فتحت مصالح الأمن تحقيقات معمقة، حول الاعتداءات التي تعرض لها زعماء وقادة أحزاب سياسية خلال حملتهم الانتخابية عبر بعض الولايات، تحسبا للانتخابات التشريعية المرتقبة في 10 ماي المقبل. وفي هذا السياق، كشفت مصادر من المديرية العامة للأمن الوطني، أن مصالحهم فتحت تحقيقات في محاولة الاعتداء على التشكيلات السياسية خلال التجمعات والمهرجانات التي ينظمونها تحسبا للانتخابات التشريعية، سواء عن طريق إيداع شكوى مباشرة من قادة ورؤساء الأحزاب وممثليهم، أو في إطار الإجراءات التنظيمية التي تؤمّن سير الحملة الانتخابية في أحسن الظروف، طبقا لتعليمات المدير العام للأمن الوطني، الذي شدد على ضرورة تسجيل جميع التحركات التي من شأنها أن تشوش على سير التشريعيات، وعدم التغاضي عن التجاوزات التي ترتكب خلال العملية الانتخابية سواء من طرف المترشحين أوالناخبين، خاصة أن رؤساء وقادة الأحزاب يكونون مرفقين خلال جميع تنقلاتهم بعد من رجال الأمن الوطني. وعن خريطة الأحزاب التي تعرضت للاعتداء أو محاولة الاعتداء منذ بداية الحملة الانتخابية، فتحت مصالح أمن ولاية البويرة تحقيقا في قضية الإعتداء اللفظي الذي تعرض له الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي"، حيث اتهم بالعمالة للنظام وسوء تسيير وحملوه مسؤولية الغلاء الفاحش الذي يميز المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع. من جهتها فتحت مصالح أمن عنابة، تحقيقات معمقة حول تعرض قادة أحزاب تكتل الجزائر الخضراء على غرار أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم وفاتح ربيعي، رئيس حركة النهضة وحملاوي عكوشي، رئيس حركة الإصلاح وبعض البرلمانيين، لمحاولة اعتداء من طرف شباب غاضب في حي سيدي سالم الشعبي بمدينة عنابة، حيث تعرض الموكب الحزبي للاعتداء بألفاظ نابية ومحاولات الضرب والرشق بالحجارة ومختلف المقذوفات، من طرف شباب غاضبين من أوضاعهم الاجتماعية المزرية. كما فتحت مصالح أمن المدية، الثلاثاء، تحقيقا حول تعرض زعيم حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، لثاني مرة إلى مضايقات من طرف شباب بمنطقة قصر البخاري الغاضب والرافض للحملة الانتخابية، حيث تطورت المناوشات إلى حدرشقه والوفد المرافق له بقارورات بلاستيكية وحجارة ما دفع برئيس حركة مجتمع السلم إلى إلغاء التجمع ومغادرة المكان على الفور تحت حراسة أمنية مشددة. وبدورها فإن مصالح الأمن لولاية تيزي وزو فتحت تحقيقا حول تعرض لويزة حنون، زعيمة حزب العمال ومناضليها إلى محاولة اعتداء من طرف أنصار الحركات السياسية الداعية إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة، حيث تحولت مناوشات كلامية حادة، إلى التشابك بالأيدي مع مناضلي وأنصار حزب العمال، وهو ما أفسد العرس الذي برمجته الأمينة العامة لمناضليها بولاية تيزي وزو، ودفعها إلى توقيف التجمع بطريقة غير منتظرة ومغادرة المكان تحت حراسة أمنية مشددة. وفي ذات الإطار تحقق مصالح أمن ولاية سطيف، في حادثة محاولة الاعتداء التي تعرض لها عبد الله جاب الله، رئيس حزب العدالة والتنمية من طرف أحد أعضاء مجلس الشورى الذي أطلق وابلا من الألفاظ البذيئة متبوعة بالسب والشتم، بل وحاول الاعتداء عليه جسديا، إلا أن تدخل الحراس الشخصيين لهذا الأخير الذين قاموا بحمايته حال دون ذلك. التحقيقات الأمنية، حسب المعلومات المتوفرة لم تشمل رؤساء وزعماء الأحزاب السياسية فقط، بل توسعت لتشمل مناضلي أحزاب أخرى وصلت إلى تسجيل جرحى، حيث فتحت مصالح أمن بسكرة، تحقيقا حول مواجهات دامية بين أنصار الأفلان وأنصار الأرندي بمدينة سيدي عقبة ببسكرة باستعمال الحجارة أسفرت عن جرح 6 أشخاص.