يُعتبر من نجوم الكرة المغربية التي صنعت لنفسها اسما خاصة في مونديال 1998 لما كان يحمل رقم 8 ..سعيد شيبة مدرب نادي قطر واللاعب السابق لكل من نانسي وكوموبستيلا الاسباني وأريس اليوناني والسد القطري فتح قلبه ل"الشروق اليومي"، تحدث عن نكسة أسود الأطلس في الغابون وشرّح واقع الكرة المغربية وأسقطه على جارتها الجزائر وتطرق لما يعيشه المنتخب الجزائري وأسهب في الحديث عن إمكانيات كريم زياني الذي أكد بأنه لاعب موهوب ويملك مفاتيح الفوز في أي مباراة.. المنتخب المغربي كان مرشحا لنيل اللقب الإفريقي لكنه فاجأ الجميع لما خرج من الدور الأول وأقل ما يُمكن قوله على هذا الخروج أنه نكسة؟ بالفعل، وللأسف أننا دخلنا هذه المنافسة بثوب المرشح وتاريخنا لا يشفع لنا لما نكون المرشحين، ثم هناك من لا يفقه في الكرة السمراء ويظن أنه بلاعبين موهوبين يُمكنه الظفر بالتاج القاري، ونسوا أن كأس إفريقيا منافسة خاصة لها مقاييسها وتحتاج للاعبين لهم قوة ذهنية، وهذا ما افتقده المنتخب المغربي
بهذا الشكل أنت تظلم هذا الجيل فأسود الأطلس يملكون في تعدادهم لاعبين أقوياء من الناحية الذهنية ويُعتبرون نجوما في نواديهم الأوروبية؟ القوة الذهنية هي أن تكون قادرا على العودة في النتيجة وعلى تسيير المباريات، لكننا لاحظنا أن المنتخب تفاجأ بمستوى الغابون، وهذا غير مقبول، لأن منتخبا يقبل على منافسة إفريقية عليه أن ينتظر أي منتخب بغض النظر عن الاسم، لذا دعني أقول إن المنتخب المغربي كان ضحية حساباته إذ لم ينتظر الصعوبة. لكن ضد تونس المنتخب المغربي سيطر بالطول والعرض ولولا نقص فاعلية حجي والشماخ اللذين ضيعا كرات سهلة وعلى انفراد مع المرمى لخرج الأسود متفوقين، ربما الحظ أيضا خان المغرب؟ من العادة المباراة الأولى تُحدد مسار المنافسة، وإذا فقدت 3 نقاط فأنت عرضة لحسابات ولضغوطات وهناك من لا يتحمل ذهنيا الشك، لذا أعود لما سبق وأن ذكرته أن المشكل ليس مهاريا أو فنيا لأننا نملك لاعبين ممتازين على المستوى الأوروبي بل المشكل ذهني ولا تفسير ثان لهذا.
هذا يقودني لإسقاط ماحدث لمحاربي الصحراء على ما يحدث للأسود، هل الجهاز الفني أخطأ لما اعتمد كلية على المحترفين وهمّش المحليين؟ أخفق كلمة كبيرة ربما، لكن لو كنت مكانه لا يُمكنني أن انتهج نفس الطريقة لأن أحسن اللاعبين المغاربة ومن يملك جواز سفر مغربي هم هؤلاء الذين رأيتم.
لكن لما تنظر للوداد وصيف بطل إفريقيا والفاسي بطل الاتحاد الإفريقي فضلا عن الرجاء والجيش تجد أن الموهبة المحلية متوفرة ولها خبرة إفريقية أيضا؟ بطبيعة الحال، فالمنافسة الإفريقية تستحق مزيجا من المحليين والمحترفين لخلق ذلك الانسجام..
ماذا تقصد بالذين يملكون الجواز المغربي هل أنت ضد مزدوجي الجنسية؟ لا، أنا ضد من يفرق بين المغاربة، بين من يقول هذا قادم من أوروبا وذاك قادم من المغرب، كلنا مغاربة وكلنا جزائريون ولا يُمكن مع كل إخفاق توجيه أصابع الاتهام للمحترفين ومن عاشوا في أوروبا ولما نفوز ونحقق الانتصارات نثني عليهم، أظن أنكم عشتم هذه التجربة..
