عندما يدعو السيد سعيد سعدي من واشنطن إلى ضمان مراقبة دولية صارمة للانتخابات الرئاسية القادمة في الجزائر. والتي أعلن الرئيس بوتفليقة لوكالة رويترز مؤخرا أنه المرشح لها وصاحبها، هل يعتقد أنه في حالة ضمان هذه المراقبة الدولية وتحقيق الشفافية التامة سيكون هو، أو أحد أرانب السباق، الفائز أمام بوتفليقة، وأن الأمور ستنقلب رأسا على عقب بين عشية وضحايا من الانتخابات السابقة إلى القادمة، أم أن في الأمر أشياء ونوايا أخرى يريد زعيم الأرسيدي كعادته أن يوظف فيها الحق لممارسة الباطل السياسي والانتخابي؟لقد أصبح من المعروف لدى العام والخاص أن الانتخابات "المصيرية" في الجزائر والتي تتعلق بواجهة النظام كالانتخابات الرئاسية يجري الإعداد لها مسبقا ويتم تزويرها.ومن هذا المنطلق، فإنه لا يمكن تصور إجراء الانتخابات الرئاسي القادمة دون أن يفوز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وحتى وإن لم يحدث تزوير فإنه لا يمكن تصور أن يغامر الناخب الجزائري وينتخب على أرنب من أرانب السابق التي سترافق بوتفليقة، ومنها السيد سعيد سعدي بالذات، وهو يدرك إمكانياتها المحدودة جدا في مواجهة المشاكل الخطيرة للسياسة والحكم في الجزائر، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة قد فصلها على مقاسه بحيث لا يمكن لشخص آخر أن يلبسها على الأقل على المدى القريب، وإذا كانت رغبة السيد سعيد سعدي وأمثاله في التغيير على طريقتهم لا يرقي إليها الشك، فماذا يريد غير سيناريو من السيناريوهات الجاري تطبيقها هنا وهناك عبر العالم من أجل تفكيك الدول والأمم وضرب استقرار الشعوب وإدخاله في ظلام الفوضى والحروب الأهلية المدمرة، وآخرها ما جرى وما يجري في كينيا التي كانت من أكثر الدول الافريقية استقرارا في المجال السياسي، فتحولت مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي لم يكن أي حظ فيها لمرشح المعارضة، إلى مستنقع حقيقي للحرب الأهلية والمجازر الجماعية.الجزائرية الرافضة لهذه العهدة ضاربة عرض الحائط بكل الأخلاقيات الدبلوماسية تحكم نشاط بالسفارات والعلاقات بين الدول، وهذا ربما تحضيرا لرفض نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة من طرف الولاياتالمتحدة، وبالتالي المجموعة الدولية لإخضاع الجزائر ككل لمخطط قديم من أجل تفكيك وحدتها، وهو ما يفسر خروج البيت الأبيض هذه الأيام بوثيقة قديمة تتعلق بحقوق الأقليات في الجزائر، وفيها إشارة واضحة إلى ما تسميه "القضية القبائلية" ولكن يبدو أن لا السلطة ولا المعارضة في الجزائر تعي هذه المؤامرة أو لا تريد أن تعيها بمحض إرادتها.