كشف رئيس شباب بلوزداد حساني يحي في تصريح استثنائي ل "الشروق" أنه قرر عقد الجمعية العامة العادية للفريق خلال الأسبوع القادم، والتي سيتمخض عنها تعيين لجنة ترشيحات للجمعية الانتخابية المقررة نهاية شهر فيفري الداخل. واعترف المتحدث أن فريق بلوزداد يضم عدة تيارات متعارضة، لكنها متوافقة في شيء واحد وهو حب الفريق، وهو ما يعطي للفريق خصوصية تميزه عن باقي الفرق. قررت الانسحاب من الرئاسة ولن أتراجع وفي تصريحات استثنائية "للشروق" أكد حساني أنه قرر الانسحاب من رئاسة فريق بلوزداد في الجمعية العامة الانتخابية، وفسح المجال للأطراف التي تريد الترشح، مؤكدا أن هذا القرار نهائي ولا رجعة فيه. وأكد المتحدث أنه كان ينوي مغادرة الفريق قبل "الميركاتو"، بيد أن ترك الفريق في تلك المرحلة الحرجة سيطرح الكثير من التساؤلات، وهو الأمر الذي دفعه الى البقاء الى الفريق كل هذه المدة بعد أن وصف عملية الاستقدامات في الفريق ب "الناجحة جدا". تقنيون أجانب قدموا لي الوصفة الناجحة لبلوزداد ولم يجد رئيس بلوزداد أي تفسير للوضعية الصعبة والحرجة التي عاشها الفريق، وهو ما جعله يستنجد بتقنيين أجانب ومحليين لتشريح وضعية الفريق وإعطاء الحلول الناجعة. وقال حساني "فضلت الاستنجاد بتقنيين أجانب لتحليل الوضع، وأبلغوني ان الترياق الشافي للفريق هو تغيير طاقم الفنين وجلب حارس مرمى في المستوى وتحصين خط الدفاع"، وهي المعطيات التي بنى عليها حساني سياسته في الاستقدامات. المدربون هم سبب عدم استقرار الكرة الجزائرية ووجه منشط "فوروم الشروق" سهامه الى المدربين الجزائريين، حيث أكد أنهم الحلقة الأضعف في استقرار الكرة الجزائرية، حيث أكد أن مطالبهم العملية لا تتوافق والمعطيات الموجودة. وضرب رئيس بلوزداد المثل بفريقه حينما قال "بسكري تلقى كامل أمواله ورفض العمل، رغم أنني عملت المستحيل لاستقدامها، أما ياحي، فأبلغته أنني أضع كامل ثقتي فيه، لكنه فضّل التهرب ومغادرة النادي". وركز المسؤول الأول عن الفريق البلوزدادي بمثال المدرب بلعياشي الذي غادر الفريق بمحض إرادته ثم تفسير ذلك بمشاكل شخصية. ليس لدي أي مشكل مع بلعياشي ونفى حساني أن يكون له مشكل مع المدرب بلعياشي، حينما دخل في ملاسنات معه في وقت سابق، وقرر مغادرة الفريق، قبل أن يتم الاستنجاد به في الاونة الأخيرة. وقال محدثنا "أنا لا أتدخل في الأمور التقنية، لكن في أحد اجتماعاتنا طلبت توضيحا عن أسباب عدم إيجاد المدرب البديل للتشكيلة، لكنه تنرفز وحاول جعل القضية نزاعا شخصيا، وقام بنشر ادعاءات باطلة حولي في الصحف، لكنه طالما تراجع وقدم اعتذاراته". وحول ما تردد من قبل معارضته استقدام بلعياشي لتدريب الفريق وأنه فرض عليه من طرف باقي أعضاء المكتب المسير، أوضح "كل قراراتنا استشارية وحصلت مفاضلة بين أعضاء المكتب بين بلعياشي والمدرب عبد الوهاب، لكن أغلب الأعضاء صوّتوا لبلعياشي ولم أجد حرجا في الاتصال