أعلن سفير المملكة البريطانية بالجزائر أن بلاده جاهزة من كل النواحي لاحتضان دورة لندن للألعاب الأولمبية المقررة بين 27 جوان و12 جويلية القادم، معلنا أنها ماضية في مسعاها لإنجاح الحدث وترسيخ المبادئ الأولمبية القائمة على التسامح، الصداقة والمساواة. وقال مارتن روبر أمس في منتدى الشروق أنها المرة الأولى في تاريخ هذه الألعاب الذي ستعرف تنظيم الدورة العادية ودورة ذوي الحاجيات الخاصة دفعة واحدة، من أجل ترسيخ المبادئ التي تقوم عليها هذه الألعاب دون أي تمييز بين الرياضيين، خصوصا وأن كل الإمكانات ستكون حاضرة لإنجاح الحدثين وجعل الدورة المقبلة الأحسن في تاريخ الألعاب الأولمبية. ولأن مدينة لندن تختلف عن سائر المدن العالمية الكبرى، فإن القائمين على التنظيم يحاولون تكييف عادات وتقاليد المدينة مع مدة الألعاب، سواء ما تعلق بالنقل أو مواقيت العمل بالنسبة للموظفين وكل هذا للحفاظ على استقرار المدينة والحياة فيها، كما ستحاول سلطات المدينة تمرير رسالتها إلى مختلف الشعوب والأعراق سواء المقيمة ببريطانيا وخارجها لتأكيد سماحة المعاني الأولمبية، وهي الرسالة التي يحاول سعادة السفير ومصالحه على مستوى السفارة القيام به في بلاده من خلال تكثيف المبادرات والفرص السانحة لإيصال الرسالة إلى أبعد الحدود وسط الشعب الجزائري الذي سيكون ممثلا في هذه الدورة بعدد من الرياضيين، منهم 50 رياضيا من ذوي الاحتياجات الخاصة، فنظمنا قال سعادة السفير مارتن روبر تظاهرة ال500 يوم قبل الألعاب وكانت له الفرصة لملاقاة ومقابلة عدد من الرياضيين الجزائريين الذين سبق وأن خاضوا غمار الأولمبياد من أمثال نور الدين مرسلي وصورية حداد التي ستكون حاضرة في لندن، كما بادر بتنظيم حفل استقبال على شرف الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين سيحضرون دورة لندن، وستكون متبوعة بمبادرة ثالثة شهر مارس المقبل عندما سينظم سعادة السفير ومصالحه سباقا لجمع الإعانات بمشاركة إطارات السفارة، وهي التي ستمتد على مسافة ميل واحد، أي 1609متر، يتبعه حفل ال100يوم قبل الألعاب الأولمبية ويشمل الرياضيين الجزائريين المشاركين ونجوم الرياضة الجزائرية وإطاراتها وتحضره الصحافة والجمعيات الخيرية.
تسهيلات خاصة للجزائريين.. رياضيين وسياح كما كشف سعادة سفير بريطانيا بالجزائر أن هدف منظمي الدورة إنجاح الحدث وتمكين أكبر عدد ممكن من المتفرجين والرياضيين من الحضور، فبخصوص البعثة الجزائرية، أكد ضيف الشروق أن ثمة تسهيلات كثيرة ستقدم للرياضيين والمرافقين في استخراج التأشيرات وحتى للسياح من الجزائريين الذين ينوون حضور الدورة، أضف إلى ذلك التسهيلات وظروف الإقامة هناك في لندن، حيث وضعت لجنة التنظيم تحت ذمة الرياضيين والسياح 2800 مسكن وهي المساكن التي بمقدور زوار لندن اقتناءها ولن تتوقف الحياة فيها بنهاية الألعاب.
لقاءات مكثفة مع ممثلي اللجنة الأولمبية الجزائرية ولتحضير تنقل البعثة الجزائرية، كشف سعادة السفير أن لقاءات مكثفة تتم بينه ومسؤولي اللجنة الأولمبية الجزائرية باعتبارهم همزة الوصل الوحيدة والممثل رقم واحد للرياضيين الذين سيخوضون غمار الألعاب، وهم الذين كانوا تنقلوا إلى عين المكان للشروع في تحضير عملية التنقل.
