علمت الشروق أن أهالي الشاب عبد الكريم بوزيد، الذي قتل نهاية الأسبوع الفارط من قبل الحرس التونسي بالشريط الحدودي، تنقلوا يوم الأربعاء الفارط رفقة العضو البرلماني "حفاز المولدي" إلى قنصل تونس بولاية تبسة، السيد دلالي، والذي استقبلهم حسب مصادر الشروق إستقبالا جيدا، مقدما لهم بالمناسبة التعازي الخالصة. وقد ناشد أهالي الضحية القنصل بالتدخل لدى الجهات التونسية المعنية لكشف ملابسات عملية القتل، وقد وعد قنصل تونس حسب البرلماني "حفاز"، الشروق بأنه سيبلغ السلطات التونسية بكل التفاصيل، وستتخذ إجراءات صارمة ضد القتلة. أهالي الضحية كان لهم لقاء مطولا مع والي ولاية تبسة، الذي أبدى تضامنا مع أفراد العائلة شاكرا لهم تعقلهم وصبرهم الكبير، خاصة بعد رواج خبر محاولة العشرات من الأشخاص القيام بمسيرة سلمية من منزل المفقود إلى قنصلية تونسبتبسة، مرورا بمقر الولاية. وبالمناسبة تم الإتصال بقنصل الجزائر بالكاف التونسية، والذي من المقرر أن يستقبل هذا السبت ممثلين عن عائلة الضحية، ومحامين للتأسيس كطرف مدني ضد الحرسين التونسيين اللذين نفذا عملية القتل العمدي، والتي أكدها الشاهد الوحيد على العملية "حافي لحبيب" المتواجد حاليا بمستشفى عالية صالح، وكذلك التقرير الطبي الصادر من قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بالقصرين التونسية "تحصلت الشروق على نسخة منه"، والذي يؤكد أن عملية الوفاة جاءت بعد إطلاق عيارات نارية متتابعة. وبالموازاة مع ذلك علمت الشروق أن السلطات التونسية أوقفت المتهمين في عملية القتل، وتنقل المحققون رفقة المتهمين إلى مكان الحادث لتمثيل فعل الجريمة كما حدث. ولعل هذه الخطوة من الجهات التونسية تؤكد فعلا النية الحسنة للسلطات التونسية للمضي بعيدا في الحادثة إنطلاقا من التقرير الطبي وتصريحات الكثير من أن السيارة كانت متوقفة أثناء إطلاق النار وليست في حالة فرار. شهادة المصاب والناجي من الموت يعتبر السيد حافي لحبيب " 41 سنة"، والذي مازال مقيما بمستشفى عالية صالح، الشاهد الوحيد في جريمة القتل التي تعرض لها الشاب عبد الكريم بوزيد "30 سنة"، من قبل الحرس التونسي، وعلى الرغم من العملية الجراحية التي أجريت له بالمستشفى ونزع ثلاث رصاصات من جسده، إلا أنه إستطاع أن يسترجع الحادثة المأساوية، حيث قال: كنت رفقة صديقي "بوزيد" يوم 19 مارس 2007 عند الساعة الثالثة زوالا بمنطقة سيدي ظاهر بالحدود الجزائرية نعرض إحضار سلع تونسية على مرأى من الحرس التونسي وموافقتهم، وبعد الانطلاق شاهدنا دورية لحرس الحدود الجزائرية إنتابنا الخوف، فرجعنا إلى المكان الذي أخذنا منه السلع وقمنا بوضعها، وبعد عودتنا حيث أوقفنا الحرس التونسي، ونزعوا مفتاح السيارة وطلبوا منا مبلغ 5000 دج أو ما يعادله بالدينار التونسي، فأخبرهم المرحوم بأنه يملك إلا 1600 دج، فهددونا بضرورة الدفع أو الموت، ولما أدركوا بأننا سوف لن نمنحهم الدراهم كسروا زجاج النافذة واطلقوا النار عليّ بداية ثم وابلا آخر من الرصاص على رفيقي صاحب السيارة، ولما هربوا معتقدين أننا فارقنا الحياة معا، تمكنت من الخروج من السيارة حبوا، إلى أن جاءت سيارة جزائرية حيث نقلتني إلى بوشبكة ثم سيارة أخرى حوّلتني إلى مستشفى عالية صالح بتبسة، وأنا في الطريق أيقنت بأن رفيقي قد فارق الحياة وهو بالسيارة نظرا للعدد الكبير من الطلقات نحو رأسه وجسده. ب. دريد