تطرق الإعلام العربي والغربي في تغطيته الإعلامية للانتخابات الرئاسية الجزائرية إلى النتائج الرسمية التي أعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية يزيد زرهوني أمس الجمعة والتي أكد فيها فوز عبد العزيز بوتفليقة بثالث عهدة رئاسية بنسبة 90.24 % وبمشاركة شعبية قدرت ب 74.75 %، بينما حصلت زعيمة حزب العمال لويزة حنون على المرتبة بنسبة4,22 % من الأصوات.. * ولم تستغرب معظم التغطيات الإعلامية من هذه النتيجة المعلن عنها وقالت أن فوز بوتفليقة كان محسوما مسبقا وأنه كان قد وعد بتحقيق "غالبية ساحقة" لا تقل عن 84,99 %، كما كتبت وكالة الأنباء الفرنسية التي أوضحت في تقرير لها نهار أمس أن بوتفليقة أصبح طليق الأيدي لمواصلة سياسته الاقتصادية وسياسة المصالحة الوطنية. * هذه السياسة التي ينتهجها بوتفليقة منذ 2000 وأدت إلى استسلام آلاف المسلحين بعد عشر سنوات من أعمال عنف خلفت ما لا يقل عن 150 ألف قتيل. * وركزت بعض الصحف على ظروف سير العملية الانتخابية والتجاوزات التي تحدثت عنها المعارضة، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن مدير الحملة الانتخابية للمرشح "السابق" محمد السعيد قوله أن "المراقبين والمواطنين منعوا من المشاركة في فرز أصوات الناخبين في العديد من مكاتب الاقتراع". وأوضح المتحدث أنهم قد سجلوا "حالات تزوير". في حين كتبت صحيفة "ليبيراسيون" على صدر صفحتها الأولى تقريرا بعنوان: "بوتفليقة.. سيد 90 بالمائة"، وتساءلت أيضا عن "ما بعد فوز بوتفليقة ".. وللعلم، فقد سارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تهنئة عبد العزيز بوتفليقة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اريك شوفالييه: أن "فرنسا تقدم تهانيها لرئيس الدولة وتتمنى له النجاح التام في مهامه العليا خلال ولايته الجديدة"، موضحا أن "الاقتراع سار على كل حال في هدوء وفقا لما لدينا من معلومات..". * وعن نفس الظروف، لاحظت "القدس العربي" في عدد من مكاتب الاقتراع في العاصمة، أن الأغلبية من المصوتين كانوا من الأشخاص المسنين والنساء. ونقلت "القدس العربي" تصريح جواكيم شيسانو، رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي ورئيس موزامبيق السابق الذي فيه أنه لم يلحظ وجود تجاوزات كبيرة عدا تصويت بعض المواطنين في مكاتب انتخاب لم يكونوا مسجلين فيها. * وبدورها صحيفة "الشعب" الصينية على موقعها على شبكة الانترنت نقلت رأي شكري طوفان، رئيس وفد مراقبي منظمة المؤتمر الإسلامي والذي اعترف فيه بان "الانتخابات جرت في ظروف شفافة ونزيهة". وحسب نفس الصحيفة، فقد قال طوفان، وهو سفير تركي سابق، أن الوفد الذي سيقدم تقريرا شاملا عن الانتخابات الرئاسية في الجزائر "راض بشكل تام على الظروف التي تجري فيها الانتخابات". وبخلاف ذلك وصفت صحيفة "الشروق" المصرية الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس ب "الباردة" وذكرت أن "تقارير المراقبين أشارت إلى ضعف الإقبال على التصويت رغم الحملة الدعائية القوية التى أطلقتها الحكومة من أجل حشد أكبر عدد من الناخبين إلى الدرجة التى جعلت الرئيس بوتفليقة يردد طوال حملته الانتخابية شعار "صوتوا ضدنا إذا أردتم لكن صوتوا". * كما كتبت صحيفة "السفير" اللبنانية تقريرا عن اقتراع التاسع من أفريل 2009 قالت فيه أن "استجداء السلطات الجزائرية للناخبين لم تذهب سدى"، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية الجزائرية أعطت تعليمات تسمح للجزائريين بالاقتراع "باستخدام بطاقات الهوية أو جواز السفر.. أو حتى رخصة القيادة"، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة استجداء "لمواجهة هاجس المقاطعة وإزالة العوائق"، مثلما كتبت "السفير". وفيما تجاهلت كبريات الصحف الأمريكية مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" لحدث الانتخابات الرئاسية الجزائرية، أشار موقع قناة "الحرة" على شبكة الانترنت إلى النتائج الرسمية التي أعلنها يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية، وكتبت في موضوعه الرئيسي تقريرا بعنوان: "وزير الداخلية الجزائرية يعلن فوز عبد العزيز بوتفليقه بفترة رئاسية ثالثة". * وبدورها أعطت وكالة "رويترز" البريطانية تقريرا حول نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وقالت أن "العالم الخارجي يهتم بأن يكون لدى عبد العزيز بوتفليقة القدرة على الاحتفاظ بشرعيته في أعين مواطني الجزائر حيث أن بلاده عضو الأوبك تحتل المركز الخامس عشر في قائمة أكبر احتياطي نفطي في العالم كما تشكل صادراتها 20 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز". وحسب هذه الوكالة، فإن "الحكومات الأوروبية تخشى من أن يؤدي تجدد الصراع أو انهيار الاقتصاد الجزائري إلى تدفق اللاجئين على دول الاتحاد بينما تحتاج الولاياتالمتحدة إلى دعم بوتفليقة في حربها العالمية ضد القاعدة". *