عادت الحركة إلى مقر حزب الدا الحسين، بعد روتينية عرفتها التشكيلة إثر غياب أية مشاركة انتخابية منذ أزيد من 15 سنة، ويبدو أن تشريعات 2012 غيرت من مجرى الأمور في أقدم حزب معارض بالجزائر. الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحا عندما وصلنا إلى مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث كانت لا تزال المداومة خالية على عروشها سيما وأن الحزب معروف بأن معاقله بمنطقة القبائل، مما غيّب أغلبية الإطارات التي التحقت بمسقط رأسها لأداء واجبها الانتخابي، فيما بقي مصطفى بوشاشي، متصدر قائمة العاصمة الإطار الوحيد بمقر حزب "الدا الحسين". وفي حدود الساعة العاشرة صباحا وصل الأمين العام لحزب الأفافاس، علي العسكري، الذي أعرب عن سخطه وتذمره من الظروف غير الشفافة والغامضة بحسب تصريحاته، التي جرت فيها الانتخابات بمسقط رأسه بولاية بومرداس، وكان يتحدث بلهجة غضب كون المركز الذي أدى فيه واجبه الانتخابي، لم يكن في المستوى المطلوب، إذ يوجد فيه مراقب واحد فقط وكان يردد عبر الهاتف أن الظروف المحيطة توحي بالتزوير المسبق للانتخابات، في إشارة منه للتجاوزات التي سجلتها مختلف مكاتب ومراكز الاقتراع التي تصله بين الفينة والأخرى. في هذه الأثناء اقتربنا من عمي علي، مثلما يفضل أن ندعوه وطلبنا منه استفسارات حول ولاية بومرداس، إلا أنه اكتفى بالرد أن الأوضاع كارثية وأننا بعيدين كل البعد عن تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة. فيما انزوى من جهته متصدر قائمة العاصمة مصطفى بوشاشي، لتبادل أطراف الحديث حول ترقب الوضع في الولايات، وكذا الأجواء التي سادت مختلف مراكز الاقتراع ببلديات الجزائر العاصمة، وفي هذه اللحظة وصل متصدر قائمة البويرة بطيطاش، حاملا معه خبرا عاجلا حول الوضع العام للانتخابات على مستوى بلدية صحاريج، التي أنهت العرس الانتخابي مبكرا، بعد أن قامت بتكسير وتخريب مكاتب الاقتراع بمختلف مراكز الانتخابات. ووفقا لمتصدر قائمة البويرة، فإن حجة المواطنين في تخريب مراكز الاقتراع يعود إلى وفاة شاب في مقتبل العمر إثر حادث مرور خطير. وقبل مغادرة المقر اقتربنا من مناضل مكلف بمتابعة نسب المشاركة ونتائج الانتخابات عبر جدول ضخم يملأ كامل جدار أحد المكاتب أسفل المقر، وحاولنا التعرف عن الأجواء الانتخابية في العاصمة، أين سجل هذا الأخير نقصا في عدد الأوراق الانتخابية لحزب الأفافاس في بلدية بباب الزوار بالعاصمة، مقارنة بالأحزاب الأخرى وعدم التمكن من حل الاشكالية إلى غاية كتابة هذه الأسطر، كما أشار المتحدث نفسه أن هناك أشخاصا يتوفرون على بطاقات انتخابية إلا أن أسماءهم غائبة في السجلات الانتخابية مما حرم العديد من مناضلي الأفافاس، من أداء واجبهم الانتخابي، وفي بلدية الدارالبيضاء اتهم مناضل الأفافاس الوالي المنتدب بعدم منح بطاقات التأهيل لمناضلي حزب الدا الحسين، إلا أن الاشكالية وفقا له تم حلها في حدود الساعة ال11 بعد تدخل عضوهم في لجنة مراقبة الانتخابات. وبالطبع نوه الممثل نفسه بعدم وضع الإدارة لمراقبي الأفافاس في كل مكتب مما يصعب الأمور للمراقبة، بالرغم أن الأفافاس فوض مندوبين لاستلام محضر الفرز في كل بلدية.