قبل الحديث عن هذه المرأة العظيمة، وتبيان كيف هي علاقتها بالحجاب، نتحدث عن هذه المسابقة التي تجرى هنا وهناك: مسابقة ملكة جمال بلد أو مجموعة بلدان وقس على ذلك، ويقاس جمال النساء، وِفق مقاييس يضعها أهل الاختصاص، وفي كل مرة تفوز امرأة، وبعد مدة زمنية تأتي أخرى وهكذا دواليك! و في الحقيقة إن جمال المرأة يظهر في جملة من الأمور، منها الجمال الظاهر، ومنها الجمال الأخلاقي، ومنها الجمال الثقافي والعلمي، وأعظم جمال للمرأة هو تمسكها بعفتها وطهارتها، ولذلك لما زوج أحد الصحابة، عليهم الرضوان، ابنته قدّم لها وصية عظيمة، لو أخذت بها كل امرأة لعاشت سعيدة. قال لها: "يا بنيتي عليك بالزينة وأزْين الزينة الكلحل، وعليك بالنظافة وأنظف النظافة الوضوء". ونحن في زمننا هذا بحاجة إلى مرأة تأخذ بهذه النصائح الغالية، لتزيد من جمالها جمالا، ومن عفتها طهارة وكمالا. فمن هي ملكة جمال العالم التي ترتدي الحجاب؟ إنها بكل بساطة أمنا حواء، عليها السلام، فهي أجمل امرأة على الإطلاق، ومهما بلغ النساء من الجمال، فإنهن لن يبلغن جمالها وحسنها الأخّاذ. ورغم ذلك فهي ترتدي الحجاب وتتتزين بالحياء، وتطيع زوجها، وتحفظ فرجها، ومن هنا فإن الجمال ليس في السفور والتبرج كما يدعي الناس، بل هو في الطهارة والعفة. فيا أيتها المرأة الجزائرية العظيمة والشريفة، أنت بجمالك أبهى من الشمس وضحاها، وبأخلاقك أزكى وأعطر من المسك الفواح، وبتواضعك أرفع من البدر في ليله، وبحنانك أهنأ من الغيث المنعش، فحافظي على الجمال بالإيمان والوقار، وعلى الرضا بالقناعة والكفاف، وبالحجاب على العفاف، واعلمي أن حليّك ليس الذهب والفضة ولا الألماس، بل ركعتان في الثلث الأخير من الليل وأنت تناجي رب الناس، وظمأ الهواجر صياماً لله وشوقا لرضاه، وصدقة خفية لا يدري بها إلا الله، ودمعة حارة تسكبها عينك لتغسل الخطيئة، وسجدة طويلة على بساط العبودية والذل بين يدي الرحمن الرحيم، وحياء من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان، فالبسي لباس التقوى، فإنك أجمل امرأة في العالم ولو كانت ثيابك ممزقة، وارتدي عباءة الحشمة، فإنك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين، وإياك أن تتشبهي بالكافرات اللواتي يردن لك الهلاك، وتزيني بزينة السيدات الطاهرات من أمهات المؤمنين والمؤمنات، تجملي بعلم عائشة وبعفة مريم وبإيمان آسيا وبورع فاطمة عليهن من الله الرضوان. رسالة تحمل في طياتها عبق الصدق والغيرة على أختي في الله، إنها المرأة الجزائرية التي ستظل شامخة ببطولتها، طاهرة بعفتها رغم كيد الكائدين...