ليالي "الظلم" في في فيينا لا شيء يؤكد أن السائحين النمساويين قد تم اختطافهما فعلا اللهم بيان تبنٍّ نقلته قناة "الجزيرة"، وحتى لو صدقنا هذا البيان فيجب تصديقه بالكامل. لأن المتبنين لعملية الاختطاف قالوا إنها تمت بالتراب التونسي، أي أن اسم الجزائر من المفروض أن لا يذكر إطلاقا في قضية أحداثها في تونس وأوجاعها في فيينا، لأن إقحام اسم الجزائر مع كل طلقة نار في أي مكان أو زمان هو تعدٍ صارخ على هيبة الجزائر التي يشهد التاريخ أنها كانت دائما في منأى عن "هولوكوستات" العالم، والجزائر كان بإمكانها أن تقحم أسماء دول الجوار شرقا وغربا وجنوبا وحتى شمالا في أوجاعها التي كانت تبتلعها في صمت دون أن تتهم أيا كان، وأكثر من ذلك دون أن تطلب يد العون من أي كان، فقد أكدت مصالح الأمن منذ بضعة أسابيع أن ربع المسلحين الذين تم القضاء عليهم وتوقيفهم بنواحي تبسة من دولة شقيقة مجاورة، وأكدت تقارير أمنية وقناعات شعبية أن القناطير المقنطرة من المخدرات التي تدخل بلادنا يتم تهريبها من دولة أيضا شقيقة مجاورة، ومع كل ذلك تعلن الجزائر لوحدها الحرب على الآفتين دون أن تذكر اسم أي دولة، خاصة أن الأصدقاء خاطبوها منذ أمد بعيد ب "إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".وحتى الذين تبنوا الاختطاف سموا أنفسهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ولم يسموا أنفسهم بتنظيم القاعدة في الجزائر، قد تكون الجزائر أيضا مخطئة عندما تقحم نفسها في شؤون لا تعنيها ولا تلوم الذين حوّلوها إلى مشجب يعلق عليه أي عمل إرهابي في شمال إفريقيا، فقد تزلزلت نيويورك ولندن ومدريد وكتب الغرب أسماء المتهمين والمشتبه فيهم فذكروا كل الجنسيات بما فيها الأوروبية ولم يذكروا اسم الجزائر، ومع ذلك يمنح الأشقاء أسماء البطولة وحتى السيناريو والإخراج للجزائريين كلما تعلق الأمر بفيلم مرعب، في أراضيهم خوفا على اقتصادهم ومجتمعهم وسياحتهم وصداقاتهم، التاريخ يشهد أننا لم نعتد على أي دولة حتى ولو كانت من دون جيش، والتاريخ يشهد أننا لم نكن طرفا في الحربين الكونيتين، والتاريخ يشهد أننا لم نلق قنابل ذرية على اليابان، والتاريخ يشهد أننا ذقنا كل ألوان العذاب من الاستعمار، والتاريخ يشهد أننا تسامحنا مع الذين طمعوا في استقلالنا، والتاريخ يشهد أننا لم نشارك في قصف نيويورك بالطائرات، ولا في استعمار أفغانستان والعراق.. ولكن التاريخ يشهد أننا كنا دائما طيبين.. عفوا طيبين جدا، لأجل ذلك كانت لنا أيام وليال الظلم من فيينا وكانت لهم ليالي الأنس في فيينا!!