مقتل منفذ عملية تولوز، محمد مراح، ورسائل التنديد بالعملية من جزائريي فرنسا، التي تهاطلت على الإعلام الفرنسي، دون أن يلتفت إليها، نهار أمس، والتركيز بالمقابل على أن الفاعل المتهم المقتول هو من أصول جزائرية، وخطاب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي قال إن فرنسا لن ترحم الذي يتواصل إلكترونيا مع المواقع الإرهابية والذي يسافر للخارج لدراسة ديانة وعقائد تدعو للأحقاد والإرهاب، أكد أن الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية القادمة، ستكون بنكهة جزائرية، إذ أن اهتمام فرنسا الكبير بالتشريعيات الجزائرية القادمة، التي ستقام في العاشر من شهر ماي لم يتزعزع رغم عملية تولوز. ورغم اهتمام الجزائر بالانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة، التي تقام بين 22 أفريل و6 ماي، إلا أن تواجد البلدين في توقيت متقارب، كان من المفروض أن يجعل كل طرف بعيدا عن الآخر، على الأقل إعلاميا، في أهم انتخابات تشهدها الجزائر في الألفية الحالية، بعد التشريعيات السابقة التي كانت فاقدة لشعبيتها على الأقل، وأهم انتخابات رئاسية تشهدها فرنسا أيضا في الألفية الحالية. كل الصحف الفرنسية بدأت الحديث عن الانتخابات التشريعية الجزائرية، رغم أن حادثة تولوز خطفت الأضواء، وربطتها بالانتصارات المحتملة للإسلاميين في الجزائر، على شاكلة ما حدث في تونس والمغرب ومصر، وهي انتخابات لن تكون شكلية، ولن تلعب فيها يد التزوير كما في بعض الانتخابات التشريعية السابقة، لأن قدرها سيكون كذلك بعد الثورات العربية، كما أن الجزائريين مهتمون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، لأن المترشحين جميعا يراهنون على الجالية الجزائرية أو الفرنسية من أصول جزائرية، لأجل بلوغ قصر الإليزيه، ومحاولة استمالتهم، كما فعل ساركوزي بعد مقتل محمد مراح. وتعتبر الرئاسيات الفرنسية القادمة حاسمة وفريدة من نوعها، بعد التعديل الانتخابي في 23 جويلية عام 2008، الذي يقرّ بعهدتين، كل واحدة منها بخمس سنوات لرئيس الجمهورية الخامسة، أما في الجانب الجزائري، فإن رأي فرنسا في كل الاستحقاقات مازال مهما، ليس بالنسبة لأطراف فاعلة في السلطة فقط، وإنما بالنسبة للكثير من الأحزاب، بما فيها الإسلامية، ما يعني أن انشغال الطرف الجزائري بانتخاباته التشريعية المهمة قبل شهر ماي، سيجعله غير مهتم بالحراك السياسي الفرنسي القوي،الذي قد يقود المتصارعين عليه إلى الجزائر، واهتمام فرنسا بانتخاباتها الرئاسية المهمة سيجعلها غير مهتمة بالانتخابات التشريعية، خاصة أن بعض الأحزاب تفضل أن تناور من باريس كما جرت العادة، أو العكس، أي إمكانية العمل معا هنا وهناك، ويبقى الرابط المشترك أن الانتخابين يقامان قبيل الاحتفالية الخمسينية لاستقلال الجزائر، وطرد الاستعمار الفرنسي!؟