به". ورثنا 4 ملايير ديون وهذه هي مداخيلنا وتحدث رئيس بلوزداد عن مداخيل فريقه، حيث وصفها بالشحيحة جدا، مؤكدا أن مداخيل المباريات التي يلعبها فريقه بملعب 20 أوت تقدر ب 25 مليون سنتيم، مضيفا أن الفريق الذي عرف إقبالا جماهيريا في الاونة الأخيرة لم تبلغ مداخيله سوى 79 مليون سنتيم في أربع مباريات، بمعدل 19 مليون في كل مباراة وهي قيمة زهيدة جدا، على حد قوله. وأشار الى أن مداخيل الفريق تتنوع بين مساعدات الدولة، مداخيل المباريات، وعائدات الإشهار والتمويل، موضحا أن الفريق تلقى 700 مليون سنتيم من مديرية الشباب والرياضة، ونفس القيمة من شركة سوناطراك، و650 مليون سنتيم من البلدية. في الوقت نفسه أشار المتحدث الى أنه ورث ديونا بقيمة 4 ملايير سنتيم حينما تولى الفريق، وهي في حالة استقرار طيلة المدة التي أشرف فيها على النادي. سنشرع في بناء مركب رياضي للفريق بتيبازة وكشف حساني لأول مرة للصحافة وعبر صفحات "الشروق" أنه سيشرع في بناء مركب رياضي كبير للفريق بولاية تيبازة (حوالي 30 كلم غرب الولاية) وبالضبط بشنوة، حيث تتوفر كافة الشروط من غابات كثيفة وإطلالة على الساحل. وأكد أنه اتفق مع والي الولاية، الذي منحه 3 هكتارات كمساحة لبناء هذا المركب، لكنه لازال يلح على الوالي من أجل توسيع هذه المساحة الى 5 هكتارات، علما أن المركب سيشمل ميادين ملحقة ومسبحا وغيرها من المرافق الرياضية. وأشار الرجل الأول في الهرم الإداري لبلوزداد إلى أنه متأثر جدا بنجاح السياسة التي انتهجها الترجي التونسي، ولذلك، فهو يأمل في تدشين فندق محاذي، وأرضية ميدان معشوشبة اصطناعيا وأخرى طبيعيا. وبشأن قطعة الأرض التي تحدثت عنها وزارة الشباب والرياضة كهدية للفرق العاصمية، أكد المتحدث أن هكتارا لا يكفي لإقامة أي مرفق رياضي، كما ان القطعة التي منحت للفريق بعين طاية متنازع عليها وهناك إشكال قانوني يقف وراء تعطل إجراءات الحصول عليها. مواقف طريفة وأخرى للذكرى سجل رئيس بلوزداد الحالي يحيى حساني لا يخلو من المواقف الطريفة، ذكر منها البعض وفضّل ترك الأخرى لمرات أخرى كي يسردها، منها مايلي - قصته مع عجلة السيارة: يقول حساني إنه يدرك أنه يُحظى بسمعة جيدة لدى أنصار بلوزداد، لكنه ما لم يهضمه هو أنه كان في كل مرة يجد أن سيارته تعرضت الى أعطاب على مستوى العجلات، حينما يقوم بتوقيفها بالقرب من الملعب، حيث اكتشف أنها مكيدة مدبرة ويدرك أنه مهما كان للشخص أحباب، فإن هناك أعداء. - سيواجه بلوزداد الأسبوع المقبل: مما قاله ضيفنا أن لاعبي فريقه وبعد نهاية مباراة الكأس أمام القليعة، أكدوا له أنهم سيواجهون أمل بوسعادة، حيث توعدهم بالفوز عليهم، في إشارة الى أنه مناصر لفريق بوسعادة الذي يشغل منصب رئيسه الشرفي. - مفاجأة الشروق: أعجب يحيى حساني بحفاوة الاستقبال الذي حظي به في ضيافة "الشروق"، لكن المفاجأة الكبيرة هي لقاءه بمدير الصحيفة علي فضيل، الذي يعد صديق