أطلقت قوات الأمن السورية، السبت، النار على جموع احتشدت للمشاركة في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا الجمعة في حي المزة بدمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه جرى "إطلاق رصاص في حي المزة من قبل قوات الأمن السورية لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع الشهداء. إلى ذلك طالب عدد من السلفيين المتواجدين أمام السفارة السورية بالقاهرة بفتح باب الجهاد لسوريا ضد نظام بشار الأسد الذي يصر على قتل شعبه ورفعوا لافتات كتب عليها "الجهاد لسوريا". وفى السياق ذاته، قام السبت، أعضاء الجالية السورية بنصب ثلاث خيام كبيرة أمام مقر سفارتهم بحي جاردن سيتي في خطوة تصعيدية لإجبار الحكومة المصرية على طرد السفير من مصر قبل الثلاثاء المقبل.و تعالت - حسب الوكالات - نداءات السوريين يطالبون الفصائل المصرية من الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية بفتح باب الجهاد لدعم السوريين ضد نظام بشار المستبد. ولا يزال الأسد - حسب ما نقلته وسائل الإعلام - مصرا على الإصلاحات وعلى أن ما يحدث في سوريا "مؤامرة" لتقسيمها. وهو ما أكده لوزير الخارجية الصيني، تشاي جيون، في دمشق. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن تشاي قوله "في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن لسوريا أن تجري إصلاحا سياسيا شاملا". مضيفا أن "استعادة الاستقرار يصب بمصلحة الشعب السوري".
سفن حربية إيرانية تصل سوريا وطائرات أمريكية تحلق فوق أجوائها كما لا يزال الدعم الإيراني للنظام السوري متواصلا، حيث وصلت السبت سفينتان حربيتان إيرانيتان إلى ميناء طرطوس السوري، ولم تورد التقارير تفاصيل عن وصول السفينتين اللتين عبرتا قناة السويس أمس، في طريقهما إلى السواحل السورية. هذا وقال مسؤولو دفاع أميركيون، أن عدداً من الطائرات الأمريكية من دون طيار تحلق فوق سوريا لرصد هجمات الجيش السوري، وأكد نفس المصدر أن عدداً ليس بقليل من الطائرات العسكرية والاستخبارية الأمريكية تحلق فوق سوريا لرصد الهجمات التي يشنها الجيش السوري ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء، رغم أن المسؤولين الأمريكيين شددوا على أن عمليات المراقبة ليست تمهيداً لتدخل عسكري أمريكي، بل هو جزء من مسعى إدارة الرئيس أوباما لاستخدام أدلة بصرية واعتراض الاتصالات يبين الحكومة السورية والجيش لزيادة الدعم لردّ دولي واسع. وتزامنت هذه الأحداث مع إعلان رئيس المجلس الأعلى الثوري لتحرير سوريا العميد الركن مصطفى الشيخ عن تشكيل لجنة تأسيسية مكونة من مدنيين وعسكريين مستقلين تكون مهمتها إنشاء الذراع السياسي للمجلس الأعلى في غضون شهر واحد. وقال الشيخ في تصريح خاص لراديو "سوا" الأمريكي أمس السبت أن "هذه الخطوة تأتي في سياق جملة من الخطوات التي يقوم بها المجلس الأعلى لإعادة هيكلة الجيش السوري الحر والمشهد السياسي عموما وذلك لكي لا تنحرف البلد والإقليم تجاه الحرب الأهلية في حال سقوط النظام بشكل مفاجئ، والدفاع عن المتظاهرين السلميين وإبعاد المنشقين عن الجيش النظامي السوري عن أي أجندات خارجية". وأشار الشيخ إلى "أن الهدف هو أن يكون للجيش السوري دور ورأي في الأحداث مستقبلا لحين تسليم السلطة إلى المدنيين الذين يختارهم الشعب عبر صناديق الاقتراع".