سندرس إمكانية تنظيم مقابلة كروية أعجب سعادة السفير بالفكرة التي طرحها أحد الزملاء لما اقترح عليه إعادة بعث التعاون الرياضي بين المملكة البريطانية والجزائرية، ويقصد بالضبط تنظيم مباريات كروية ودية على شاكلة تلك التي تمتع بها الجمهور الجزائري في الثمانينيات لما واجه الخضر في عديد المناسبات بملعب 5 جويلية أكبر الأندية الإنجليزية، مثل مانشيستر يونايتد، ابسويش تاون، نونتينغهام فوريست وغيرها، وهي الفكرة التي أمر سعادة السفير ملحقه الإعلامي بتدوينه في مفكرته وواعدا بدراسته بكل دقة في حينها.
7 ملايير جنيه استرليني ميزانية التنظيم ونرتقب 6 ملايين عائدات كشف السفير مرتن روبرت أن ميزانية تنظيم الدورة الأولمبية المقبلة بلغت حوالي 7 ملايير جنيه استرليني، بالمقابل ينتظر أن تجني منها المدينة أرباحا تصل إلى ال6 ملايير جنيه، والأهم كما قال سعادة السفير ليس الربح، بل في ضمان نجاح المنافسة وأكبر قدر ممكن من المشاركة، لأن المنظمين يراهنون على أن تكون دورة لندن 2012 الأحسن، حتى وإن كان الأهم هو إيصال رسالة الألعاب القائمة على التسامح، الصداقة والمساواة دون الأخذ في الحسبان العرق، الجنس أو اللغة.
مخطط أمني خاص لتوفير الحماية للوفود المشاركة والزوار كشف سعادة سفير بريطاني بالجزائر مارتن روبر بأن بلاده وبالتنسيق مع اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، وضعت خطة أمنية فعالة، قصد توفير الأمن والحماية للوفود المشاركة في الدورة، والزوار، والجماهير، وقال في هذا الصدد "نملك الخبرة اللازمة في المجال الأمني، من خلال جهودنا في مكافحة الإرهاب"، مضيفا "وضعنا مخططا أمنيا خاصا بالألعاب، و"اتخذنا كل الإجراءات اللازمة من أجل ضمان سلامة وأن الرياضيين والزوار".
شهر رمضان لن يشكل عائقا للمسلمين أكد سعادة سفير انجلترابالجزائر بأن اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية 2012 أخذت بعين الاعتبار هذا العامل المتضمن في تزامن إجراء الألعاب الأولمبية مع شهر رمضان الفضيل، بالنظر لوجود عدد هائل من المسلمين "نحن نحترم جميع الديانات وبالتالي فإننا سنسهر على توفير جميع الوسائل حتى يتمكن المسلمون من تأدية شعائرهم في جو مريح، وبالتالي فإن مسألة الصيام ليست مطروحة تماما، ولا تشكل عائقا بالنسبة للمنظمين، كما أذكركم بأن أحد الرياضيين البريطانيين المسلمين كتب في هذا الموضوع، مشيرا بأن الرياضة لا تتعارض مع الصيام وبالتالي باستطاعة الرياضيين تأدية شعائرهم والمشاركة في المنافسات الرسمية حسب علمي" أشار سعادة السفير.
"نأمل حضورا مكثفا للجالية الجزائرية في بريطانيا" وجه سعادة السفير رسالة إلى الجالية الجزائرية في بريطانيا قصد الحضور بقوة في الألعاب الأولمبية لمساندة الرياضيين الجزائريين من أجل تحفيزهم وحثهم على تقديم الأفضل، مؤكدا بأن هاته الألعاب ستكون ناجحة وقمة في الجمال "نحن نعلم بأن الجالية الجزائرية في بريطانيا قوية، بحيث يبلغ عددها 35 ألف شخص حسب الإحصائيات الرسمية، نأمل من خلال الألعاب الأولمبية أن يكون حضورهم قويا من أجل تشجيع الرياضيين الجزائريين وتحفيزهم خلال هذا العرس الرياضي العالمي، وأنا متأكد بأن الجزائريين سيستمتعون بلوحات رائعة" قال سعادة السفير.