الطفولة، ودرس الى جانبه في الثانوية، إذ لم يلتقيا منذ سنوات. الى الذين أساءوا إلى كرة القدم تردد في إشهارها وسكت للحظات قبل أن يعلن أن الوسط الكروي سيطر عليه الدخلاء والراغبين في الشهرة على حساب الكرة فأساءوا اليه وحولوه الى سوق للفوضى والتعاملات غير النزيهة. الى كل هؤلاء وجه اللوم والإشعار بالطرد إن لم يكن الضرورة الملحة لكي تتحسن الوضعية الحالية لكرة القدم الجزائرية، لم يذكر الأسماء ولمح بطريقة غير مباشرة الى بعض الأشخاص المسيطرين على تسيير الكرة في البلاد. قال حساني رئيس بلوزداد أن الوضع ان استمر بهذه الطريقة لن تكون العواقب خيرا وليس هناك من طريق الا عملية قيصرية تبعد هؤلاء من طريق الراغبين في تصحيح الوضع واعلاء مصلحة الكرة على مصلحة الأشخاص. البطاقة الحمراء التي أشهرها حساني في وجه معتادي الإساءة إلى كرة القدم غلفت بغطاء الدبلوماسية، لكنها صريحة ولا تحتاج الا لبعض التفاصيل المعروفة لدى أولي الأمر، فهل يتحركون أم ينتظرون اشارة أخرى قد تكون متأخرة. إصرار على الرحيل قياسا بالتصريحات التي قد تكذبها الأيام، يسير يحي حساني رئيس بلوزداد في الاتجاه المعاكس، الذي يمشي فيه معظم المسيرين.. يصر على الرحيل وعدم الترشح لرئاسة الفريق، ويعترف بوجود الفوضى في التسيير والتلاعب وعدم النزاهة في العلاقة التي تربط رؤساء الأندية بلاعبيهم وكل الأطراف المحيطة بهم. يصر على الرحيل، لأنه لا يقدر على العيش في محيط متعفن لم يتعود عليه.. يصر على الرحيل رغم حبه الكبير لشباب بلوزداد ورغبته الملحة في رؤيته فريقا بحجم الأندية الكبيرة عالميا.. يصر على الرحيل ويبدي التفاؤل بتحسن الوضع في المستقبل سواء على مستوى بلوزداد أو على مستوى الأندية الأخرى، لأن عجلة التطور والتغيير لا ترحم ولن تترك الفرصة أمام المتخاذلين الراغبين في بقاء الأوضاع على حالها.. يصر على الرحيل ويتحدث بعين المستقبل حول فريقه.. يتحدث عن مشروع المركب الرياضي وعن الفرصة التي سيقدمها للنادي من ناحية المداخيل والتنظيم.. يتحدث وكأنه باق بلغة الجماعة المتفقة على هدف واحد، لغة لم نتعود سماعها في الوسط الكروي.. أليس هذا اصرار على الرحيل واصرار على السير في الاتجاه المعاكس. الثورة الهادئة عندما تتحدث الكيمياء مازجة بين النظرية والتجريب تنتج معلومة دقيقة لاتحتاج إلى برهان من نوع آخر يجب التسليم بها حتى إشعار آخر.. صورة حساني في أصلها لا تختلف عن تلك المنتجة في المطابع، لأن المعدن عندما يكون نفيسا لايتأثر بالعوامل الخارجية إلا في اتجاه الأحسن والأفضل.. ولد ثائرا وتربى في أجواء البادية فرضع فيها حسن النية والظن بالناس والفراسة التي تنتهي به دوما عند اختيار الحل الأمثل، وإذا أضيف إلى كل هذا دراسته لعلم الفلاحة أصبحت المعادلة مكتملة فأنتجت شخصية متزنة هادئة تتقن فن الحديث على أصول الأجداد ووفق نظم العلم الحديث.. عشق بلوزداد وهام بلاعبيه في