من المحتمل أن يشهد الربيع القادم إزدحاما فضائيا غير مسبوق في كمه ونوعيته مع ظهور العشرات من الفضائيات العربية التي هي حاليا في مرحلة البث التجريبي، إذ سيقفز رقمها إلى قرابة 1200 فضائية عربية، وتكمن أهمية الموجة الفضائية القادمة في دخول الكثير من البلدان التي كانت على هامش التطور السمعي البصري الذي عرفته المعمورة إضافة إلى رجالات إعلام مشهود لهم بالتميز والتفوق، ولكنهم بقوا على الهامش لأسباب سياسية بالخصوص، وغالبية الفضائيات العربية الجديدة اختارت القمر الصناعي نايل سات لتبدأ عبره مغامرتها الإعلامية، وتعتبر الفضائيات الجديدة الأهم في تاريخ الفضائيات العربية ليس بالكم فقط، وإنما بالنوعية أيضا. حيث سيكون للكثير من الإعلاميين المعروفين الفرصة للاستقلال بفضائياتهم مثل الإعلامي التونسي اللبناني غسان بن جدو، والمصري حمدي قنديل، كما ستخوض بعض البلدان ومنها سوريا والجزائر الإعلام السمعي البصري الحر لأول مرة، حيث أكدت مصادر من النايل سات أن قناة الشروق تي في التي سينطلق بثها الرسمي في الثامن عشر من شهر مارس القادم تتواجد ضمن الثلاث فضائيات الأكثر متابعة في الوقت الراهن رفقة فضائيتين مصريتين تابعتين لباقتي سي بي سي والنهار ضمن الفضائيات التي تقدم بثها التجريبي مما يوحي باشتداد المنافسة الفضائية في المشهد الإعلامي القادم، مع دخول قوي لبلدان كانت على هامش الفضائيات ومنها الدول المغاربية الثلاث وهي الجزائر بالشروق تي في بالخصوص وتونس بقناة تونسنا وليبيا بعدد من الفضائيات مثل ليبيا والإتحاد، وتعتبر قناة الشروق تي في من القنوات الجديدة النادرة التي اختارت أن تكون شاملة تهتم بكل القضايا من دين وسياسة ورياضة ومنوعات ومسابقات عكس بقية القنوات الجديدة التي يلاحظ أن بعضها مذهبي، خاصة ضمن المعركة الفضائية الدائرة بين المذهب الشيعي والتيار السلفي مثل قناة الإيمان اللبنانية الشيعية أو قناة الأثر السلفية، كما ظهرت العشرات من القنوات القرآنية مثل أساريا والدولية والنعيم والديالة والكتاب التي ستقدم برامج من نفح القرآن الكريم، وتبقى مصر في مقدمة البلدان التي ستطلق بعد أزيد عن سنة من ثورتها أكبر عدد من الفضائيات رغم أن الأحداث الأخيرة من فتنة إسلامية مسيحية وأحداث بورسعيد قد عجّلت في دخول هاته القنوات مرحلة الجد وأحرقت مرحلة البث التجريبي ومنها بعض قنوات السي بي سي والنهار، وتزدحم الفضائيات كالعادة بالقنوات التي تبيع الخلطات والأعشاب الطبية مثل الكرامة وكنوز الطبيعة وأمواج وكاريزما الخاصة بالرقية، كما ستبدأ تيارات أخرى ولأول مرة في تاريخ الفضائيات بثها مثل اليسارية التي ستكون الناطق الرسمي باسم شيوعيي العالم العربي، والصوفية والمدح، وحتى النظام السوري أطلق عددا من الفضائيات التي تعمل لصالحه.