هل تظن أن المنتخب الجزائري أخطأ هو الآخر لما اعتمد كلية على المحترفين الذين ترعرعوا في أوروبا؟ المنتخب الجزائري لو جلب أولئك المحليين الذين يلعبون بالقلب ويملكون حراراة البلاد واستعان بالمحترفين ممن لا يملك لاعبين مهاريين في مناصبهم لعاد لسالف عهده لما كان منتخبا يُشار إليه بالأصابع.
لكن غيريتس يكون قد أخطأ لما اعتمد في مباراة تونس على محترفين غير جاهزين بدنيا وترك المحليين في المدرجات؟ نعم وهذا ما يؤاخذ عليه، لابد أن يفسر هذه الاختيارات التي تبناها في كأس إفريقيا.
ربما غيريتس ليس الرجل المناسب في المكان المناسب؟ إذا كان مناسبا أم لا، فالنتائج هي التي تجيب عن السؤال، وحسب ما تم الاتفاق معه أيضا في العقد.
الآن ظهرت النتائج، تأهل بالمنتخب لكأس إفريقيا وأخفق فيها، هل يعتبر مناسبا؟ لا أدري الأهداف المسطرة لكن بما أنه لم يؤهل المنتخب للمونديال مثلا فلا يُمكن الحديث عن تحقيقه لنتائج.
وإذا عُرض عليك خلافته وأنت الذي كسبت خبرة في الدوري القطري وتمكنت من قيادة نادي قطر بأمان لحد الآن فضلا عن احتكاك الدائم بلازاروني؟ تدريب المنتخب المغربي لابد أن يتعامل معه باحترام وأن يثبت نفسه في النادي ويُحقق شيء حتى يكون مرشحا، أما بالنسبة لي فهذه أول تجربة ولا زلت بعيدا على تدريب منتخب بلادي. لكن هناك لاعبين أول تجربة لهم في عالم التدريب كانت مع منتخبات بلادهم، مثل رابح ماجر، ودييغو مارادونا وريكارد وغيرهم ومنهم من نجح ومنهم من فشل؟ أجل، ولكن أنا لا يُمكنني فعل ذلك، ولا يُمكنني أن أبيع نفسي من خلال الصحف ووسائل الإعلام حتى أحظى بتدريب منتخب بلادي، وإذا كان هناك طموح فلابد من فرض نفسي وبعدها إن كنت من بين المرشحين فهذا سيكون شرفا كبيرا.
بكل صراحة، هل المنتخب المغربي في حاجة لمدرب محلي أو أجنبي؟ أنا ضد هذا التقسيم وبالنسبة لي المعيار الوحيد هو الكفاءة
لكن لما ترى مصر نجحت مع شحاتة وهو مدرب محلي والجزائر نجحت مع سعدان وهو مدرب محلي والمغرب نجحت مع بادو زكي وهو مدرب محلي يُصبح السؤال مشروعا؟ هذا الخطاب من المفروض أن يوجه للمسؤولين على الكرة في بلداننا، عليهم أن يدرسوا هذه الإحصائيات ويستخلصوا الدرس، فإذا كانت كل الدروس تؤكد أن المدرب الوطني هو من يُحقق النتائج فلا أدري لماذا نسنتغني عنه.
في الجزائر مثلا المدرب سعدان أهل المنتخب الجزائري لمونديالي 86 و2010 ثم خرج بطريقة يُمكن أن يٌقال إنها طرد؟ للأسف هذا ما يؤاخذ على المسؤولين عندنا، هم ناكرون للجميل، ولا نملك ثقافة الاعتراف، أو بالأحرى المغني الحي لا يُطرب لا تزال مترسخة عندنا..
هناك نقطة أخرى أثيرت بعد إخفاق الأسود في كأس إفريقيا تتعلق بالراتب الشهري للمدرب غيريتس والذي يُقال إنه وصل ل250 ألف يورو، وهو راتب خرافي، هل أنت مع إثارة هذه المواضيع أم هي نقاط غير خاضعة للنقاش؟ لا بد على ثقافة المحاسبة أن تكون مترسخة عندنا قبل الإخفاق..
