إعترف أمس، مدير وكالة الحراش لبنك الخليفة وأحد المتهمين في قضية الخليفة الجاري محاكمة المتورطين فيها بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة أن إظهار بطاقة زيارة مديرة الخليفة للطيران سكينة طيبي كان كاف لسحب أزيد من 6 مليون و500 ألف دينار من وكالة الحراش وتوجيهها لصاحبة البطاقة عبر أحد الأشخاص الذي ترسله لاستلام المبالغ المطلوبة، وفيما أكد أن بطاقة الزيارة كانت كافية كقاعدة مرجعية لتلبية رغبات المديرة قال أن عبد المؤمن خليفة أصدر أوامره للإعتماد على بطاقة زيارة المعنية التي سبق وأن سلمه واحدة لتسليمها المبالغ التي تطلبها. وقال "ع. جمال"، الذي شغل منصب مدير بنك وكالة الحراش أن تسليم الأموال بواسطة استظهار بطاقة زيارة المعنية كان نزولا عند أوامر الرئيس المدير العام عبد المؤمن خليفة شأنها شأن الأموال التي سلمت للأشخاص الذين حدّد أسماءهم. وإن أكد بأنه بذل جهودا حثيثة لإقناع مدراء المؤسسات العمومية والخاصة بإيداع أموالهم لدى الوكالة التي يديرها في مقابل نسب فوائد عالية ومغرية جدا، فقد رفض الاعتراف بأن بطاقات "إعادة التأهيل البدني" التي وزعت على قائمة كبيرة ضمّت أسماء 39 مديرا لشركات عمومية لتسهل مهمة توفير الخدمة لهم بمركز العلاج بمياه البحر "طلاسو" بسيدي فرج كانت عبارة عن هدايا قدمت كمجاملات نظير إيداع أموال شركاتهم بوكالة الحراش. المتهم الذي استمعت أمس لأقواله رئيسة محكمة الجنايات فتيحة ابراهيمي لم يكن يشغل مهمة مدير وكالة فقط، بل تعدت مهامه إلى العلاقات العامة لمجمع الخليفة، حسب الحقائق التي واجهته بها القاضية، حيث كان يقوم المتهم بتحديد مواعيد للجمع بين الزبائن الكبار للوكالة والرئيس المدير العام لبنك الخليفة، وحدث أن شكلت هذه اللقاءات بوابة لفتح مجال التعاون بين هؤلاء والمتهم الرئيسي في قضية الخليفة. كما قام المتهم بإبرام عقد وقعه مع مركز العلاج بمياه البحر "طلاسو" الذي تأسس في القضية كطرف مدني، غير أن المتهم وقع العقد من موقعه ممثلا عن مجمّع الخليفة وليس مديرا للوكالة البنكية. هذا العقد الذي شكل "طعما" لإغراء مفاوضيه من مدراء مؤسسات عمومية وخاصة بخصوص إيداعهم أموالهم لدى وكالته، هذا العقد الذي أبرم على أساس استفادة قائمة إسمية للزبائن الكبار من خدمات المركز في مقابل ضمان "سبونسور" لمركز العلاج بمياه البحر والتكفل نيابة عنه بتغطية مصاريف شراء بعض العتاد، غير أن القاضية واجهت المتهم بعدّة حقائق تؤكد أن العقد كان أحد أساليب رمي "الطعم للفريسة" على اعتبار ان العقد تضمن شروطا تخص إلزام المركز بفتح حساب جار بالوكالة والترويج والإشهار للحفلات التي كان ينظمها المجمّع وتعيين عنصر من مجمع الخليفة عضوا شرفيا بإدارة المركز إلى جانب استفادة إطارين ساميين من المجمع من بطاقتين مجانيتين، ومنح 10 بطاقات مجانية لفائدة عمال المجمع لدخول الشاطئ. الملاحظ في الجلسة الصباحية ليوم أمس أن القاضية ضاقت ذرعا بأسلوب المراوغة الذي تعمده المتهم في الرد على استفساراتها وفقدت في كثير من الأحيان أعصابها، وصلت حدّ تذكيرها للمتهم بالنتائج الوخيمة التي سيتحملها جرّاء مراوغاته وتعمّده إضفاء الضبابية. البليدة: سميرة بلعمري: [email protected]