تجمع، الأحد، أكثر من خمسين شابا أمام مقر المؤسسة الجوارية للصحة العمومية ببلدية "قطارة" بالجلفة، واعترضوا طريق الوالي، الذي كان يقوم بزيارة عمل للبلدية. وقد اشتكى الشباب الذين حملوا العلم الوطني وهم يتحدثون للوالي من التهميش و"الحڤرة" التي طالتهم، وغياب التنمية بالبلدية. وقد أثير نقاش حاد حول قضية العائلات السبعة التي تم إنقاذها مؤخرا من الموت، والمعاناة التي كانت تتخبط فيها، من غياب الأكل والشرب، واللباس، حيث وصل بهم الأمر إلى أكل "النخالة" واستخدام كيس يستخدم للدقيق كغطاء. وقد صرح الوالي حسب أحد الشباب الذي حضر أن مشكلة العائلات قد تم معالجتها، وقدمت المساعدات الضرورية لها، وأن هؤلاء رعاة، انتقل الموالون الذين يشتغلون لديهم إلى مناطق أخرى بفعل الجفاف وتركوهم، فيما أصر الشباب على أن أفراد العائلات التي اكتشفت في نواحي بلدية قطارة قبل أيام ليسوا رعاة، بل مواطنون وجدوا أنفسهم مجبرين على أكل "النخالة" نتيجة غياب الدولة. كما طرح الشباب المتذمر مشاكل أخرى تتعلق بافتقار البلدية لثانوية، في وقت لا تزال الأشغال جارية لإنجاز متوسطة. ويجبر الأولياء ببلدية "قطارة" على توقيف أبنائهم من الدراسة بعد انتهاء الدراسة بالطور الأول لعدم وجود متوسطة بالبلدية، فيما ينتقل التلاميذ الذين حالفهم الحظ إلى بلدية القرارة (تبعد ب 50 كم عن مقر البلدية)، أو إلى بلدية مسعد، التي تبعد بحوالي 70 كم لمواصلة تمدرسهم. ورغم الاستخدام الدائم للطريق الرابط بين بلديتي "قطارة" و"القرارة" التابعة لولاية غرداية، بحكم قرب المسافة، سواء لنقل المرضى، أو لتلبية احتياجات مواطني البلدية، إلا أن الطريق تتواجد في حالة كارثية، وهي الحالة التي دفعت بالمواطنين إلى المطالبة بتعبيدها، إلى جانب الاهتمام أكثر بهذه البلدية التي لا يستطيع مواطنوها حتى مشاهدة القناة التلفزيونية الأرضية، ويقطعون مسافة 50 كم باتجاه بلدية "القرارة" لدفع فواتير الكهرباء.