استنكرت ابرز الأحزاب السياسية في الجزائر المجازر البشعة التي نفذها النظام السوري في شعبه. ودعته إلى التنحي نزولا عند رغبة الشعب أو إيقاف آلة القتل وفتح نافذة للحوار الجدي والجاد. وذهبت بعض الأحزاب إلى دعوة السياسيين في الجزائر إلى الخروج لمساندة السوريين والضغط على الدبلوماسية الجزائرية التي لم تضبط بعد - حسبهم - دورها ما بين متفرج تارة ومتردد تارة أخرى. جهيد يونسي: "دبلوماسية باهتة ومترددة ضيعت على الجزائر الريادة" أكد جهيد يونسي أن موقف حركة الإصلاح الوطني لم يتغير وأنه من البداية كان إلى جانب الشعب السوري ودعم المعارضة وكان إلى جانب قيادات المجلس الوطني ممن زاروا الجزائر". دافعنا وسنبقى بكل ما أوتينا من قوة ضد بشاعة وشراسة النظام البعثي الذي تجاوز بطشه عهود الاستعمار، وندين بشدة الجرائم المرتكبة والقصف المتواصل". وتأسف في معرض حديثه عن ما وصفه ب "سقطة" الدبلوماسية الجزائرية قائلا "الموقف الجزائري ضيع على الجزائر فرصة كان يمكن أن تكون رائدة الوطن العربي. فكانت دبلوماسية باهتة ومترددة وهذا الموقف لم ولن يخدم الجزائر خاصة وأن الأمور تتجه نحو إعادة بناء أنظمة ديمقراطية وندعو الحكومة مراجعة مواقفها".
قاسة عيشي "حزب جبهة التحرير الوطني" "الأفلان سيبقى دائما ضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول" يصر حزب جبهة التحرير الوطني على موقفه من الثورة السورية رغم التصعيد الذي تبناه نظام الأسد والمجازر التي ترتكب يوميا وراح ضحيتها أطفالا ونساء ويؤكد قاسة عيشي المكلف بالاتصال بالحزب أن الآفلان كانت وستبقى دائما ضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم السماح للدول بالتدخل في شؤون البلاد تحت أي غطاء وهي المبادئ - حسبه - التي لا تخرج عن مبادئ الثورة التحريرية. وأكد العضو بالمكتب السياسي للافلان أن الجبهة تؤمن بشرعية مطالب الشعب السوري "الشعب السوري من حقه أن يناضل من أجل تحديد المؤسسات، ولكن علينا أن ندرك خطر الأجندات الخارجية وهو ما حدث في دول أخرى وكانت نتائجه سلبية. نحن مع فتح الحوار مع كل الأطراف".
عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير: "نظام الأسد يزداد وحشية وسقوطه أصبح وشيكا" استنكر عبد المجيد مناصرة الوحشية التي يتعامل بها نظام الأسد مع الشعب السوري وأكد أن جبهة التغيير كانت وستبقى منحازة للشعب السوري ومؤيدة لمطالبه المشروعة "مطالب الشعب السوري مشروعة جدا والنظام تزداد وحشيته يوما بعد يوم ويواجه التظاهر السلمي بالعنف.كلما زاد قتلا زادت مبررات سقوطه وأصبح انتصار الشعب قريب". ووصف مناصرة الدبلوماسية الجزائرية "بغير الواضحة" والبعيدة عن الشعوب ومطالبها "على الجزائر أن تمارس ضغطا على النظام السوري ولا نقصد التدخل الأجنبي وإنما تدخل عربي لإنقاذ الشعب السوري، وإذا اتفقت الدول العربية واجتمعت على قرار واحد فستنجح في عدم فتح المجال لتدخلات أخرى".
مصطفى هميسي حزب الحرية والعدالة "نرفض أي فكرة للتدخل الأجنبي في سوريا" ثمن حزب الحرية والعدالة الجهود التي تبذل لوقف إراقة الدماء في سوريا في إطار الحل العربي. حيث أكد مصطفى هميسي المكلف بالاتصال والثقافة في حزب الحرية والعدالة رفض أي فكرة من شأنها الدعوة إلى التدخل الأجنبي "نشجع الدبلوماسية الجزائرية على العمل في إطار عربي حتى تستقر الأوضاع وتتوقف إراقة الدماء".
محمد حديبي نائب عن حركة النهضة "على الجزائر طرد السفير السوري فورا وقطع كل علاقة مع الأسد" اعتبر محمد حديبي وحشية النظام السوري واستباحته لدماء الأبرياء العزل في سوريا "ظهر جليا أن الأنظمة الظالمة في الوطن العربي لا شرعية تاريخية لها بل استمدت شرعيتها من الحديد والنار وكل ما كانت تسوقه قبل الثورات العربية مجرد تخدير للشعوب وأنها مجرد عصابات وحشية". وفتح النائب عن حركة النهضة النار على الأداء الدبلوماسي للجزائر مع الثورة السورية وقبلها من الثورات في الوطن العربي "ندين ونستنكر وندعو الدول العربية المتحررة من الغطرسة إلى تجنيد القوة العسكرية لإنقاذ الشعب السوري. الموقف الجزائري لا يشرف الشعب الجزائري فالشعب في واد والدبلوماسية في واد آخر،و ليست دبلوماسية الدولة الجزائرية وعليها أن تتحرر وتطرد السفير فورا وتقطع كل علاقة مع مهما كان شكلها والحكومة الجزائرية تتحمل مسؤولية موقف الدبلوماسية الذي لا يتلائم مع مبادئ الثورة. ونطالب الطبقة السياسية الخروج وكفى تغطية للشمس بالغربال".
موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية "موقف الجزائر بعيد عن مبادئ الثورة وعلى الأسد أن يرحل" انتقد موسى تواتي أداء الدبلوماسية الجزائرية وطريقة تعاملها مع الحراك العربي "أداء لا يمثل بصدق وشجاعة مواقف الشعب الجزائري. وهذا ليس من مبادئ الثورة الجزائرية التي ساندتها الشعوب العربية، كان علينا أن نكون سباقين في إيجاد حل لإراقة دماء الأبرياء في سوريا. فما يرتكب جريمة بكل المقاييس ولا يمكن أن يضمن الرئيس البقاء في السلطة بسفك دماء الشعوب وقمعهم وعلى النظام السوري الذي انتهج هذا المنهج للبقاء أن يرحل".
جمال عبد السلام رئيس حزب الجزائرالجديدة "تأخر الأداء لا يناسب تقاليد الدبلوماسية الجزائرية العريقة" أبدى جمال عبد السلام تخوفات من أن تستغل أطراف خارجية الوضع في سوريا وتحاول الظهور عربيا على حساب المطالب الشعبية خدمة لأجندات غربية "موقف حزبنا مبدئي في أننا مع حق الشعب السوري في إحداث التغيير وندعو السلطة السورية إلى الاستجابة للمطالب المشروعة. أما ميدانيا فالوضع السوري فيه تعقيدات وتشعبات خطيرة جد، حيث دخلت الأطماع الاستعمارية على خط المطالب الشرعية وعليه نحن مع وحدة سوريا والحوار والإصلاحات العميقة". ووصف الأداء الدبلوماسي "بالمتأخر" مقارنة مع تاريخ الدبلوماسية الجزائرية على مر السنوات والأزمات التي عاشتها المنطقة العربية. "تقاليد الدبلوماسية الجزائرية عريقة ولابد أن تسترجع الجزائر موقعها الإقليمي وأن تأخذ بعين الاعتبار العلاقات التاريخية بين الجزائر وسوريا ".