"فكرة دعوة فريق انجليزي إلى الجزائر سنحاول تجسيدها" وفي سؤال يخص إمكانية دعوة فريق انجليزي إلى الجزائر للمشاركة في مباراة أو دورة ودية، صرح سعادة السفير بأنه يرحب بالفكرة، مؤكدا بأنه سيعمل على إيجاد السبل المثلى لتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع من خلال الاتصالات والمفاوضات التي سيقوم بها مستقبلا "بصراحة أنا أعلم جيدا شغوف الجزائريين بكرة القدم وحبهم الشديد للأندية الانجليزية، بدليل أنني أشاهد كثيرا الشبان الجزائريين وهم يرتدون قمصان لفرق انجليزية، وهو ما يؤكد تعلقهم بكرة القدم الانجليزية، لذلك سأسعى بالتنسيق مع المسيرين الانجليز والجزائريين لاتخاذ الصيغة المثلى لتنظيم مباراة دولية ودية أو دورة ودية بحضور فريق انجليزي".
رسالة سفير بريطانيا في أولمبياد لندن نريد أن نسمو ببريطانيا ونشجع ذوي الاحتياجات الخاصة كشف سعادة سفير بريطانيا بالجزائر مارتن روبر بأن دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها لندن في الفترة الممتدة ما بين 27 جويلية و12 أوت القادم، خطوة كبيرة نحو الأمام لإنجلترا، مشيرا إلى أن بلاده تطمح لبذل أقصى جهودها لإنجاح الدورة. قال روبر خلال استضافته بمنتدى "الشروق" أمس "نحن فخورون بما وصلنا إليه من تحضيرات، لندن على أهبة الاستعداد لاحتضان الدورة، سواء من حيث الهياكل الرياضية والمنشآت القاعدية التي ستستفيد منها الأجيال القادمة، أو من حيث وسائل النقل والإيواء بالنسبة للوفود المشاركة أو الزوار"، مضيفا "بالرغم من التحولات والأزمات التي تلقي بظلالها على العالم حاليا، فإننا نسعى لكي يكون أولمبياد لندن مهرجانا رائعا للجميع، وفرصة لرؤية الأمور من الناحية الايجابية، والتمتع بمشاهدة التظاهرات الرياضية". ومن بين أهم المقاصد التي تسعى إنجلترا لتحقيقها خلال الأولمبياد القادم، هي العمل على الحد من ظاهرة التلوث البيئي، وكذا السمو بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ستشهد لندن إقامة دورة الألعاب "البارا أولمبية" الخاصة بهذه الفئة التي تلقى اهتماما كبيرا حسب السفير الذي قال في هذا الصدد "نريد اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه الألعاب لتغيير طريقة تفكير وشعور وتصرف الآخرين تجاه الإعاقة ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لخلق مجتمع أكثر انفتاحا وشمولا"، مضيفا "ستكون الفرصة مواتية أيضا لتشجيع هذه الفئة على ممارسة الرياضة، قصد دفعها للتخلص من فكرة أن الإعاقة تشكل حاجزا أمامهم".
بريطانيا فضاء مفتوح على العالم والمجتمع اللندني متعدد الثقافات والأعراق قال سعادة السفير البريطاني بأن ألعاب لندن تسعى لاستقطاب حد أقصى من الرياضيين والجماهير والزوار، إضافة إلى السياح الذين اعتادوا على زيارة لندن، مشيرا إلى أن انفتاح المجتمع البريطاني، واللندني بصفة خاصة سيسمح بتحقيق هذا المطلب، وقال السفير "بريطانيا فضاء مفتوح على العالم، ومتعدد الثقافات، ويحترم كل التقاليد والأعراف"، مضيفا "بلدنا يضم جاليات مكونة من أكثر من 50 بلدا، ولندن وحدها تضم 35 ألف جزائري حسب الإحصائيات الرسمية، وهذا سيكون له دور فعال في إنجاح الألعاب واستقطاب حد أقصى من الجماهير، نتمنى أن يستمتع الجميع".