لكن أظن أن راتب غيريتس ناقشه الكثيرون قبل الإخفاق؟ لا، الكل كان سعيدا وبعد الاخفاق بدأنا نسمع عن 3 ملايين كأجر وغيرها، لما تم التعاقد الكل ينتظر ويتساءل متى يصل غيريتس؟ لماذا تأخر غيريتس؟ والآن أصبحوا يتكلمون عن الأجر والراتب، لابد أن تكون ثقافة المحاسبة واردة في جميع المستويات..
لم يتم الإعلان بشكل صريح على راتب المدرب غيريتس، هل الأمر منطقي في رأيك؟ لا، أبدا، لابد من الشفافية، الشعب المغربي من حقه أن يعرف راتب مدرب منتخبه الوطني، ثم كلنا نعرف أن غيريتس راتبه ليس زهيدا وسبق وأن درب الهلال السعودي وكان يقبض راتبا خياليا.
العقود في الأندية تختلف عن المنتخبات، ومعروف أن رواتب المدربين في المنتخبات أقل من الأندية؟ تلك المنتخبات التي تعطي لنفسها قيمة، لما تقول أنا منتخب متألق واسمي يكفي لابد للمدرب أن يُضحي بجزء من راتبه.
لما نرى الكابتن سعيد شيبة، والدكتور حسن حرمة الله والكابتن بادو زاكي كلهم خارج المغرب، والمغرب في حاجة لهم إذن أنتم أيضا مسؤولون على هذه الانتكاسات؟ هي سوق، الإنسان يعمل في سوق بدون حدود، ولا أحد يرفض أن يعمل في بلده وفي ظروف جيدة، ولا بد أن توجه هذا السؤال لأصحاب القرار لأنهم يملكون الإجابة.
تقريبا هو نفس الإشكال الحاصل في الجزائر وعلى جميع الرياضات، الكثير من الإطارات هاجرت وحاليا تُحقق في النجاحات هل هناك قطيعة بين جيلكم و المسؤولين الحاليين؟ أنا مثلا أنهيت مسيرتي في الملاعب خارج المغرب لمدة 15 سنة، عدت للمغرب وكانت لي تجربة مع منتخب الشباب لمدة شهرين وطبعا كانت فاشلة، بعدها حملت حقيبتي وغادرت المغرب.."يضحك".. لا وجود لقطيعة بل هم ما قاطعونا، بمعنى القطيعة من جهة واحدة فقط
ربما سمعت بإسقاط مدرب المنتخب الجزائري خاليلوزيتش لاسم زياني من القائمة التي ستواجه غامبيا نهاية الشهر، وأنت تعرف زياني جيدا.. ما رأيك في هذا القرار؟ زياني "سلخنا" في 10 دقائق في مبارتنا ضد ناديه.."يضحك"..بصراحة زياني مستواه في هذين الشهرين كبير جدا، فإذا كان في السابق الكلام عن المستوى البدني بسبب الدوري القطري فاسمح لي أن أقول لك إن زياني يتواجد حاليا في لياقة جيدة وفائقة جدا وربي يحفظه.
في رأيك الاستغناء عن زياني وفي هذا المستوى لا علاقة له بفنيات اللاعب؟ بصراحة إذا كنت تملك زياني واستغنيت عنه فأنت تملك شجاعة كبيرة جدا، ولديك لاعبين مستواهم عالمي.
في نفس مكان زياني هناك بودبوز لاعب سوشو وفيغولي لاعب فالنسيا لكن بفارق في الخبرة بين زياني وهذين اللاعبين، ربما قد يكون هذا هو سبب الاستغناء عنه؟ بودبوز لم أتابعه كثيرا ولو أنه يظهر أنه لاعب موهوب، الوحيد الذي يقدر أن يفسر سبب الاستغناء عن زياني هو وحيد نفسه فأكيد هناك سبب آخر.
أنت لو كنت تملك زياني في قائمتك هل تُشركه؟ بدون تفكير، فأنا قلت لك إنه لاعب حاليا يتواجد في أعلى مستوى فضلا عن خبرته الافريقية، وسبق وأن لخصت لك ما حدث للمنتخب المغربي بسبب غياب الخبرة الإفريقية..