وبخت رئيسة محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة المدير العام لوكالة بنك الخليفة بالحراش المتهم "ع .جمال" بشدة، بسبب قيامه باقتراح إسم الرئيس المدير العام لمجمع صيدال السيد "علي عون" الذي قدم خدمات جليلة للجزائر على حد تعبير القاضية في القائمة الإسمية للأشخاص المقترحين للإستفادة من حصص مجانية بمركز العلاج بمياه البحر "طالاسو تيرابي" بسيدي فرج. وقالت رئيسة المحكمة بلهجة شديدة وحادة موجهة كلامها للمتهم »كيف تسمحون لأنفسكم باقتراح اسم شخص مثل السيد "علي عون" في القائمة التي تضم 39 إسما للحصول على بطاقات "اللياقة البدنية بطالاسو ترابي" كما تسمى دون أن تأخذوا إذنه، ودون أن يسمح لكم بذلك، ودون أن يطلب منكم هو إدارج إسمه في القائمة". وفقدت رئيسة المحكمة السيطرة على أعصابها بعد أن نفد صبرها تماما مع المتهم الذي كان يرد على أسئلتها بكل برودة، وذهبت الرئيسة إلى أبعد من ذلك عندما قالت بأن الرئيس المدير العام لمجمع صيدال قدم الكثير للجزائر، الأمر الذي يجعله في غنى عن وساطة مدير وكالة بنكية للحصول على حصص للإستحمام والتدليك المجاني بمركز العلاج بمياه البحر "طالاسو تيرابي" بسيدي فرج، وقالت رئيسة المحكمة في هذا السياق: من أنت حتى تقترح إسم علي عون في القائمة، هل "علي عون" بحاجة لوساطتك حتى يذهب لطالاسو؟، هل اشتكى لك أو قال لك بأنه بحاجة للعلاج في مركز طالاسو؟"، هل جاءك وطلب منك أن تضع إسمه في القائمة؟، "لا، لم يأت"، يجيب المتهم ببرودة على الأسئلة التي أمطرته بها القاضية، وهل تربطك به علاقة؟ تسأله رئيسة المحكمة مرة أخرى، فيجيب المتهم "لا"، لماذا إذن وضعت إسمه في القائمة إذا كان هو لم يطلب منك ذلك، وأنت لا تعرفة ولا تربطك به أي علاقة عمل أو صداقة أو قرابة لا من بعيد ولا من قريب؟، يسكت الشاهد، فتجيب رئيسة المحكمة على سؤالها بنفسها: "أنا أقول لك لماذا اقترحت إسمه في القائمة، لقد حاولت شراءه بهديتك لكي يحضر لكم الملايير من مجمع صيدال، كان هدفك هو دفعه إلى إيداع أموال مجمع صيدال في وكالة بنك الخليفة بالحراش، مثلما فعلت مع باقي مديري ومسؤولي الشركات العمومية، الأمر واضح، لأن معظم الأسماء المذكورة في القائمة هي لأشخاص مسؤولين أو مديرين في الشركات العمومية، كنتم تعملون على إغرائهم بالهدايا، لدفعهم إلى إيداع أموال الشركات العمومية في وكالة بنك الخليفة بالحراش، وهو ما حاولتم أن تفعلوه مع علي عون أليس كذلك، وهو ما فعلتموه مع مديرين آخرين، وإلا لماذا وقع إختيارك فقط على مديري ومسؤولي الشركات العمومية دون أن يطلبوا منك ذلك؟ ألم تجد غيرهم؟، أجبني على سؤالي"، تشدد القاضية، هل طلب منك هؤلاء اقتراح أسمائهم في القائمة؟ ألم تجد إلا مديري ومسؤولي الشركات العمومية؟، وهنا تفقد رئيسة المحكمة أعصابها تماما، فتستلقي على كرسيها لتستعيد هدوءها، وتطلب من النائب العام التكفل بتوجيه الأسئلة للمتهم، لأنها لم تعد قادرة على تحمل برودة المتهم وطريقة رده على أسئلتها. علما أن السيد علي عون الذي قام مدير الوكالة باقتراح إسمه في القائمة من أجل الحصول على بطاقة مجانية، لم يرد إسمه بالمقابل في الفاتورة التي وجهها مركز "طالاسو تيرابي" لوكالة بنك الخليفة بالحراش، والتي يطالبها فيها بدفع فاتورة التكفل بالمديرين والمسؤولين الذين استفادوا من حصص تدليك واستحمام بالجملة في المركز، وهو ما يعني بأن عون لم يتوجه لمركز "طالاسو"، ولم يستفد من أي خدمات مجانية. جميلة بلقاسم: [email protected]