يستفيد بداية من اليوم سكان وسط العاصمة، من التزود بمياه الشرب بصفة مستمرة 24 ساعة على 24 ساعة، بعد أن دشن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس محطة تحلية مياه البحر بالحامة، التي ستؤمن نهائيا تزويد نحو مليون وقرابة نصف مليون عاصمي بالماء الشروب. هذا المشروع الذي يأتي في سياق سلسلة، محطات التحلية التي برمجت عبر عدد من ولايات الساحل الجزائري، وذلك لحل معضلة التزود بالماء الشروب، من خلال اللجوء الى تقنيات التحلية. وحسب البطاقة التقنية للمشروع فإن الطاقة الإنتاجية لمحطة الحامة تقدر ب 200 ألف متر مكعب يوميا، وهي السعة المقدرة لتغطية حاجة مليون ونصف مليون عاصمي، وبلغت كلفة انجاز المشروع 250 مليون دولار. وقد أشرفت على المشروع شركة سوناطراك، شأنه شأن محطات التحلية التي ستقام مستقبلا، عبر ولايات عدة منها تلمسان والطارف، ومستغانم وكاب جنات وتنس بولاية الشلف.محطة تحلية المياه بالحامة سترفع من تعداد بلديات وأحياء العاصمة التي سيتم تزويدها بالماء الشروب على مدار 24 ساعة دون انقطاع، وقد انطلقت التجارب الأولية لتحلية مياه البحر في جانفي الفارط بحجم أولي بلغ 25 ألف متر مكعب في اليوم، وسيتم رفعه حسب النتائج المحصل عليها، وبعد نجاح التجارب سيتم ضخ المياه المحلاة في شبكة توزيع الماء الشروب بالجزائر العاصمة بحجم أولي يبلغ 75 ألف متر مكعب ابتداء من الشهر القادم.هذا المشروع الذي أنجز بشراكة بلجيكية ومصرية، لفائدة سوناطراك يسجل دعما حكوميا، كون تمويل المشروع وضمان شرائه يتم من قبل سوناطراك، أما ضمان السعر المحدد فيتم من قبل وزارة المالية، وذلك بالنظر الى التعاقد بين وزارة المالية ووزارة الطاقة والمناجم، على النحو الذي تتكفل فيه وزارة المالية بتغطية الفارق بين سعر إنتاج اللتر من الماء المحلي والسعر المحدد من قبل الحكومة، تفاديا لوصول سعر الماء بالسعر الحقيقي غير المدعّم.وقد تم إنجاز مشروع الحامة الذي تم تمويله حسب نمط تمويل المشاريع بمبلغ 250 مليون دولار من قبل الشركة الامريكية "جي اونيكس" التي تمتلك كذلك 70 بالمائة من رأس مال الشركة المكلفة باستغلال وصيانة هذا المصنع. وتعود نسبة 30 بالمائة الباقية إلى الشركة الجزائرية للطاقة وهي شركة مختلطة تم تأسيسها من طرف مؤسستي سوناطراك وسونلغاز. أما فيما يخص سعر تنازل سوناطراك عن هذه المياه لمؤسسة الجزائرية للمياه، فقد حدد بنحو 59 دينارا (82ر0 دولار) للمتر المكعب (1000 لتر)، بيد أن التسعيرة النهائية بالنسبة للمستهلك ستكون دون هذا السعر بما أن الخزينة ستتكفل بدفع الفارق بين السعر الحقيقي عند التنازل والسعر المحدد للمستهلكين. ومع انطلاق تشغيل هذه الوحدة، سيرتفع حجم إنتاج المياه المحلاة إلى 290 ألف متر مكعب في اليوم مع إنتاج وحدة التحلية بكرامة التي انطلقت منذ سنة 2006، وستعزز بوحدتين اخريين في 2008، ويتعلق الأمر بوحدة سكيكدة ووحدة بني صاف لإنتاج 200 ألف متر مكعب في اليوم.