صار ممكنا للبسكريات تناول القهوة خارج ديارهن في مقهى مخصص فقط للجنس اللطيف تخدمهن نادلة من بنات جنسهن وسط حي شعبي تقصده بكثرة بنات حواء من داخل وخارج المدينة. صاحبة المقهى يسرا صميدة، تحمل شهادة من جامعة التكوين المتواصل في قانون الأعمال، لكنها لم تفدها في الحصول على وظيفة، ومن رحم البطالة كما قالت ولدت الفكرة المدعمة برغبة ملحة في تجسيدها إلى واقع لكونها تستهلك القهوة بإفراط، غير أنها لا تجدها في كل مكان. وبعد عامين من انتظار تسوية ملف الاستفادة من قرض و7 أشهر من إيجار المحل قبل استغلاله، تجسد المشروع في جانفي الفائت وصار وجود مقهى للنساء فقط أمرا واقعا تحت تسمية "ميس كافي"، لكن بدون شيشة أو تدخين تقول صاحبته للشروق اليومي رغم طلبات بعض الزبونات، واحدة مثلا استأذنت أن تتعاطى سيجارة، لكن ربة العمل رفضت لتنافي الظاهرة وعادات المجتمع المحلي، كما ترفض يسرا أن يوصف مشروعها بالمغامرة غير الجدية، فهي مقتنعة تماما أن النساء سيتزاحمن على قهوتها وهو ما أفرزه الواقع بحكم وجود المحل في موقع تجاري تقصده آلاف النسوة يوميا، أما عن طلباتهن، فترتكز على القهوة بالحليب وقهوة الكابوتشينو الايطالية ب50 دج للفنجان، ليحلو لهن الحديث عن عيدهن القادم والإبحار في مختلف المواضيع حتى ولو كانت مشاكل شخصية داخلية.