السبعينات حتى تحولت كرياته إلى نوع خاص لن تجده إلا عند كبار المتيمين، لكنه يختلف عنهم في عنوان واسم الحبيبة.. ليست ليلى أو جولييت وإنما شباب بلوزداد إلى الأبد ومهما كان الثمن.. عشق أبعده عن عائلته ومصالحه، لأنه صادق يبحث عن التجديد والتغيير والثورة على التقاليد البالية في التسيير ليس حبا في التميز بقدر ما هو سعي نحو الأفضل بالنية الصادقة التي تتغذى من روح المناصرة والصرامة النابعتين من مصدر واحد لن يتغير رغم الرياح العاتية التي عصفت بكل ما هو جميل وبقي حساني صامدا هادئا ثائرا حتى إشعار آخر. الزيارة التاريخية عاد ضيف الشروق إلى سنة 1973 وبالضبط إلى اليوم الذي قررت فيه تشكيلة شباب بلوزداد زيارة مدينة بوسعادة من اجل قضاء احتفالات رأس السنة هناك، وهي الزيارة التي كتبت بداية العلاقة بين حساني وشباب بلوزداد سيما بعد قبول نجوم هذا الفريق للدعوة التي وجهها لهم لزيارة مدينة سليم التي تبعد عن بوسعادة ب 50 كلم. وكشف حساني أنه لم يصدق مشهد تنقل اللاعبين المذكورين رفقة زوجاتهم إلى منزله وهي الفرصة التي وطدت كثيرا من صداقته بهم، خاصة وأن الزيارات أضحت متبادلة، حيث دعا سالمي بدوره والدته إلى زيارة العاصمة ومنذ ذلك الحين وهو يتابع عن كثب كل صغيرة وكبيرة في شؤون الفريق إلى غاية أن أصبح يترأسه. المدربون يتحملون مسؤولية عدم استقرار الأندية بعبارة صريحة ودون لف ولا دوران، قال حساني "أن المدربين يتحملون لوحدهم المسؤولية الكاملة في وضعية عدم الاستقرار الذي تعرفه معظم الأندية الجزائرية على مستوى أجهزتها الفنية" وأكد "أن الظاهرة ستستمر مادام أن سلطة القانون مغيبة، ولا عجب إذا أحصينا حركة تغيير مست 18 مدربا في 13 فريقا إلى غاية الآن". وراح ضيف الشروق يوضح كيف أن فريقه شباب بلوزداد كان ضحية لتلاعب المدربين، لا سيما بعد أن تداول على عارضته الفنية ثلاثة مدربين منذ انطلاق الموسم، حيث قال ان المدرب مصطفى بسكري ذهب لوحده دون سابق إنذار مباشرة بعد الاخفاق ضد الغريم مولودية الجزائر، رغم انه كان تحصل على مستحقاته سلفا. وكشف حساني ان خليفته ياحي حسين، كرر نفس السيناريو الذي اعتمده بسكري، في وقت كان يجد كل المساندة من أعضاء المكتب المسير الذين استجابوا لجميع مطالبه بما في ذلك جلب المدرب حموش الذي كانت شروطه مرهقة وكلفت خزينة الفريق غاليا. ووجد رئيس بلوزداد الفرصة مناسبة ليوضح انه لم يكن أبدا السبب في ذهاب المدرب بلعياشي الموسم الماضي والدليل انه لم يرفضه هذه المرة لما اقترحوه عليه للعودة. ويرى المهندس الفلاحي ان الحل يكمن في ضرورة إرجاع كل الأمور الى نصابها وذلك من خلال فرض سلطة القانون و الذهاب الى نظام الاحتراف او شبه الاحتراف الذي يعتبر الضمان الوحيد والكفيل بإخراج الكرة الجزائرية من الوسط العفن الذي باتت تعيشه، وهذا الإجراء يجب ان ينسحب على جميع الأطراف الفاعلة من مسريين، اندية ولاعبين ومدربين وأنصار.