامعة لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية، خاصة منها "امنستي انترناشيونال"، مثلما يحظى به لدى بلاط الملوك والرؤساء، بسبب علاقته بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وعمله على تلميع صورة الرئيس بن علي بشتى الوسائل مثل موقع الكتروني بتمويل تونسي يتحدث عن الحريات والحقوق في تونس. غنية قمراوي: [email protected]