شهد ملعب 5 جويلية الأولمبي شهرة السبت أجواء رعب وأحداث شغب خطيرة، قبل، أثناء وبعد مباراة ربع نهائي كاس الجمهورية بين فريقي اتحاد الحراش واتحاد العاصمة، التي انتهت لصالح "الصفراء" بضربات الترجيح 4 / 3، وتأهلت إلى دور نصف النهائي، بعد نهاية الوقت الرسمي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي. وبالعودة إلى الأحداث التي شهدتها المباراة، فقد بدأ كل شيء 50 دقيقة قبل انطلاق المباراة في حدود الساعة الثامنة والنصف، واندلعت شرارة العنف بين أنصار الاتحاد العاصمي والحراشي في المدرجات العلوية للملعب، وبالضبط في المدرجات رقم 14، 15، 16، واستمرت المشادات والمناوشات ربع ساعة، حيث اقتلع المشجعون كراسي المدرجات وتراشقوا بها، قبل أن يتدخل رجال الأمن في نطاق ضيق لفك الاشتباكات، الا أن المشجعين استمروا في التراشق، وتبادل عبارات السب والشتم.
وتواصلت أحداث الشغب عند انطلاق المباراة، حيث دخل مناصرو الفريقين في ملاسنات حادة، امتدت إلى غاية نهاية الشوط الأول، حيث بلغت أحداث العنف ذروتها عندما أظهرت صور تلفزيونية قيام أحد المشجعين بتحطيم إحدى كاميرات التلفزيون الجزائري، قبل أن يرميها من أعلى المدرج العلوي لتتلف عن آخرها، وهو ما نتج عنه إيقاف بث المباراة التي كانت منقولة على المباشر على القناة الأمازيغية. ودفعت الأحداث العديد من الشخصيات الرياضية الحاضرة في الملعب للمغادرة، على غرار عشرات الأنصار، خوفا من تأزم الوضع أكثر.
وعند انطلاق الوقت الإضافي للمباراة، عزز الأمن حضوره من خلال وصول فرق مكافحة الشغب إلى الملعب، إلا أن الأنصار استمروا في تصرفاتهم العدوانية إلى غاية نهاية المباراة، وفي مفارقة غريبة، وعلى العكس مما كان يجري في المدرجات، فإن المباراة جرت في ظروف عادية ووسط روح رياضية عالية بين اللاعبين. وفيما أنهى أنصار اتحاد الحراش الليلة في الاحتفال بتأهل فريقهم إلى دور نصف النهائي، لم يتجرع مشجعو اتحاد العاصمة إقصاء فريقهم، حيث تهجموا على اللاعبين، وحاولوا الاعتداء على جديات وحميتي، ولم يتمكن عناصر الفريقين من مغادرة الملعب سوى في الساعة الواحدة صباحا، تفاديا لإصابة أي منهم بمكروه أو حدوث انزلاقات خطيرة.
إضافة إلى تخريب جهاز إرسال تلفوني ودورة مياه 3660كرسي مكسر بملعب 5 جويلية والشرطة اعتقلت 12 مناصرا سجلت إدارة المركب الاولمبي محمد بوضياف، خسائر كبيرة بملعب 5 جويلية الذي احتضن الداربي بين اتحاد الحراش واتحاد الجزائر، سهرة السبت، لحساب الدور ربع النهائي لمنافسة كأس الجمهورية. وقد جردت إدارة المركب صبيحة أمس، بحضور المحضر القضائي، كمية الخسائر المادية ، بحيث تم إحصاء 3660 كرسي مكسر، بينهم 3071 في المدرجات العلوية و589 في المدرجات السفلى. هذا وتم تخريب دورة مياه، إضافة إلى جهاز إرسال هاتفي تابع لإحدى الشركات الخاصة بالهاتف النقال. وقد بلغت قيمة الخسائر في المدرجات الأفقية والسفلى 10248000 دينار جزائري، دون احتساب خسائر دورة المياه وجهاز الإرسال الهاتفي، علما بأنه تم تخريب كاميرتين، تابعتين للتلفزيون الجزائري، تفوق قيمتهما ملياري سنتيم، حيث رميت إحداهما من المدرجات الأفقية ومن لطفه تعالى أنها لم تصب أي شخص. وجدير بالذكر بأن الداربيات التي يحضنها5 جويلية لا تدر على الإدارة بأية فوائد، لان قيمة طبع التذاكر فقط تفوق 45 مليون سنتيم، والقليل الذي يباع منها في كل مواجهة لا يكفي حتى لدفع فاتورة الكهرباء. ويشار إلى انه حدثت مناوشات طفيفة بين أنصار الفريقين قبل بداية المواجهة، ولكن قبل نهاية الشوط الأول ببضع دقائق حدثت اشتباكات عنيفة بالقرب من المدرج رقم 11، ولكن لم تحدد بالضبط أسباب تلك الأحداث. وحسب مصدر أمني فقد اعتقلت الشرطة 12 مناصرا، بتهمة تخريب ممتلكات عمومية، وتم تحويلهم إلى أقرب مركز شرطة وهذا بين شوطي اللقاء.
بن ميهوب مدير المركب الاولمبي محمد بوضايف "الخسائر كبيرة وسنتخذ إجراءات جديدة العام المقبل" قال نور الدين بن ميهوب، مدير المركب الأولمبي، بأنه سجلت خسائر كبيرة في ملعب 5 جويلية، مشيرا إلى أنه لا يمكن اتهام أي طرف "تكبدنا خسار مادية كبيرة ويمكن القول إن مجموعة شبان مراهقين تسببوا في ذلك". وأوضح بن ميهوب بأنه لا يمكن اتخاذ إجراءات عاجلة في حق الأندية العاصمية" لحد الساعة، لا يمكننا أن نقوم بأية خطوة، وسنجتمع مع كل مسؤولي الرابطة المحترفة والأمن، علنا نصل إلى حلول تقينا شر أحداث الشغب". وقال بن ميهوب "يفترض أن نختار الداربيات التي تقام بملعب 5 جويلية العام المقبل، فنحن لا نستفيد من هذه المباريات، بل نخسر الكثير منها، فمداخليها لا تكفينا حتى قيمة طبع التذاكر، ولن نقبل باستقبال مباراة يقل عدد الجماهير بها 10 آلاف مناصر".