قرر سكان العديد من الأحياء القصديرية بالعاصمة، مقاطعة الانتخابات المقبلة بسبب ما أسموه ب"فضيحة الثلوج" التي جرفت أحياء بكاملها، وتسببت في تشريد مئات العائلات، التي أكدت أنها لم تتلق أي دعم واهتمام من طرف السلطات، سوى رسائل "آس آم أس" تحثها على المشاركة في الانتخابات، وهي التي أكدت أنها لا تعرف الوالي المنتدب ولا "المير"، والفرصة الوحيدة للتعرف على هؤلاء هي الانتخابات المقبلة التي أعلنونا الكفر بها جهارا. لحظات هلع وخوف انتابتنا ونحن نعد هذا الروبروتاج، فقد عايشنا على المباشر انجراف التربة التي هدمت معها بيوتا تقطنها عائلات لا تشتكي من غياب الكهرباء والغاز في عز البرد، بل تعاني هاجس الموت، بعدما تسببت الثلوج في تحطيم منازلها وتشريدها في عز الليل، فهناك في طريق 14 فور ببلدية واد قريش، حي قصديري تقطنه أزيد من 120 عائلة، جرفت نصفه التربة والثلوج، والنصف الآخر مازال ينتظر حتفه على مرآى من المسؤولين، كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا من ليلة المولد النبوي الشريف، تساقط متواصل للثلوج تسبب في انجراف التربة التي هدمت معها منازلَ بأكملها في قلب العاصمة، لدرحة دفعت فيها العديد من الأولياء إلى الفرار من منازلهم، تاركين وراءهم أطفالهم ونساءهم من شدة الخوف والهلع، هذا ليس فلم رعب خيالي، بل واقع مأساوي عايشته عشرات العائلات بحي 14 طريق فور ببوفريزي بلدية واد قريش، والتي تعاني هاجس الموت كل ليلة خاصة مع تساقط الثلوج التي شكلت ثقلا على بيوتها القصديرية التي جرفتها التربة إلى الوادي السحيق، والغريب في الأمر أن هذه الأسر رفضت إخلاء بيوتها التي تشققت وتهدم نصفها والنصف المتبقي على حافة الانجراف إلى واد سحيق، لأنها لا تملك بديلا تلجأ اليه، وحتى العائلات التي انجرفت بيوتها تعاني التشرد وويلات البرد القارس وثلوجا تتساقط فوق رؤوس أبنائها ونسائها، فالمواطنون في هذا الحي أكدوا أنهم لا يشتكون غياب الغاز والكهرباء وأدنى شروط العيش الكريم، لكنهم يختفون من الموت في أي لحظة، خاصة وأن منازلهم تتوسط جبلا صخريا بدأ يتآكل، وواد يتسبب كل يوم في انجراف جزء من التربة. الجدير بالذكر أن الأطفال وحتى النساء يضطرون الى قطع مسافة تزيد عن 2000 مت، صعودا في منحدرات جبلية بالغة الخطورة، يتوسطها شلال جارف طالما تسبب في حوادث مميتة راح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ، لا ذنب لهم إلا أن الظروف الصعبة دفعتهم للعيش في حي قصديري، هو الأخطر في العاصمة، سكان هذا الحي رفقة العديد من العائلات التي تقطن حي "ديصول" القصديري بالحراش، وحي الهواء الجميل بباش جراح، الذين انتقلنا عندهم أمس واطلعنا على الوضعية الكارثية التي يعيشونها بسبب مخلفات الثلوج، قرروا جميعا مقاطعة الانتخابات، بعدما تجاهل المسؤولون أوضاعهم المزرية، مؤكدين أنهم يعتبرون انفسهم مواطنين من الدرجة الثانية، ووبالتالي فالإنتخابات لا تعنيهم.